الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الله سبحانه وتعالى كما جاء في أدبيات الشريعة الإسلامية وتراثها المجيد أبى أن يجري الأمور إلّا بأسبابها فهل أن الله سبحانه وتعالى عاجز أن يخلق الإنسان بصورة مفاجئة بدون الحاجة إلى المرور بكثير من المراحل الفسيولوجية في عالم الإنسان من التقاء الذكر والأنثى والتزاوج وانعقاد النطفة، ثم تحولات متنوعة حتى يبلغ جنيناً كاملاً صالحاً للهبوط إلى عالم الأرض؟ وهل أن الله عاجز عن خلق الفواكه وجميع أطعمة الإنسان بشكل مباشر ومفاجئ بدون الحاجة إلى الكثير من التغيرات الجيولوجية في عالم التربة، ثم سقي الماء ثم تنفس الأوكسجين ومساعدة الشمس في صنع ثاني أوكسيد الكاربون؟ وهكذا الكثير الكثير من العمليات الفيزيائية والكيماوية لصناعة طعام واحد للإنسان، إذن من هنا نفهم أنه وإن كان الله سبحانه وتعالى قادراً على كل شيء لكن لله سنناً في هذه الحياة ولذلك خلقها وخلق الإنسان عليها حيث قال: ﴿إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق: ٦] وقال تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: ٧]، وعليه فنقول: إن السُّنة الإلهية جرت على أنّ الله سبحانه وتعالى ﴿لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١] فاستناداً إلى هذه النظرية نفهم أن حركة الإمام المهدي (عليه السلام) هي حركة بشرية كسائر حركات الأنبياء (عليهم السلام) وليس اعتماد الإمام (سلام الله عليه) وهكذا من سبقه من المصلحين على أسلوب المعجزة فقط، بل أن المعجزة تمثل حالة استثنائية في حركات الأنبياء (عليهم السلام) وهذا ما نجده واضحاً جلياً في حركة خاتم الأنبياء محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلو كان اعتماده على المعجزة لم يكن هنالك داع لخوض الحروب والمعارك والغزوات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
أحسنتم النشر والتوضيح وجعله الله في ميزان حسناتكم
جعلنا الله وإياكم من أنصار الحجةالمنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفدى