الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن يُعلم أولاً: أن الحجة الشرعية في زمن الغيبة الكبرى هو الفقيه الجامع للشرائط لا غير، وهذا بحسب ما حدّده الإمام (عجّل الله فرجه) في نصوص عديدة، وقد ثبت بأدلة لا تقبل النقاش أن الذي يحدّد ما هي الوظيفة في زمن الغيبة الكبرى هو الفقيه، فهو الذي له حق النقاش والاستنباط من خلال هذه الروايات، ومن لم يكن فقيهاً فليس له إلّا اتباع من ثبت أنه حُجة عليه من الفقهاء، فإذا حدّد القيام على الحاكم الجائر أو عدمه فهو الذي يكون حجة.
ومع ذلك يمكن أن نجيب بجواب آخر ونقول: لا تلازم بين لزوم البيت وبين عدم نشر الثقافة المهدوية لأن لزوم البيت لا يراد منه معناه المطابقي، يعني أنه لا يراد منه حقيقةً البقاءُ في البيت فقط وإلّا لتعطّلت الحياة، ولازمه انتشار الفساد حيث لا يوجد آمر بمعروف وناهٍ عن منكر، وهذا باطل عقلاً ونقلاً، بل المراد هو التالي:
تارة نتكلم في زمن الغيبة الكبرى إلى سنة الظهور، وتارة في سنة الظهور، أمّا الأول فالمراد منه عدم الخروج مع كل راية تدّعي أنها تدعو إلى المهدي (عجّل الله فرجه) أو تدّعي الاتصال به أو إلى نصرة الدين مطلقاً بغضّ النظر عن الدعوة المهدوية من دون تثبث، فلابد من عدم التسرع حتى تتضح الشرعية الكاملة لمن يدعو إلى الخروج لنصرة الدين، وهو قول الفقيه كما تقدم والتعبير بلزوم البيت فيه الإشارة إلى هذه الحقيقة التي هي من واضحات أحكام الدين.
وأمّا الثاني أي في سنة الظهور فقد ورد في بعض الروايات عدم مواجهة السفياني بالسلاح قبل تصدي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) له، ففي هذه الفترة قد يراد المعنى المطابقي ولكن هذا كله خاضع لاجتهادات الفقيه.
وعلى نفس المنوال عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيُعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلّا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أمّا إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر. [الغيبة للنعماني: ص٢٨١ – ٢٨٢، ب١٤، ح٥٠]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)