الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا نزوله مصلياً في بيت المقدس فهذا مما لا كلام فيه، وأمّا كونه محرراً لها فإن كنت تقصد تحريرها من إسرائيل فيظهر من بعض الروايات الشريفة أن إسرائيل تزول على يدي أقوامٍ يخرجون قبل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
إذ روي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فِي قَوْلِه تَعَالَى: ﴿وقَضَيْنا إلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾، قَالَ: قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وطَعْنُ الْحَسَنِ (عليه السلام)، ﴿ولَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ قَالَ: قَتْلُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، ﴿فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما﴾ فَإِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) ﴿بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ الله قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (عليه السلام) فَلَا يَدَعُونَ وَتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَتَلُوه ﴿وكانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾ خُرُوجُ الْقَائِمِ (عليه السلام)، ﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ خُرُوجُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فِي سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِه عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ الْمُذَهَّبُ لِكُلِّ بَيْضَةٍ وَجْهَانِ الْمُؤَدُّونَ إلى النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ حَتَّى لَا يَشُكَّ الْمُؤْمِنُونَ فِيه وأَنَّه لَيْسَ بِدَجَّالٍ ولَا شَيْطَانٍ والْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ - فَإِذَا اسْتَقَرَّتِ الْمَعْرِفَةُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّه الْحُسَيْنُ (عليه السلام) جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَيَكُونُ الَّذِي يُغَسِّلُه ويُكَفِّنُه ويُحَنِّطُه ويَلْحَدُه فِي حُفْرَتِه - الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عليه السلام) - ولَا يَلِي الْوَصِيَّ إِلَّا الْوَصِيُّ. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٠٦، ح٢٥٠]
وإن كنت تقصد تحريرها من السفياني فهذا ما يبدو من بعض الروايات التي أشارت إلى أن السفياني يستولي على الكور الخمس وأنّ الذي يقتله هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في بيت المقدس على بعض الروايات.
من قبيل ما روي: ...فيخرج اللهُ على السفياني من أهل المشرق وزيرَ المهدي فيهزم السفياني إلى الشام، فيقصده المهدي فيذبحه عند عتبة بيت المقدس كما تذبح الشاة... [شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ج٢٩، ص٦٢٠]
وفي رواية أخرى: المهدي والسفياني وكلب يقتتلون في بيت المقدس حين تستقبله البيعة، فيؤتى بالسفياني أسيراً فيأمر به فيذبح على باب الرحبة [شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ج٢٩، ص٥٢٢، ونقله معجم أحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) للشيخ علي الكوراني: ج١، ص٥٠٨، عن ابن حماد: ص ٩٦]
وفي رواية ثالثة: ...فيسير إلى المهدي إلى بيت المقدس في اثني عشر ألفا فيأخذ السفياني فيقتله على باب جيرون. [الفتن لنعيم بن حماد: ص٢١٩]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)