الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى عليكم أن عقيدة المنقذ والمخلص في آخر الزمان هي مشترك عند جميع الديانات السماوية كما أن العقيدة المهدوية مشترك إسلامي على اختلاف مذاهب المسلمين وفرقهم وإنما يقع التمايز بين تلك المذاهب في تفصيلات شخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بين من يؤمن بولادته في آخر الزمان كما هو رأي أكثرية مدرسة الخلفاء أو إنه مولود موجود وهو في حالة الغيبة والانتظار كما هو معتقد أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
ومنشأ هذا الاختلاف إنما تعود جذوره إلى عقيدة الإمامة والخلافة ولكي يؤمن المخالف بهذه العقيدة لابد أولاً من محاورته في هذا الأصل العقائدي وبيان أصالته في الإسلام، وإلا فإن الإيمان بغيبة الإمام (عجّل الله فرجه) من دون الاعتقاد بالأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) وإمامة أهل البيت (عليهم السلام) (كما دلت عليه متواترات الأحاديث النبوية كما في حديث الغدير وحديث الثقلين وحديث الأئمة الاثني عشر وغيرها من هذه الأحاديث) لن يشكل ذلك السلامة التامة وكمال العقيدة التي تمت وكملت بولايتهم (عليهم السلام)، ومع كل ذلك فإن الذي يختلف معنا في غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) هو المطالب بالدليل على كون الإمام (عجّل الله فرجه) سيولد في آخر الزمان... فإن الأحاديث التي رواها المسلمون ليس فيها إشارة واحدة إلى ذلك، وإنما تحدثت عن ظهوره أو بعثته أو خروجه، وكل هذه المعاني تنسجم مع ولادته ووجوده الفعلي لا حدوث ولادته المتأخرة.. وهو الأمر الذي دعا بعض علماء السنة أن يتفقوا معنا في عقيدة وجوده وغيبته (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)