أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (٩٨٠) كيف نشخص اليماني من غير اليماني؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (٩٨٠) كيف نشخص اليماني من غير اليماني؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: محمد العراقي الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٤/١١ المشاهدات المشاهدات: ٤٧٣٣ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

كيف نشخص اليماني من غير اليماني؟ أي بين المدعي وبين اليماني الموعود الحقيقي؟ وما هو تكليفنا حتى نصل إليه؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
اليماني من شخصيات عصر الظهور، وهو من العلامات الحتمية التي تسبق خروج الإمام (عجّل الله فرجه)، والصفات التي تذكرها الروايات يمكن أن تعطينا مقاربة لسمات شخصيته وصفاتها على عدة أنحاء:
١- أنه هاشمي من نسل أولاد زيد بن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فقد روى السيد ابن طاووس عن محمد بن عباد انه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن علامات الظهور فقال (عليه السلام): خروج راية من المشرق وراية من المغرب وفتنة تظل أهل الزوراء وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن وانتهاب ستارة البيت. [فلاح السائل للسيد ابن طاووس: ص١٧٠]
٢- أنه رايته هي أهدى الرايات، ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنّه يدعو إلى صاحبكم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٤]
٣- أنه يوالي أمير المؤمنين (عليه السلام) ويبرأ من أعدائه، ففي رواية عن هشام بن الحكم، قال: لما خرج طالب الحق [وهو من رؤساء الخوارج] قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) ترجو أن يكون هذا اليماني، فقال: لا اليماني يتوالى عليًا (عليه السلام) وهذا يبرأ منه. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص٦٦١]
٤- أنه من أهل اليمن، ويدل على ذلك لقبه بـ(اليماني)، فهو واضح في كونه من أهل اليمن، وهو المعنى المتبادر من هذا اللقب، كما يُنسب الشامي لأهل الشام والمصري لأهل مصر، مضافاً للرواية الأولى التي ذكرناها سابقاً والتي نصت على (وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن)، ويدل على ذلك أيضاً الرواية الثالثة، فإن الفكرة السائدة عند الشيعة آنذاك أن اليماني سيكون من أهل اليمن، ولذلك توهم أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) أن (طالب الحق) الذي خرج في تلك الفترة وأحتل مكة قد يكون هو اليماني الموعود، وبطبيعة الحال هذا التطبيق الخاطئ من قبل الأصحاب لو كان من جهة عدم كون اليماني من أهل اليمن لبينه الإمام (عليه السلام)، ولأخبرهم أن اليماني لن يخرج من اليمن كطالب الحق، بل نجده (عليه السلام) أقرهم على ذلك، وإنما أوضح لهم جهة خطئهم من جهة عدم مولاته لأمير المؤمنين (عليه السلام)، ويدل على ذلك أيضاً ما رواه الصدوق (رحمه الله) عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سياق الحديث عن علامات الظهور: وخروج السفياني من الشام، واليماني من اليمن. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٣١]
وما رواه الفضل بن شاذان عن الإمام الصادق (عليه السلام): وخروج اليماني من اليمن مع الرايات البيض في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة. [مختصر اثبات الرجعة للفضل بن شاذان: ص١١]
ويدل على ذلك أيضاً ما رواه النعماني عن الإمام الصادق (عليه السلام) لما سئل عن خروج السفياني فقال (عليه السلام): أنَّى يخرج ذلك ولما يخرج كاسر عينيه بصنعاء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٨٦]، بتقريب أن بعضهم توهّم أن السفياني قد خرج في ذلك العصر، إلّا أن الإمام (عليه السلام) ردَّ هذا التوهّم بقوله: أنّى يخرج....، يعني كيف نقول بخروجه ولم يخرج في نفس الوقت كاسر عينيه بصنعاء؟!
