الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن يُعلم أن رجوع عامة الناس إلى أهل العلم والعلماء لم يكن في زمن الغيبة الكبرى فقط، وإنما هي ظاهرة كانت موجودة في عصر الأئمة الاطهار (عليهم السلام)، فقد وردت روايات كثيرة يسأل الناس فيها الإمام (عليه السلام) عن الرجوع إلى الفقهاء، منها ما رواه محمد بن عيسى قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك أني لا أكاد أصِلُ إليك لأسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أَ يونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني فقال (عليه السلام): نعم.
فالذي يفهم من هذه الرواية أن قضية الرجوع إلى العلماء ظاهرة طبيعية، إذ يظهر أنها أمر مُسلّم عند السائل، فلم يسأل عنها وإنما كان سؤاله عن صُغرى هذه القاعدة أي عن الرجوع إلى يونس وأنه ثقة أم لا.
وهكذا استمرت هذه الظاهرة إلى يومنا الحالي، ولكنه بعد الغيبة الصغرى أصبح الرجوع منحصراً بهذا الطريق. فالرجوع إلى العلماء ظاهرة مستمرة من زمن الأئمة (عليهم السلام) وإلى يومنا هذا.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)