الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
بما أن ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) أمر غيبي لا يعلمه إلّا الله تعالى ولم يحدد له وقت ولا زمان وأن ظهوره يترتب عليه أمور عظيمة من إصلاح الأمة ونشر العدل وقتل الكافرين فضلاً عن كونه واجب الطاعة.
لذا فبمقتضى اللطف الإلهي لابد أن يجعل الله تعالى كاشفاً عن ذلك الظهور غير معرض للبس وتدخل الإنسان فيه أي لابد من كاشف غيبي لا يعلم ماهيته وزمانه إلّا الله تعالى. وهذا الكاشف لابد أن يكون واضحاً لكل الخلق على الكرة الأرضية. هذا ما دل عليه العقل، فضلاً عن أن الروايات دلّت على أن أمره أبين من الشمس، وكيف يكون هذا مع كثرة الدعاوى الباطلة ما لم تكن هناك معجزة تتم بها الحجة.
أمّا ما هي هذه العلامة الغيبية؟ فلا قدرة للعقل على معرفة ماهيتها إنما دل الشرع على أنها الصيحة بروايات كثيرة منها رواية صحيحة السند عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): النداء حق؟ قال: إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم. [الغيبة للنعماني: ص٢٨٢، ب١٤، ح٥٤]، وفي رواية ثانية في بحار الأنوار (... قال: العلة في الصيحة من السماء كيف يعلمها أهل الدنيا والصيحة هي بلسان واحد ولغات الناس تختلف؟ فقال: إن في كل بلد ملائكة موكلون، فينادي في كل بلد ملك بلسانهم...). [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٦، ص١٩٣]
إذن الصيحة هي الطريقة التي سوف يعلم سكان الأرض من خلالها بظهور أو بقرب ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) التي تكون بلغات مختلفة على اختلاف لغات الناس التي يتحدثون بها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)