ومعنى (كاسر عينيه) لا يخلو من معنيين محتملين تبعاً لإرجاع الضمير في كلمة (عينيه)، فإذا قلنا: إن الضمير في قوله: (كاسر عينيه) يعود على اليماني، وأن المراد بكسر عينيه هو خفضهما، فيكون ذلك إشارة إلى صفة من صفاته الجسدية، وأما لو كان الضمير في (كاسر عينيه) يعود على السفياني كما ربما يتبادر إلى أذهان كثيرين، فإن المراد بكاسر عينيه هو مُذلّه والمتغلِّب عليه.
وبغض النظر عن معنى كلمة (كاسر عينيه) إلّا أن الإمام (عليه السلام) في هذا الحديث يشير إلى رجل يخرج من اليمن، ويكون خروجه متزامناً مع خروج السفياني، والذي دلّت عليه الروايات الأخرى أن هناك ثلاث شخصيات سيكون ظهورها متزامناً فيما بينها، وهي شخصيات (اليماني والسفياني والخراساني)، وبما أن الرواية السابقة واضحة في التزامن بين السفياني وبين شخصية الخارج من صنعاء، سنعلم تبعاً لذلك أن اليماني المقصود هو من أهل صنعاء اليمن ولا يوجد غيره، لأن جميع الروايات لم تدل على أن رجلاً آخر سيخرج من صنعاء ويتزامن خروجه مع السفياني إلّا اليماني.
بعد هذا البيان نقول: إن الروايات كما هو ملاحظ لم تعطنا إلّا صفات وسمات كلية يمكن أن يدعيها كل أحد من قبيل أنه (موالي لأهل البيت (عليهم السلام) أو أنه من أهل اليمن أو أنه قائد عسكري)، فكيف نستطيع والحال هذه من تشخيصه وتمييزه عمن يحاول أن يتسلق على شخصيته ويخدع الآخرين بدعوى أنه هو اليماني الموعود، كما هو حاصل الآن من بعض المزيفين، فنقول:
إن امكانية تشخيصه وتمييزه ممكنة ويتم من عدة جهات إذا التفتنا إليها نستطيع أن نفرق بين اليماني الحقيقي والمزيف.
الأولى: إن جميع المدعين والدجالين يشتركون بصفة عامة إلّا وهي البحث عن السلطة والنفوذ من خلال التسلق على كل عقيدة أو فكرة يكون لها حضورٌ فاعلاً في وجدان الناس، خصوصاً ادعاء المناصب الغيبية، ابتداءً من الربوبية وانتهاء بالإمامة مروراً بالنبوة والرسالة، وهو أمر له شواهد في التأريخ لا تخفى على أحد.
والملاحظ في الروايات التي تحدثت عن شخصية اليماني ذكرت أن الرجل لا يدعو لنفسه ولا يطالب الآخرين بطاعته، أو أن يكون بديلاً عن العلماء والفقهاء فيما يختصون به كما يفعل بعض الدجالين المعاصرين، بل أن دعوة اليماني ستكون متمحضة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فقط وفقط، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٤]
فإذا وجدنا أحداً يدعو ما يتجاوز ما رسمته هذه الروايات، كأن يدعو لنفسه أو يزعم أنه مفترض الطاعة من قبل السماء، أو يدعي العصمة، فلا بد أن نضع عليه أكثر من علامة استفهام ونضرب بكلامه عرض الجدار.
ثانياً: وصفت الروايات راية اليماني بأنها أهدى الرايات، وتشخيص الهداية من الضلال إنما هو بيد العلماء والفقهاء وليس بيد عامة الناس، فإن ذلك ليس من اختصاصهم ولا هم بالقادرين عليه، فقد رأينا بعض بسطاء الناس وعوامهم كيف انطلت عليهم حيلة دجال البصرة وصدقوا دعوته وآمنوا أنه صاحب أهدى الرايات، مع أن الرجل كما هو معلوم عنه لا يتقن حتى قراءة القرآن الكريم لا لفظاً ولا اعراباً، والتسجيلات الصوتية التي تثبت هذا المعنى متوفرة على شبكة الانترنت، فكيف يحتج الله تعالى بمن لا يفرق بين الضمة والكسرة، ولا يفقه تأثير ذلك في معرفة العقيدة أو في استنباط الأحكام الشرعية، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن كل الحركات الاعرابية وصياغات قواعد الصرف العربي دخيلة في فهم كل ذلك، وكشاهد على ذلك قوله تعالى ﴿فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ فمن جهل كيفية قراءة (المكذبين) وهل هي بفتح الذال أو بكسرها فقد ضل ّسواء السبيل، لأنّ الفرق بين القراءتين هو ذات الفرق بين الأنبياء (عليهم السلام) والمكذبين لهم، وحاشا لله تعالى أن يحتج أو يفرض طاعة من يجهل القراءة الصحيحة في ذلك أو لا يحسن اتقانها.
