الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن نلاحظ الروايات بشكل دقيق فإن الرواية منقولة في غيبة الطوسي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وردت بالنص التالي: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس قيل له: إذا ذهب ثلثا العالم فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي. [الغيبة للشيخ الطوسي: الفصل الخامس في ذكر العلة المانعة لظهوره، ص٣٣٨]
ولم تقل (الثلث الباقي) حتى يرد الإشكال الذي ذكرتموه، بمعنى أن الرواية قالت (في الثلث الباقي) وكلمة (في) تدل على التبعيض فليس كل الثلث الباقي هم من الشيعة.
أمّا الرواية التي ذكرتموها فقد وردت في كمال الدين ص٦٥٦: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس، قيل له: إذا ذهب ثلث الناس فمن يبقى قال: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي. فإن صدر هذه الرواية مضطرب حيث ذكرت (حتى يذهب ثلث الناس) وفي عجز الرواية تذكر الثلث الباقي، فأين الثلث الثالث؟ إذن قد تكون هذه الرواية فيها تصحيف من قبل النساخ فأسقطوا ألِفاً من كلمة (ثلث) في (حتى يذهب ثلث الناس) وأسقطوا كلمة (في) قبل كلمة (الثلث الباقي) فلا يعمل بما فيها وإنما يؤخذ بما ذكر في غيبة الطوسي وهي لا إشكال فيها، هذا أولاً.
ثانياً: لابد أن يُعلم أن ذهاب ثلثي العالم يسبق الإمام (عجّل الله فرجه) فيكون قبل عصر الظهور.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)