أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الغيبة » (٨٨٣) الدليل على الإمام وإن الإمام المعصوم واجب...

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الغيبة

الأسئلة والأجوبة (٨٨٣) الدليل على الإمام وإن الإمام المعصوم واجب...

القسم القسم: عصر الغيبة السائل السائل: فراس محمد عبد الزهرة الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٢/١٩ المشاهدات المشاهدات: ١٦١٣ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

إذا سُئل الامامي الاثنا عشري أو الإسماعيلي: ما الدليل على الإمامة؟
وإن الإمام المعصوم واجب الوجود في كل زمان ومكان؟
استدل بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِر وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾
فيّرد عليه: من يهديكم الآن؟!
سيجيب: المراجع والدعاة.
أسقط الإمامة، وأسقط استدلاله.
ما هو جوابكم الكريم على هذا الكلام؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يصح تفسير قوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ﴾ بالعلماء والمراجع، وعليه لا معنى لدعوى إسقاط عقيدة الامامة على ضوء مقدمات باطلة أو استدلال غير صحيح، فإن الآية بصدد الحديث عن وجود (هاد) لكل قوم يمثل رأس الهرم في منظومة الهداية وأساسها الذي يرجع إليه الآخرون، فإذا رجع هو إلى غيره من الناس انتفى عنه وصف الهادي لهم، فصار مهتدياً بهم، وأما العلماء والمراجع فهم مهتدون بالإمام (عجّل الله فرجه) ويأخذون منه ويصدرون عنه، ولذا يقارن القرآن الكريم بين الهادي بنفسه والهادي بغيره، ويبين الفرق الكبير بينهما يقول تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
ومن هنا تُعدّ هذه الآية الكريمة من أوضح الآيات القرآنية على وجود معصوم واحد في كل عصر وزمان، لعدم امكانية تفسير الـ(هاد) بالعلماء، لا سيما مع تعدّدهم في الأشخاص والآراء، وإنما وظيفة العلماء والمراجع الأخذ من الإمام (عجّل الله فرجه) والرجوع إلى أحاديثه والاستنارة بهدايته، وهذه هي أقصى وظيفتهم، ورد عن الإمام الهادي (عليه السلام): لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه والدّالين عليه والذابّين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج١، ص٩]
فالعلماء والفقهاء ليس لهم لا الدلالة والدعوة والأخذ عن المعصوم (عجّل الله فرجه) ليكونوا الواسطة والسبب الرابط بين الناس وبينه (عجّل الله فرجه) في إيصال هدايته لهم، وهذا ما يمارسه علماؤنا ومراجعنا في زمن الغيبة الكبرى، فإن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما أرجع الناس إلى العلماء بشرط الأخذ من أحاديثهم ورواياتهم، لا كيفما اتفق، فقد ورد في توقيعه (عجّل الله فرجه): وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٨٤]
وأما الدليل على كون ﴿وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ﴾ مخصوص بالإمام المعصوم دون غيره، فقد ورد عند الخاصة والعامة ما يشير لذلك من الروايات الكثيرة، فقد روى الطبري في تفسيره [تفسير الطبري لمحمد بن جرير الطبري: ج١٣، ص١٤٢]، والحسكاني في شواهد التنزيل [شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج١، ص٣٨٢]، وصحّح سنده النيسابوري في المستدرك[المستدرك على الصحيحين للحكام النيسابوري: ج٣، ص١٢٩]، وغيرهم الكثير عن ابن عباس: لمّا نزلت ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِر وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ وضع (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يده على صدره فقال: أنا المنذر، ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، وأومأ بيده إلى منكب علي فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون بعدي.
ولا يخفى أن ذكر أمير المؤمنين بالخصوص في هذا الحديث دون بقية الأئمة (عليهم السلام) إنما هو من باب الجري والتطبيق وذكر المصداق في زمن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولا يعني انحصار الأمر به فقط، لأن الآية الكريمة أشارت إلى ضرورة وجود الهادي لكل قوم، سواء أفي الزمن الماضي أم الحاضر والمستقبل، فلم يكن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) بصدد الحصر والتقييد في ذلك، ولذا ورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المتواتر عنه لدى السنة والشيعة: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً.
