الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
النقطة الأولى: إن عقيدة أهل البيت (عليهم السلام) فيما يتعلق بفعل الإنسان الاختياري هي عقيدة (لا جبر ولا تفويض، وانما أمر بين أمرين)، والذي يعني باختصار: إن الإنسان مخير في أفعاله لكنه لا يخرج عن دائرة القدرة الإلهية، ولا يعني أن الله تعالى فوض إليه كل شيء، ولم يتدخل بعد ذلك في مجريات الكون، بل مازالت القدرة الإلهية مبسوطة، يفعل ما يشاء جل وعلا.
النقطة الثانية: في أي كمال وجودي يكون الإنسان هو المبادر له، فالخطوة الأولى للكمال تكون من الإنسان نفسه، وحينئذٍ يمكن أن يحصل على هبات من الله تعالى وبطريقة التسديد والتوفيق وتيسير الوصول إلى درجة معينة من الكمال.
فالسعي من الإنسان، والتوفيق من الله تعالى.
وهذا أحد تطبيقات عقيدة الأمر بين الأمرين
النقطة الثالثة: إن الوصول إلى مرتبة أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الثلاثمائة وثلاثة عشر يدخل تحت هذا المعنى، بمعنى أن السعي والخطوة الأولى تكون من الأفراد، فهم عليهم أولاً أن يسعوا للوصول إلى مراتب عالية من الكمال، من خلال التوبة النصوحة والتزام العبادات الشرعية وعدم الخروج عن منهج الإسلام.
وحينها يمكن أن يوفقهم الله تبارك وتعالى للوصول إلى مرتبة كمالية تهيئهم ليكونوا من الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر، وهذا الحال لا يختلف سواء كان الفرد من الراجعين من الموتى أو من غيرهم، فإن الذي يرجع إلى الدنيا يكون من أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كان قد عمل أعمالاً كثيرة أهّله ليكون من الراجعين، فهو أيضاً بادر بالخطوة الأولى، فوفقه الله تعالى للرجعة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)