الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
مقتضى إطلاق الغيبة وأنه إمام الإنس والجن هو الغيبة عن الإنس والجن، ولكن قد يقال: إن هذا يتنافى مع علل الغيبة فإن منها الخوف من القتل وهذا لا ينسجم مع الجن فإنه لا يخاف القتل منهم كيف! وهم ليس لهم سلطان على الإنسان.
ولكن يقال في الجواب: أولاً أن هذه ليست بعلل وإنما حكم وفوائد الغيبة، فإذا سلّمنا أنها لا تنطبق على الجن فإنها ليست العلة التامة للغيبة وإذا لم تنسجم مع الجن يمكن أن يكون ظاهراً لهم.
وثانياً: لا نسلِّم أن الإمام لا يخاف منهم فإن لهم تأثيراً على الإنسان بالمباشرة أو غير المباشرة.
وثالثاً: إذا لم تنسجم هذه الفائدة مع الغيبة فتنسجم فوائد وحكم أخرى معهم مثل أنه غاب لأجل اختبار الشيعة وتمييزهم في غربة إمامهم فإنها تشمل الجن والإنس.
وإن من أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من الجن أيضاً فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): ... ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين. [مدينة المعاجز: ج٢، ص٢٤٧]
وإن حركة الإصلاح المهدوي عامة فتشمل عالم الجن أيضاً.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)