أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » مدعو المهدوية » (٨٧٢) هل هنالك نواب للإمام (عجّل الله فرجه) يرسلهم بفتاواه...

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 مدعو المهدوية

الأسئلة والأجوبة (٨٧٢) هل هنالك نواب للإمام (عجّل الله فرجه) يرسلهم بفتاواه...

القسم القسم: مدعو المهدوية السائل السائل: نور مكي الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٢/١٩ المشاهدات المشاهدات: ٢٠٤٤ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

عرض عليَّ البعض ممن يؤمن بقضية الإمامة أن هناك نواباً للإمام (عجّل الله فرجه) يرسلهم بفتاواه لمن أراد المعرفة حقاً وأن باب الاجتهاد من المراجع والحوزات ضلال! حيث لا يمكن أن يُفتي باجتهاده الشخصي أحد غير الإمام (عجّل الله فرجه)، وهو يرسل فتاواه عن طريق وسطاء ونواب لا علم لأحدٍ بهم إلا من خصوه بالمعرفة وعرفوا صدق نيته.
أرجو منكم التفضل بمتابعة هذا الأمر ورد إشكاله


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الشخص إن لم يكن مخدوعاً من الآخرين ومضلِّلاً من الدوائر الأخرى، فهو من جملة المجنَّدين ضمن الحركات الكثيرة التي تدعي ارتباطها كذبا وزوراً بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والتي ظهرت بعد سنة ٢٠٠٣ وازداد نشاطها في السنوات الأخيرة لتكون ضمن سلسلة استهداف المذهب الشيعي، والذي ينعم بإحدى النعم العظيمة وهي وجود المرجعية الدينية المستقلة في قرارها وآرائها عن كل الدوائر السياسية وبطبيعة الحال أن هذه الصفة لن تعجب هؤلاء الأعداء الذين يحاولون السيطرة والتحكم بأتباع هذا المذهب، والذين يتواجدون في بقعة جغرافية حباها الله تعالى بشريان الاقتصاد العالمي وهو النفط، وما لها من تأثيرات جمة على الوضع العالمي.
فهل تتوهم - يا أيها العزيز - بعد ذلك أن ترضى تلك الدوائر أو تغفل عن وجود كيان مستقل غير خاضع لها أو يسير في ركابها كما خضعت بقية مرجعيات المذاهب والديانات الأخرى، حتى صار انتخاب مراجعها وقادتها لا يتم إلا بمرسوم إداري من قبل السلطات السياسية، ليبقى الاستثناء الوحيد بين كل تلك المرجعيات الدينية هي المرجعية الشيعية الممثل والمحامي عن هذا المذهب؟ والتي تعد وتعبئ أتباعها لانتظار يوم الخلاص على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وبطبيعة الحال فإن نفس هذه الفكرة والعقيدة تشكل رفضاً وانكاراً للواقع القائم وهو ما لا ينسجم مع متطلبات العولمة وما تقتضيه من إيجاد فتاوى مدفوعة الثمن وتحت الطلب لتشرعنَ لهم ما يريده هؤلاء، ولذا تجد أن أغلب هذه الحركات المزيفة وعلى اختلاف ألوانها وضعت في أولويات اهتمامها تسقيط هذا الكيان المرجعي، ومحاولة شطبه وحذفه من الوجدان الشيعي، ليسهل لهم بعد ذلك قياده وتوجيهه بقيادات مجهولة غير ظاهرة، وإلا فما معنى أن يكون للإمام (عجّل الله فرجه) نواباٌ خاصون متخفون عن الأنظار، ووراء الكواليس لا يلتقي بهم أحد ولا يعرفهم أحد.
ولا يخدعنَّك هؤلاء يا عزيزي إذا أرادوا أن يبرروا لك أن غيبة هؤلاء واختفاءهم إنما هو امتداد لغيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإن غيبته إنما دلت عليها الأحاديث الصحيحة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ولكونه مدخراً ليوم ظهوره والقيام بدولته (عجّل الله فرجه).
أما هؤلاء فإن وظيفتهم المدعاة تستوجب ظهورهم والاعلان عن أنفسهم باعتبارهم الواسطة بين الإمام (عجّل الله فرجه) وبين الناس لغرض هدايتهم واعطائهم الأحكام الشرعية كحال السفراء الأربعة (رحمهم الله) في عصر الغيبة الصغرى، ولذلك ستجدهم يحتالون على أتباعهم بفرضية ساخرة من كونهم لا يلتقون إلا بمن علموا بصدق نيته وقصده، ومتى صارت الهداية التشريعية وبيان الأحكام الإلهية خاصة لصادقي النية والطوية، ونحن نجد أن جميع الأنبياء (عليهم اسلام) وحجج السماء لم يفرقوا بين الصادق وغيره في تبليغ دين الله تعالى.
وبين يديك سيرة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكيف وقف في وسط مكة رافعاً صوت هدايته لجميع الناس حينما أمره الله تعالى بالتبليغ والإنذار، وهكذا بقية الأئمة (عليهم السلام) الذين لم يمنعهم تعسف السلطات آنذاك وجورهم من أن يكونوا بين الناس مرشدين وهادين لهم ويتحملون الظلم والقهر في سبيل ذلك، حتى استشهد أكثرهم في سبيل هدايتهم، وهم الذين أخبرونا بأن الذي سيغيب عن الناس إنما هو الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) منهم فقط دون غيره لأن وظيفته لم يحن أوانها بعد، وأن عصر الغيبة الكبرى إنما هو (عصر الفترة) على مستوى الهداية التشريعية للإمام (عجّل الله فرجه) بسبب غيبته.
