الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن من خواصه (عجّل الله فرجه) هم أصحابه الـ ٣١٣، ولكن هذا لا ينفي أن يكون غيرهم من خواصه أيضاً، فإن إثبات صفة لشيء لا ينفيها عن غيره، كأصحاب الطالقان الذين وصفتهم الروايات بصفات عالية في الكمال، من قبيل: (ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله إمام الحق)
هذا كله إذا أريد الخواص زمن الظهور.
أما زمن الغيبة، فيظهر من بعض الروايات الشريفة أن له مجموعة من الخواص، ذكرت بعضها عناوينهم من دون تعيين، وبعضها عينتهم.
فمن الأول ما روي عن إسحاق بن عمار الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: للقائم غيبتان: إحداهما طويلة، والأخرى قصيرة، فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه. [الغيبة للنعماني: ص١٧٥]
ومن الثاني ما روي أنه قال الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) لأحمد بن إسحاق، وقد أتاه ليسأله عن الخلف بعده، فقال مبتدئاً: مثله مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين.
إن الخضر شرب من ماء الحياة، فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وإنه ليحضر الموسم كل سنة، ويقف بعرفة، فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته. [الخرائج والجرئح للقطب الراوندي: ج٣، ص١١٧٤]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)