والباري تعالى يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾، ولأن ذلك قد يضيع أو يغيب على بسطاء الناس في وقتنا المعاصر قلنا أن تشخيص رايات الهدى من رايات الضلالة إنما يكون بيد العلماء والفقهاء لا بيد من يجهل ذلك لتتملكه عاطفته المتعجلة بعد ذلك للتصديق بكل من هبّ ودبّ، ولذلك يقول الإمام الحسين (عليه السلام): ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه. [تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص٢٣٨]
وورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به. [نهج البلاغة: الحكمة ٩٦]
ثالثاً: الحذر من تصديق كل صاحب دعوى أو بكل متقولٍ يرفع شعار الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) تغليباً للجانب العاطفي على حساب الوعي والعلم والتي قد تدفع البعض بالإيمان بكل من يزعم ارتباطه بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فقد ورد أن كل من يدعي النيابة الخاصة بمشاهدة الإمام (عجّل الله فرجه) أو أنه الناطق بلسانه فهو كذاب مفتر لا نصيب له من الحق والهدى، فقد ورد في التوقيع الشريف من الناحية المقدسة: وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، إلّا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر.
ويترتب على ذلك أن يتحلى المؤمنون بالحذر والتنبه من العجلة والمسارعة في الاعتقاد بكل ظاهرة أو حدث يحتملون أنها ترتبط بظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، فإن في ذلك منزلقاً خطيراً قد يؤدي في نتائجه النهائية إلى ضياع دين الإنسان وايمانه، وقد حذرنا الأئمة (عليهم السلام) مراراً وتكراراً من ذلك، ولا عذر لمن خالفهم وعصى ما دلت عليه رواياتهم، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٦٩]، وورد أيضاً عنه (عليه السلام): هلك المحاضير قلت: جعلت فداك وما المحاضير قال: المستعجلون. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٣]، لا سيما أن العلامات والمؤشرات التي أعطانا إياها أهل البيت (عليهم السلام) والتي نجزم بواسطتها بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ستكون من الوضوح والجلاء ما لا يختلف فيه اثنان، فقد ورد عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض أي لا تخرجوا على أحد فإن أمركم ليس به خفاء ألا إنها آية من الله (عزَّ وجلَّ) ليست من الناس ألا إنها أضوء من الشمس لا يخفى على بر ولا فاجر، أتعرفون الصبح؟ فإنه كالصبح ليس به خفاء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٨]
رابعاً: الروايات أوضحت بشكل لا لبس فيه أن الشخصيات الثلاث (اليماني والسفياني والخراساني) سوف تكون متعاصرة بعضها مع بعض ومترابطة كارتباط الخرز فيما بينها، وهذه النقطة لوحدها تكفي للرد على هؤلاء المزيفين والمدعين، والتفريق بين ما هو حق وبين ما هو باطل، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً... . [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٤]
وبملاحظة ما قدمنا من النقاط السابقة والبيان السالف نرى أن مسالة التفريق والتمييز بين اليماني الحقيقي والمدعي لذلك ستكون من الوضوح بمكان، لا يترك بعد ذلك لأصحاب الأغراض السيئة والأهواء الضالة مجالاً للتدليس أو الاحتيال، فإن الأمر كما يقول الإمام الباقر (عليه السلام): أضوء من الشمس.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016