عن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: أنت صاحب هذا الامر؟ فقال: لا، فقلت: ... قلت: من هو؟ قال (عليه السلام): الذي يملاها عدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، على فترة من الأئمة، كما أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعث على فترة من الرسل. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٤١]
وعن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يصيبهم فيها سبطة ... قلت: فما السبطة؟ قال: الفترة، قلت: فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ قال: كونوا على ما أنتم عليه، حتى يطلع الله لكم نجمكم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص١٦٣]
وروى كذلك عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون فترة لا يعرف المسلمون فيها إمامهم؟ فقال: يقال ذلك. قلت: فكيف نصنع؟ قال: إذا كان ذلك فتمسكوا بالأمر الأول حتى يبين لكم الآخر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص١٦١]
ومن الواضح أن التمسك بالأمر الأول وكينونتنا على ما نحن عليه إنما هو الالتزام بأمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي كان آخر توقيع له للسفير الرابع والذي استمرت عليه الشيعة لأكثر من ألف عام، أن نكذب ونتهم كل من يدعي المشاهدة للإمام (عجّل الله فرجه) والنيابة الخاصة عنه (عجّل الله فرجه).
فقد روى الطوسي في كتاب الغيبة والصدوق في كمال الدين وغيرهم عن آخر وصية للإمام (عجّل الله فرجه): فلا ظهور إلا بعد إذن الله (عزَّ وجل) وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، إلا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر.
وأن نرجع إلى العلماء والفقهاء الذين أقر الإمام (عجّل الله فرجه) حجيتهم علينا بروايتهم وما وصلهم من أحاديثهم (عليهم السلام).
عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٢٩١]
وأما ادعاء هؤلاء بأن العلماء والمراجع إنما يبينون الأحكام باجتهادهم فهو تدليس ومكر وخداع على بسطاء الناس وعامتهم، لأن اجتهاد علماء الشيعة ومراجعهم إنما هو بمعنى بذل الجهد والمثابرة في استنباط الأحكام الشرعية من نفس روايات أهل البيت (عليهم السلام)، لا ما تستحسنه عقولهم أو تعتمده قياساتهم الخاصة كبقية علماء المذاهب الأخرى، ولا يمنع الاختلاف الذي يقع بين هؤلاء العلماء والمراجع من الأخذ بفتاويهم وبياناتهم، فإن المطلوب في عصر الغيبة الكبرى هو التعذير والتنجيز، وهذا ما صدر حتى عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في بعض توقيعاته حينما جعل الأولوية هو التسليم لهم ولرواياتهم وإن اختلفت في بيان حكم الله الواقعي.
روى الشيخ الطوسي (رحمه الله) في كتاب الغيبة، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي وأبو علي الطبرسي بأسانيدهم المعتبرة أن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري كتب إلى الناحية المقدسة فسأل عن المصلي إذا قام من التشهد الأول للركعة الثالثة هل يجب عليه أن يكبر؟ فإن بعض أصحابنا قال: لا يجب عليه التكبير ويجزيه أن يقول: بحول الله وقوته أقوم وأقعد.
فخرج الجواب: أن فيه حديثين: أما أحدهما فإنه إذا انتقل من حالة إلى حالة أخرى فعليه تكبير، وأما الآخر فإنه روي أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فكبر ثم جلس ثم قام فليس عليه للقيام بعد القعود تكبير، وكذلك التشهد الأول يجري هذا المجرى، وبأيهما أخذت من باب التسليم كان صواباً. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢، ص٢٧٧]
فإن الإمام (عجّل الله فرجه) كان بإمكانه أن يبين الحكم الواقعي للسائل ويوضحه له، وإنما فعل ذلك تربية منه وتعليماً لمنهجية استنباط الأحكام الشرعية والتي تستهدف التسليم والطاعة والتي ستكون هي المنهجية المعتمدة عند العلماء في زمن الغيبة الكبرى.
والخلاصة من كل البيان السابق: أن دعوى هؤلاء من أن لهم ارتباطاً واتصالاً بالإمام (عجّل الله فرجه) إنما هي دعوى مزيفة مفتراة تكذبها نفس روايات وأحاديث الإمام (عجّل الله فرجه)، ولا أوضح من كونها دعاوى باطلة أنها مجهولة المنبع تختفي وراء الستار بمصادر وتمويلات مجهولة، عنوانها الواضح هو الغموض والعماء والإبهام.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016