سبب تسمية الأربعين
سمّيت الزيارة المباركة للإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين تيمُّناً بمرور أربعين يوماً على شهادته سلام الله عليه.
ويوجد في العُرف الاجتماعي عادة لاستذكار ذكرى فقد الأعزاء وإقامة ما يتوجّب من إحياء ذكرهم، وقد سار الشارع المقدّس على هذا النهج الاجتماعي من خلال جملة من الممارسات، إمضاءً لما عليه العُرف.
ودلَّ على الإمضاء ما ورد من روايات عن أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) من أن واحداً من علامات المؤمن زيارة الأربعين، فقد ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: (علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر بـ﴿بسم الله الرَّحمن الرَّحيم﴾) (البحار ج٩٥ ص٣٤٨).
فزيارة يوم الأربعين لفقد المؤمنين سُنة حسنة ممضاةٌ من قبل الشارع المقدّس.
فكيف بها وهذه السُنّة مع الإمام الحسين الشهيد بطفوف كربلاء عليه السلام فإنها تتجلى بشكل أكبر، ويتأكد إحياؤها أكثر، وهناك شواهد روائية يمكن أن يستفاد منها استحباب إحياء الأربعين كما ورد في أنّ آدم بكى على هابيل أربعين يوماً، حيث روي عن أبي جعفر عليه السلام: (بَكَى آدَمُ (عليه السلام) عَلَى هَابِيلَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (الكافي ج٨ ص١١٤). وما رُوي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، عن ابي ذر (ان الارض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً) (آمالي الطوسي ص٥٣٥)، ويشهد لذلك ما في سيرة الصحابي الجليل جابر الأنصاري رضي الله عنه الذي جاء لزيارة سيده ومولاه في يوم أربعينه، حيث قال عطا: كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصا " كان معه طاهرا "، ثم قال لي: أمعك شئ من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سعد، فجعل منه على رأسه وساير جسده، ثم مشى حافيا " حتى وقف عند رأس الحسين عليه السلام وكبر ثلاثا " ثم خر مغشيا عليه. (البحار ج٩٨ ص ٣٢٩)
بل ورد من التأكيد والحث على هذه المناسبة زيارات مخصوصة كزيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام التي ورد فيها بسم الله الرحمن الرحيم اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ... الخ الزيارة المباركة.(مصباح المتهجد للطوسي ص ٧٨٨ )
ونحن سيراً على ذلك نقوم بتجديد أحزاننا بفقد سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام في يوم أربعينه.