الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: إن الروايات التي ذكرت الدجال كعلامة من علامات الظهور أغلبها عامية ولم يرد في رواياتنا ذكر له إلّا في روايات قليلة لا يتجاوز عددُها عددَ أصابع اليد الواحدة، لكن الذهنية العامية ركّزت على ذكره، بخلاف رواياتنا التي ركّزت على ذكر السفياني.
ثانياً: ومع غض النظر عن هذه النقطة نقول: إن الروايات الواردة في وصف الدجال تحتمل كِلا الاحتمالين الذين ذكرتموهما ولا يمكن الجزم بأحدهما، وهذا بخلاف الأمر في السفياني واليماني فالروايات واضحة في أنهما شخصان لا حركتان.
وبعبارة أخرى:
أمّا السفياني واليماني فالواضح من خلال الروايات الواردة فيهما أنهما شخصان لا حركات، وهذا لا يحتاج إلى بيان.
وأمّا الدجال فإن بعض الوارد فيه يمكن حمله على كونه حركة، من قبيل ما روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديثه عن الدجال وصفاته: يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر، خطوةُ حمارهِ ميل تُطوى له الأرض منهلاً منهلاً لا يمر بماءٍ إلّا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يَسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول: إلى أوليائي أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى أنا ربكم الأعلى وكذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج٢، ص٥٢٥]
فإن هذه الصفات تتلاءم مع كونه حركة لا شخصاً بعينه.
ولكن يمكن حمل البعض الآخر مما ورد فيه على أنه شخص بعينه. من قبيل ما روي عنه أيضاً (عليه السلام) قوله: يخرج -أي الدجال- من بلدة يقال لها: أصفهان من قريةٍ تعرف باليهودية. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج٢، ص٥٢٥]
وجاء عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله: يخرج الدجال يخرج من قبل المشرق من مدينة يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة. [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص٣٠٠]، وهي رواية عامية أيضاً رواها أحمد في مسنده وغيره.
وروي أنه دخل على الإمام الباقر (عليه السلام) رجل من خراسان فقال له: يا خراساني، تعرف وادي كذا؟ قال: نعم. قال: تعرف صدعاً في الوادي من صفته كذا وكذا؟ قال: نعم. قال: من ذلك يخرج الدجال. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص١٩٠]، وهي ضعيفة السند إذ ورد في سندها (عن شعيب بن غزوان عن رجل عن أبي جعفر (عليه السلام).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)