الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا المقصود بكون الإسلام جديداً فجوابه:
أولاً: لا توجد ولا رواية واحدة تقول إنه (عجّل الله فرجه) سيأتي بدين جديد، وإنما الروايات قالت إنه سيأتي بالإسلام جديداً.
ثانياً: إن هناك كثيراً من العوامل التي أدت إلى ضياع جملة مما بلّغه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها: منعُ الخلفاء من رواية الحديث وتدوينه، ومنها: كذبُ كثير من الرواة لمصالح شخصية أو مذهبية، ومنها: إدخال ما ليس من الدين في الدين بسبب القياسات والاستحسانات التي عمل بها كثير من متفقهي العامة مع أنها ليست بحجة شرعاً، ومنها: جور السلاطين الذي أدى إلى اختلاق أحكام تنسجم مع سياساتهم وأهوائهم.
وثالثاً: إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ربما ترك تبليغ بعض الأحكام التي لم يؤمر بتبليغها إلى عموم الأمة وإنما أودعها عند خلفائه الأئمة (عليهم السلام) ليعلنوها في وقتها الملائم وظروفها الملائمة.
وأغلب هذه الأمور ستُبيّن على يد الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) ومنه يتضح أن الدين سيكون جديداً بهذا المعنى. أي بمعنى إظهار ما خفي منه، وتبليغ ما لم يتم التبليغ عنه.
وأما المقصود بكونه (شديداً على العرب):
فوجه خصوصية العرب أن الانحراف عن خط الرسالة بدأ منهم بحكم كون النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بدأ دعوته فيهم واقصاء أهل البيت (عليهم السلام) كان بسببهم، فتكون شدة ما يأتي به الإمام (عجّل الله فرجه) فيهم أظهر وأجلى، وهذا لا يعني نفي الشدّة عن غيرهم، وأبرز مصاديق هذا الأمر ما نجده واضحاً جلياً من تكالب العرب وخصوصاً الوهابية ضد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)