الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
(الغريم) من الألقاب التي أطلقها الشيعة على الإمام (عجّل الله فرجه) في الكثير من الروايات ويتم التعبير به تلافياً للتصريح باسمه في ذلك الزمن، قال الشيخ المفيد: وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديماً بينها، ويكون خطابها عليه للتقية. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٦٢]
وأمّا معناه فقد يراد منه (المدين أو الدائن) لكونه من أضداد اللغة أي لفظ مشترك يتضمن معنيين متضادين يتعين أحدهما من سياق الكلام كلفظ (المولى) الذي يطلق على السيد أو العبد.
وأمّا المعنى المقصود في حقه (عجّل الله فرجه) فيمكن أن يصح كلا المعنيين بوجه من الوجوه، قال العلامة المجلسي تعليقاً على مناسبة هذه التسمية: تكنيته (عليه السلام) به تقية يحتمل الوجهين، أمّا على الأول فيكون على التشبيه لأن من عليه الديون يخفى نفسه من الناس ويستتر منهم، أو لأن الناس يطلبونه لأخذ العلوم والشرائع منه وهو يهرب منهم تقية فهو غريم مستتر محق (صلوات الله عليه)، وأمّا على الثاني فهو ظاهر لأن أمواله (عليه السلام) في أيدي الناس وذممهم لكثيرة، وهذا أنسب بالأدب. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥١، ص٢٩٨]
والذي نستقربه هو المعنى الثاني الذي أشار إليه المجلسي دون الأول، فإن هذا اللقب استعمل عادة في سياق ذكر الحقوق المالية الشرعية للإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا السياق لا ينسجم مع إرادة المعنى الأول.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)