الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود من امتلاء الأرض بالعدل والقسط أن الظاهرة العامة التي تحكم المجتمع في عصر الظهور هو الصلاح والاستقامة، ونفس المعنى عن المجتمع السابق لعصر الظهور والذي يمتلئ بالظلم والجور، أي تكون الظاهرة العامة السائدة فيه هي الفساد والانحراف، ولا يعني الوصف الأول أن يكون المجتمع معصوماً في كل فردٍ فرد، ولا أن أفراد المجتمع في الوصف الثاني كلهم ظلمة وعصاة، فإن التوصيفات الاجتماعية العامة ليس سبيلها سبيل الموجبات الكلية المنطقية وإلّا لاقتضى ذلك إمّا العصمة التامة لجميع الأفراد أو الانحراف التام، وكلا الأمرين ممتنعان في العادة والواقع، ومثاله قول القائل: (طبيعة الأطفال يخافون الظلام)، ومع ذلك لا تمنع صحة هذه المقولة وجود استثناءات منهم يشذون عن هذه الطبيعة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)