دور الأعلام في زيارة الاربعين
علي الجابري
تنفرد مسيرة الاربعين السنوية بحركتها الاجتماعية الفريدة التي لا تشابهها حركة في مفاصل المجتمع عام والتي تعد من اهم المنعطفات الثقافية في التاريخ الحركات الاجتماعية.
وتعتبر مسيرة الاربعين في ذاتها اعلاماً حسينياً متميزا في نشر معالم ثورة كربلاء وتثبيت جذورها وبيان فضائلها من خلال الموج الجماهيري الذي يتحد في وحدة المقصد وهنا يبرز دور المؤسسة الاعلامية الفاعلة في الاستفادة من حركة مسيرة الاربعين وسماتها العلمية والذي يمكن تلخيص اهم فقراته في:
اولاً: بيان اهداف الثورة الحسينية المتمثل برفض الظلم والاستبعاد والخضوع للطغاة فان اوضح تعبير عن معرفة مبدا الثورة الحسينية وعمقها الاخلاقي في نفوس المجتمع هو ان يجسد المجتمع هذه المعرفة من خلال مسيرة الاربعين التي تعكس ايمان هذه الجموع وجوزيتها للتعامل مع القيادة الالهية بكل وفاء واخلاص.
ثانياً: انسانية المبادئ الحسينية. حيث تترقى هذه الجموع عن الانتماء الى العناوين القبلية او الطائفية او الاقليمية او شبهها لتمثل سيلا بشريا يستلهم من الحسين قيمة الدينية والدنيوية فينتفي في مسيرة الاربعين معيار القومية او الطائفية او القبلية او شبهها ليمثل الجميع جسدا واحدا راسه متصل بقبة الحسين عليه السلام واطرافه تمتد الى شرق الارض وغربها , حيث ارتقت بهم مسيرة الاربعين بمنهج (الحسين بن علي) ليكون الجميع تحت شعور واحد وشعار واحد , وهذا الامر بعينه من معاجز مسيرة الاربعين حيث تعجز اموال الحكومات واجهزتها من ان تؤلف بين ابناء مدينة واحدة بينما تؤلف ثورة الحسين بين مذاهب واديان ولغات من كل حدب وصوب.
ثالثاً: شمولية المساهمة. وهو ايضا مما اختصت به مسيرة الاربعين دون غيرها من النشاطات التي عرفتها الشعوب بشكل عام , فالمراءة والطفل والشيخ الكبير والمريض والمعاق يعبر عن تا يده للقيم الانسانية الحسينية من خلال مشاركته في هذه المسيرة الانسانية ليشعر بانه لم ينقطع بعد عن العطاء وان له صلة مع مبادى السماء كبر عمره ام صغر. وهذا بلا شك يوفر صورة عن التعبير الحر للإنسان الذي ربما لا يتوفر له فرصه التعبير لا من خلال مشاركته في هذا السيل الجماهيري.
رابعاً: مساحة المشاركة: حيث لا تنحصر مسيرة الاربعين في الساعة عبادية او يوم بعينه وانما تمتد اياما معدودة ليكون المجال مفتوحا امام كل من يرغب ان يسجل شعوره تجاه قيم الانسان التي تمثلت بمسيرة الحسين عليه السلام وسيرته اذا يوسع ذلك من دائرة المشاركة لمختلف الطبقات.
خامساً: قابلية العطاء. حيث تكشف مسيرة الاربعين بشكل جلي عن قابلية العطاء لدى الانسان اذا ما وجد ان المبدأ الذي يقصده انما هو مبدا حق , فترى ان السائر في مسيرة الاربعين لا يأبه فيما خسره من وقت او صحة بسبب المشي او فراق لأهله او ما شابه ذلك مما يكتنف مثل هذه المسيرات الطويلة , بينما تجد في هذه المسيرة البذل والعطاء والرغبة في الايثار بما لا يمكن ان نجده في صورة اخرى كما هي مسيرة الاربعين .
فهناك اذن بعض المفاصل التي يمكن ان تخلد اعلاميا في هذه المسيرة تبيانها في:
١- جهوزية نتاج هذه المسيرة للالتفاف نحو القائد والتوحد تحت لوائه.
٢- تجرد هذه الجموع عن العناوين الدنيوية وارتقائها بالحسين عليه السلام.
٣- اعجاز هذه المسيرة بتعبةْ الاشخاص بمختلف الاعمار والاحوال.
٤- القابلية على العطاء والترقي عن الانانية من اجمل مظاهر المسيرة الأربعينية.
هكذا نقرأ واضحا ان مسيرة الاربعين من اروع المصاديق لإعداد قاعدة قآئم ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين.