الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
تارة نتحدث عن معنى هذه المفردات لغة، وتارة نتكلم عنها كمصطلحات تحكي عن أحوال الإمام (عجّل الله فرجه) والأدوار التي يتَّصف بها في نهضته، وتارة عن معانيها التي استعملت في الروايات على المستوى اللغوي:
أولاً: فأمّا على المستوى اللغوي فمعنى الظهور هو البروز بعد الخفاء، وأمّا القيام فهو خلاف القعود والقيام بالأمر هو الممارسة الفعلية العملية له، وأمّا الخروج فهو الانتقال من موضع إلى آخر...
ثانياً: المراحل والأدوار:
وتارة ننظر إلى هذه المفردات بلحاظ كونها معاني تحكي عن بعض أحوال الإمام (عجّل الله فرجه) والأدوار التي يقوم بها بحسب ما استفدناه من عموم الروايات، فتكون هذه المفردات أقرب للمصطلحات، فيكون ظهوره (عجّل الله فرجه) بمعنى انتهاء عصر الغيبة الكبرى وإمكانية رؤية الإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا الحال يحصل له (عجّل الله فرجه) بعد السفياني والنداء، ولذا ورد في الأخبار أن الذي يدّعي الرؤية والتواصل معه (عجّل الله فرجه) قبل ذلك فهو كاذب.
وأمّا الخروج فهو بمعنى بدايات التحرك العسكري ويحصل ذلك له (عجّل الله فرجه) بعد أن تتوفر له العدة من الأنصار والتي عبرت عنه الروايات باكتمال الحلقة، كما جاء عن الإمام الجواد (عليه السلام): فإذا أكمل له العقد، وهو عشرة آلاف رجل، خرج بإذن الله (عزَّ وجلَّ). [مكيال المكارم: ج١، ص١١٦]
وهذه كما لا يخفى مرحلة لاحقة لظهوره (عجّل الله فرجه)، وأمّا القيام بمعنى تحقيق المهمة وتفعيلها على أرض الواقع وهذه الحال تحصل له (عجّل الله فرجه) بعد أن يقضى على كل مظاهر الظلم والجور وإقامة العدل، كما ورد في نفس الخبر السابق، ولكن القائم الذي يطهر الله (عزَّ وجل) به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً. وهذه مرحلة متأخرة عن الظهور.
ثالثاً: معانيها في الروايات:
وهذه المفردات وإن كان لكل واحدة منها معناها الخاص واصطلاحها الحاكي عن أحواله (عجّل الله فرجه) بحسب ما ذكرناه في القسم الأول أو الثاني، إلّا أنها قد تستعمل في الروايات بمعنى واحد، فيتم التعبير عن انتهاء الغيبة وظهوره (عجّل الله فرجه) بالخروج أو القيام والعكس صحيح، فلا يمكن والحال هذه أن نفسر كل مفردة من هذه المفردات كلما وجدناها في الأخبار تفسيراً يختلف عن الأخرى لإمكانية أن تكون متحدة المعنى، وإنما الواجب أن ننظر في السياق الذي وردت فيه ومن خلال القرائن نحكم على المقصود منها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)