الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في بعض الروايات ما يشير إلى هذا المعنى، فقد ورد: ...والسفياني يومئذٍ بوادي الرملة، حتى إذا التقوا، وهو يوم الأبدال، يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد (عليهم السلام)، ويخرج أناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني، فهم من شيعته، حتى يلحقوا بهم، ويخرج كل ناس إلى رايتهم، وهو يوم الأبدال... . [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٢٤]
وهذا المعنى الذي ذكرته هذه الرواية يشير إلى أن من الفتن والاختبارات التي سيقع الناس فيها هو التقلب العقائدي، وهو ما أشارت إليه بعض الروايات -وإن كانت واردة في روايات العامة- بأن الرجل يمسي كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً.
ففي [مسند أحمد: ج٢، ص٣٩٠] قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم): ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر أو قال على الشوك.
ولعل سائلاً يقول: مع وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وظهوره ورؤية الناس له عياناً، كيف يتحوّل البعض من صفّه إلى صفّ السفياني وكيف يتركون النور ويذهبون إلى الظلام؟ إن هذا غير معقول في حد نفسه.
ولكن الجواب عن هذا واضح، إذ نفس التساؤل يرد على من ترك الحق وذهب إلى الباطل ممن رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسمع حديثه وهكذا بقية الأئمة (عليهم السلام).
إن حقيقة هذا الأمر ترجع إلى أن الإيمان وكما ذكر القرآن الكريم منه مستقر ومنه مستودع، وقد يخفي البعض حقيقة أن ما يدعيه من إيمان هو في الواقع مستودع، يهتز لأقل ريح ويتبع أي ناعق، ولكن عندما يحين وقت الحقيقة يبرز الكامن وإذا به ينقلب على عقبيه.
من هنا ورد في تعليمات أهل البيت (عليهم السلام) ضرورة أن يسأل المرء ربه دائماً حسن العاقبة، والثبات على الإيمان، وكذلك من أهم أدعية زمن الغيبة هو دعاء الغريق الذي هو ترجمة لطلب الثبات على المبدأ وحسن العاقبة.
عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يُرى، ولا إمامٍ هُدى، ولا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك. فقلت: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب والأبصار ثبِّت قلبي على دينك، قال: إنّ الله (عزَّ وجلَّ) مقلِّب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٥١ – ٣٥٢، ب٣٣، ح٤٩]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)