وقد روى الكليني في الكافي عدة أحاديث معتبرة السند منها ما ورد عن: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (عزَّ وجل): ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِر وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ فقال: رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٩٢]
فإن قال قائل: فكيف يمارس الإمام الهداية وهو غائب عنا، والآية تقول: ﴿وَلِكُلِّ قَومٍ هَادٍ﴾؟
نقل: إن الآية بصدد بيان ما جعله الله تعالى وحكم به، ولا يعني ذلك أن يجبر الناس على الالتزام بهدايته وولايته، وإنما ترك الأمر لاختيارهم، ومثاله التقريبي أن يجعل الحاكم لكل مدينة طبيباً، فيعرض الناس عنه ويهدّدونه بالقتل ويذهبون لغيره بإرادتهم، فلن يسلب أعراض الناس عنه ورفضهم له شرعيته ووظيفته، وإنما يبقى يمارسها لمن آمن بها منهم دون غيرهم، سواء أكان حاضراً بينهم أم غائباً عنهم وبالمباشرة في حضوره أم بالواسطة في حال غيبته، هذا كله بالنسبة للهداية التشريعية والمصطلح عليها في علم الكلام (بإراءة الطريق) والتي تعني بيان الأحكام الشرعية من الحلال والحرام والعقيدة الصحيحة وتفسير القرآن الكريم، ولذا ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم إنه لا بد لك من حجج في أرضك، حجة بعد حجة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلمونهم علمك كيلاً يتفرق أتباع أوليائك، ظاهر غير مطاع، أو مكتتم يترقب، إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم فلم يغب عنهم قديم مبثوث علمهم. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٩]
فإن غيبة الحجة لن تغيب معها أحاديثه وبياناته وإمكانية وصول الناس إليها لمن أراد منهم طريق الهداية، ولن يضر ذلك بإيمان المؤمنين واستقامتهم، ولو علم الله أن غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) واحتجابه عن الناس سيمنعهم من الهداية، لما غيّبه عنهم فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): فإن أشدّ ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته ولم يظهر لهم، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفه عين. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٣] وهذا المعنى مارسه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في زمنه أيضاً، فكان يرسل بعض أصحابه لتبليغ الدين للبعيدين عنه، ومع أنه لم يكن حاضراً بنفسه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع جميع الناس، إلا أن ذلك لا يسلب عنه وصف الهادي لهم ولو بواسطة هؤلاء المبلغين، ومن يزعم أن غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) عنا تقدح في هدايته لنا، فعليه أن يقول ذلك في النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أيضاً لمن غاب عنهم مكانياً للبعيدين عنه، أو زمانياً لمن جاءوا بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والحال أنه لا يوجد قائل بذلك من المسلمين.
وأما بالنسبة للهداية التكوينية والمصطلح عليها بـ(الإيصال إلى المطلوب) فهي ممارسة غيبية مرتبطة بولاية الإمام (عجّل الله فرجه) التي جعلها الله تعالى له، وهي هداية أعلى شأناً من الهداية التشريعية والبيانية، ولا يمكن لأحد أن يقوم بها غيره، لا من العلماء ولا من سواهم فإنها مرتبطة بعالم الملكوت والأمر، ولذا تكون متوجهة للمؤمنين بالخصوص وللتأثير في قلوبهم والارتقاء بهم في طريق التكامل والسمو الروحي، علموا بذلك أو لم يعلموا، فإنهم ينتفعون بفيضه ورعايته ولو لم يروه أو يشاهدوه، ولا يحتاج الإمام (عجّل الله فرجه) أن يكون حاضراً بالضرورة معهم، لأنها غير مرتبطة بعالم الأجسام والأبدان، وإنما بالقلوب والأرواح، ورد في رواية الإمام الباقر (عليه السلام): والله يا أبا خالد، لَنورُ الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٩٤]
وورد أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الناس ينتفعون به كما ينتفعون من الشمس إذا سترها السحاب. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٠٧]
وبعد هذا البيان يمكن أن نفهم إن الإمام (عجّل الله فرجه) هو الهادي لنا في زمان غيبته، أما بالواسطة على صعيد هدايته التشريعية من خلال العلماء والمراجع والمبلغين كما كان يفعل ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أحيانا للبعيدين عنه زمانياً أو مكانياً، أو بدون واسطة على صعيد هدايته التكوينية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016