الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في هذا المعنى روايتان:
الأولى لم تسند إلى معصوم، وهي:
قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الحكيم، قال: أنبأنا خلاد بن أسلم الصفار عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: تكون فتنة يقال لها: (السبيطة) قتلاها في النار، فقلت: وهما مسلمان؟ قال: وهما مسلمان، قلت: لم؟ قال: لأنهم تغالبوا على أمر الدنيا ولم يتغالبوا على أمر الله، فقلت: قد كان ذلك، قال: متى لله أبوك؟ فقلت: فتنة عثمان، قال: كلا والذي بعث محمدا بالحق حتى يدخل على العرب كلهم حجرها وحتى يأتي الرجل القبر فيقول: يا ليتني كنت مكانك، وحتى تملا الأرض ظلما وجورا، قلت: ثم مه؟ قال: ثم يبعث الله رجلا يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يعيش بضع سنين، فقلت: وما البضع؟ قال: زعم أهل الكتاب أنه تسع أو سبع. [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص٢٤٥، ب٣٢، (فتنة السبيطة)]
والثاني رواية مرفوعة –فهي ضعيفة السند- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي:
وبإسناده عن إسحاق يرفعه إلى الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول للناس: سلوني قبل أن تفقدوني لأني بطرق السماء أعلم من العلماء، وبطرق الأرض أعلم من العالم، أنا يعسوب الدين، أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين، وديان الناس يوم الدين، أنا قاسم النار، وخازن الجنان، وصاحب الحوض والميزان، وصاحب الأعراف فليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته، وذلك قوله عز وجل "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد". ألا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني [فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن] تشغر برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطامها بعد موتها وحياتها وتشب نار بالحطب الجزل من غربي الأرض، رافعة ذيلها، تدعو يا ويلها لرحله ومثلها، فإذا استدار الفلك، قلتم مات أو هلك، بأي واد سلك، فيومئذ تأويل هذه الآية ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾. ولذلك آيات وعلامات، أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الروايا في سكك الكوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وكشف الهيكل، وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز، القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع، وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الأسقع صبرا في بيعة الأصنام. وخروج السفياني براية حمراء. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٧٢ - ٢٧٣]
ولا إشكال في كون القاتل والمقتول في النار باعتبار أن كلاً من الطرفين باطل وليس على الحق.
وهي كما ترى صريحة في معركة خاصة وليس عامة كما ذكرت في السؤال.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)