الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
١) ليس المقصود من معرفة الله تعالى هي معرفته بذاته حقيقة، إذ إن هذا متعذر علينا، إذ كيف يدرك المحدود اللامحدود، وإنما المقصود هي معرفته تعالى بصفاته وأفعاله، فإذا علمنا أن من صفاته تعالى هو أنه لطيف بعباده (أي إنه تعالى يهيئ لهم أسباب تقربهم منه تعالى) وهو تعالى حكيم لا يفعل العبث، وأنه تعالى عادل لا يظلم، علمنا أنه تعالى لحكمته وعدله ولطفه لابد أن يرسل لنا رسولاً يبين الطريق لنا فننتقل حينئذٍ إلى معرفة ذلك الرسول.
٢) فإذا علمنا أن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتخلق بأخلاق الله تعالى ويتصف بصفاته (مع حفظ الفارق اللامتناهي بين المحدود (الرسول) واللامحدود (الله تعالى) عرفنا أنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يمكن أن يترك الأمة بدون راع بعده، كيف وهو الذي لم يتركها كذلك يوم كان يغيب عنها أياماً معدودات فيما لو ذهب لمعركة.
إذن لابد أن يستخلف خليفة على أمته يعينه بأمر الله تعالى.
٣) فإذا ثبت أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) استخلف على أمته إماماً، فلابد أن نعرف ذلك الإمام حتى نستطيع أن نثبت على الصراط السوي الذي أُمرنا بسلوكه وإلّا فمن دون معرفته لا أحد يضمن ثباته على ذلك الصراط.
وأما عن معرفة الإمام في زماننا فإنها تتضمن:
١) معرفة اسمه وأنه إمام حق مفترض من الله تعالى.
٢) أن يكون معصوماً وأعلم الناس في زمانه.
واعلم أنه لابد بعد المعرفة من العمل كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]، ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران: ٣١]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)