الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إدخال السرور والبهجة على قلب المعصومين (عليهم السلام) بالأعمال العبادية وطلب العلم مما استفاضت به الروايات والأحاديث، فإن الأئمة (عليهم السلام) ليسوا منقطعين عن عالمنا وعن الإحاطة بما يقع فيه بإذن الله تعالى، وبطبيعة الحال فالعمل الصالح يقع منهم موقع الرضا والقبول، والعمل السيء على خلاف ذلك.
فقد ورد في الحديث المعتبر عن الإمام الصادق (عليه السلام): مالكم تسوؤن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟! فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤا رسول الله وسروه. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢١٩]
ولأجل ذلك وردت عديد الروايات التي تفسر قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ بأن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وخلفاءه المعصومين (عليهم السلام) يرون أعمالنا ويشاهدونها، ولا يغيب عنهم منها شيء.
فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): قوله قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال: هم الأئمة تعرض عليهم أعمال العباد كل يوم إلى يوم القيمة. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص٤٤٧]
وورد كذلك عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالساً عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ قال مبتدئاً من قبل نفسه: يا داود لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض عليّ من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك.
وورد أيضاً في وصية الإمام الصادق (عليه السلام) لشيعته: إن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل عليّ منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٦٣٦]
وهذا المعنى يشمل أمام زماننا المهدي (عجّل الله فرجه) فيطلعه الله تعالى على أعمالنا أيضاً كما يطلع بقية المعصومين (عليهم السلام).
فقد ورد في كتابه إلى الشيخ المفيد (رحمه الله) الذي نقله الطبرسي في الاحتجاج قوله (عجّل الله فرجه): نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي، فإنا يحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٦٣٦]
ويرى من أعمالنا ما قد يسره أو يكرهه بحسب طبيعة العمل وتوافقه أو عدم توافقه مع ما يريده الله تعالى وبنفس المعنى الذي ثبت لآبائه الطاهرين (عليهم السلام) فقد ورد في كتابه أيضاً قوله (عجّل الله فرجه): فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج٢، ص٣٢٥]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)