الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات الشريفة تؤكد وجود الإمام (عجّل الله فرجه) على هذه الأرض، وأنه يعيش بين الناس ويحضر موسم الحج كل سنة، ويرى الناس ويرونه، ويعرفهم ولا يعرفونه خصوصاً وأنه الحجة الذي لولاه لساخت الأرض وهذا معناه أنه موجود على هذه الأرض.
عن سدير الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الأمر لشبهاً من يوسف. فقلت: فكأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة؟! فقال: ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير، من ذلك؟ إن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطاً أولاد أنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه وراودوه وكانوا إخوته وهو أخوهم لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه، وقال لهم: أنا يوسف، فعرفوه حينئذٍ، فما تنكر هذه الأمة المتحيرة أن يكون الله (عزَّ وجلَّ) يريد في وقت من الأوقات أن يستر حجته عنهم، لقد كان يوسف النبي ملك مصر، وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوماً، فلو أراد أن يعلمه بمكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف، وأن يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الأمر يتردد بينهم، ويمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم ولا يعرفونه حتى يأذن الله له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال له إخوته: ﴿قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ﴾ [يوسف: ٩٠]. [الغيبة للنعماني: ص ١٦٦ – ١٦٧]
ومن يدّعِ وجوده في غير هذه الأرض فهو مطالب بالدليل، وهو ما لم يثبته أحد بل الدليل على عكسه.
- أمّا أن هذا الوقت مناسب للخروج أو لا، فهذا موكول إلى التقدير الإلهي.
- وكون نظرك هو أن الأرض امتلأت بالظلم، لا يوجب أن يكون الواقع كذلك، فإن الظلم من الأمور المشككة القابلة للشدة والضعف، ولعل الظلم الحاصل اليوم لا يمثل إلّا عُشر معشار الظلم المزامن للظهور!
ولو سلمنا أن الظلم الحاصل اليوم هو المطلوب للظهور، لكن الظهور ليس مشروطاً بهذه العلامة فقط، بل هناك علامات أخرى لم تتحقق لحد الآن. مضافاً إلى أن هذه القضية ليست آنية فربما تبقى ممتلئة لمئات السنين ظلماً وجوراً.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)