تجليات الزيارة الأربعينية بعيون كاتب
عمار جبار الكعبي
ملاحظات وقراءات كتبتها بعد ان وفقني الله لأداء مناسك الزيارة الأربعينية، تجسدت فيها أهم الملاحظات والمشاهدات التي كانت مميزة وتعبر عن نضوج وتطور في مجمل الزيارة الأربعينية والمشاركين بها والقائمين عليها، حيث تتلخص بما يأتي:
١- ملابس الشباب وكلامهم ومزاحهم ونقاشاتهم في هذه السنة هي غاية في النضج والتطور مقارنة بالسنوات السابقة.
٢- احتشام النساء ووقارهن وحيائهن في هذه السنة يعتبر انموذج يقتدى به للزينبيات المعزيات لزينب (عليه السلام) وأمها فاطمة الزهراء (عليه السلام).
٣- الخدمة المقدمة من المواكب سنة بعد سنة تتطور والابتكار واستحداث أساليب في الخدمة بشكل يجعل الإنسان يقف عاجزاً عن شكراً هذه القلوب النقية والأجساد التي بذلت راحتها وطاقتها وأموالها خدمة للحسين (عليه السلام).
٤- الجو العام للزيارة امتاز بالهدوء والابتعاد عن كل ما يعكر اجواء الزيارة وقدسيتها وأهدافها.
٥- اللطميات والأناشيد التي تم تشغيلها في جميع المواكب والحسينيات والسيارات امتازت بالرزانة والتعبير الجيد عن القضية الحسينية من الناحية العاطفية والفكرية.
٦- الوضع الأمني المستقر والسيطرة الواضحة والثقة الكبيرة لقواتنا الأمنية سواء بحشدها وشرطتها وجيشها.
٧- المشاركة الكبيرة لجميع فئات وطوائف وقوميات الشعب العراقي، فلم تعد هذه الزيارة شيعية فقط، وإنما امتازت بعبورها للطائفة والدين والقومية بل امتدت لتشمل جميع دول العالم، في تجمع بشري مهيب.
٨- حالة التنظيم الكبيرة للمواكب والخدمة والسيارات والمسير وكل ذلك بعيد عن تدخل الدولة ومؤسساتها، وإنما هو تنظيم مجتمعي خالص يعبر عن حجم ومستوى الرقي الذي وصله الشعب العراقي.
٩- النمو الكبير والتطور الواضح للفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني والادوار الكبيرة التي تقوم بها سواء على مستوى التنظيف أو المساعدة أو الإطعام أو التوعية وغيرها من الأعمال والخدمات وهو ما يعكس عن النضوج الكبير الذي بدأ يظهر على مؤسساتنا الاجتماعية.
١٠- المشاركات الرسمية والدبلوماسية للعديد من دول العالم وتعبيرها عن التعاطف الكبير مع القضية العراقية وقدسية الزيارة الأربعينية وأهدافها السامية، خصوصا ان الكثير من الدول كانت تكفر الشيعة وتعتبر هذه الزيارة وثنية، ولكنها اليوم تعترف بخطأ سياساتها اتجاه العراق في السنوات السابقة لتعود وتصحح ذلك عمليا من خلال مشاركتها بهذه الزيارة ودعمها والتودد للشعب العراقي لفتح صفحة جديدة.
١١- الوفود الشبابية الكبيرة من المدن المحررة والتي تعبر عن إزاحة الحاجز الذي بناه من اراد التفرقة بين أبناء الشعب العراقي، لتعاد اللحمة بين أبناءه ويتم تمتين الأواصر المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، وأكثر ما شدني لذلك هو وفد طلبة جامعة الموصل الذي زار مكاتب المراجع في النجف الأشرف وكربلاء، وهو ما يجعلنا نستبشر خيراً بالقادم.
١٢- المواكب النوعية ذات البعد الثقافي والمعرفي والتي تدعوا للتركيز على نقاط غاية بالأهمية والتي تجعل من الزيارة إضافة إلى بعدها الروحي بعداً آخر يتجسد بالبعد المعرفي والاجتماعي لتكون بمثابة مسيرة تربوية متكاملة يتضح من خلالها الأثر الكبير في شخصية وروحية المشاركين بها.
١٣- الإعلام الشعبي غير المنظم وغير المنتمي لأي مؤسسة حكومية أو حزبية والذي يدار بشكل عفوي من خلال الشباب المؤمن بالقضية الحسينية والذي يريد أن يبرز الجوانب المضيئة في هذه الزيارة والتي هي من الكثرة حتى تطلبت أن يتم التنويع بشكل وفحوى هذا الإعلام التطوعي، بين الكتابة والتصوير الفوتوغرافي والفيديوهات والتصميم والرسم والتصميم وغيرها من الإشكال التي تعبر عن حجم الإبداع الشبابي في هذا الجانب.
١٤- التغطيات الإعلامية للقنوات الفضائية من العديد من القنوات حتى بات الجالس أمام الشاشات في المنزل لا يجد قناة فضائية لا تخصص جزءاً من برامجها اليومية حول هذه الزيارة العظيمة، بل أن بعض القنوات الفضائية أوقفت كافة برامجها وحشدت جميع كوادرها وطاقاتها صوب نقل مراسم الزيارة الأربعينية، واللطيف بالأمر إن حتى القنوات التي كانت سابقا تحارب القضية الحسينية استسلمت للإرادة الشعبية وباتت تواكب هذه الزيارة وتعرض على شاشاتها برامج وتقارير عن الزيارة الأربعينية.
١٥- التركيز المجتمعي الشعبي على مجمل الزيارة الأربعينية وأهمالها ما دونها من أحداث سياسية ورياضية أو على الأقل عدم التفاعل معها بالشكل المعهود، كتشكيل الحكومة العراقية ونهائي كأس الاتحاد الاسيوي ومباراة الكلاسيكو الاسباني وغيرها.
١٦- فشل جميع الحملات المشبوهة الداعية للتشدد اتجاه الزوار الأجانب عامة والايرانيين خاصة، وإبراز الوجه الحقيقي للكرم العراقي وحسن الاستقبال والتأكيد على أبعاد التأثيرات والمشاحنات السياسية وعدم ربطها بالعلاقات الاجتماعية بين الشعوب، وهو ما يعكس النضوج الكبير الذي وصله المجتمع العراقي الذي بدأ يستوعب البعد العالمي للقضية الحسينية.