الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
يتضح الجواب عن سؤالكم من خلال النقاط التالية:
١- إن الرواية تشير إلى أنهم (عليهم السلام) أكمل من غيرهم من حيث تميّزهم بالعلم اللدني والعصمة والحجية على الناس، وهم في هذا المجال لا يُقاس بهم أحد.
٢- إن الله تعالى جعل هذا العالم يسير وفق نظام خاص هو نظام العلة والمعلول وبالطريق الطبيعي المتعارف، ومن يجري عليه هذا النظام لايؤدي به إلى وصفه بالنقص، وبالتالي فولادة الأئمة (عليهم السلام) بالطريق الطبيعي لا يقتضي نسبة النقص إليهم، خصوصاً وانه لا يمكن تصوّر الولادة من الفخذ كما هو واضح.
٣- أن رواية ولادته (عجّل الله فرجه) من الفخذ الأيمن ضعيفة السند من جهتين: جهة الإرسال، وجهة أن راويها هو الحسين بن حمدان، الذي قال عنه النجاشي: (كان فاسد المذهب). [رجال الكشي: ص٦٧، رقم الترجمة ١٥٩]
وقال عنه ابن الغضائري في رجاله: ص٥٤، رقم الترجمة ٢٤/ ١٣: كذّابٌ، فاسد المذهب، صاحب مقالة ملعونة، لا يُلتفت إليه.
وقريب منه ذكره العلامة في خلاصة الأقوال: ص٣٣٩، الباب ٢، الترجمة ١٠.
هذا وقد حقّق بعض المحققين في هذه الرواية وأمثالها، وانتهى الى التالي:
وهذه الرواية لا يصح الاعتماد عليها، بل يكذبها الواقع العملي لأمهات المعصومين (عليهم السلام)، لأنهن - كما نقرأ في كتب السيرة - كانت تبدو عليهن آثار الحمل في بطونهن، وكان يأتيهن الطلق، وكان يساعدهن في الولادة بعض النساء (قابلة أو غيرها) دون أن يلاحظن وجود هكذا أمور.
على أن الروايات تضمنت أن نساءهم كن يتولين أمر نسائهم، ولم يكن يسمح لغيرهن بالدخول في هذا الأمر، مبالغة في الستر وحفظاً لمعنى الكرامة والقداسة.... [الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) للسيد جعفر مرتضى العاملي: ج١، ص٧٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)