الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الدولة المهدوية هي مشروع الله تعالى في أرضه وهي أمل جميع الأنبياء (عليهم السلام) والأولياء من زمن آدم (عليه السلام)، فكيف والحال هذه أن تترك هذه الفكرة سائبة من غير ضوابط ومعايير تمثل ملاك المعرفة والوضوح بعيداً عن دعاوى الرؤى والأحلام الشيطانية واستخارات الدجالين، وما كثرة الأحاديث والأخبار التي ذكرها أهل البيت (عليهم السلام) من علامات الظهور وأماراته إلّا تشخيصاً وتمييزاً لنا حتى لا نقع في مهاوي تلك الدعاوى الباطلة، الأمر الذي يحتم على المؤمنين أن يرتقوا بوعيهم وثقافتهم المهدوية قراءة ومطالعة واستفساراً من العلماء والفقهاء الذين بذلوا أعمارهم في الدفاع عن هذه العقيدة وبيان مضامينها، وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه. [تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص٢٣٨]
فإن تشخيص الحق من الباطل لا يتم إلّا من خلال العلم والمعرفة لا بالجهل والتسطيح، ولذلك تجد أن أصحاب هذه الدعاوى المزيفة والمنحرفة وضعوا في آلية عملهم وخطتهم محاولة إسقاط العلماء والمراجع والتوهين منهم لما يشكلونه من حصانة وملاذ للمؤمنين، فلا يقعون في شباك حيلهم وخدعهم.
ومن هنا يصبح واضحاً أن مواجهة هؤلاء المدعين هو تكليف شرعي واجب على كل المؤمنين وكل بحسبه وما يتأدى به الغرض انطلاقاً من مبدأ النهي عن المنكر وضرورة مواجهة أهل البدع والضلال.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)