(١٠) زيارة الأربعين في عيون الغرب
زيارة الأربعين في عيون الغرب
صادق القيم
شفقنا العراق- قدمت لنا المجتمعات في كل مراحل العصور حضارات مختلفة، سجلت تقدم في عدة مجالات، منها كانت عمرانية أو صناعية أو زراعية، لكن هناك بعض الحضارات في كل تاريخ العالم، قدمت لنا تقدم في مجال العلم والفنون في مجالاتهما المختلفة، لكن أهملت كل الحضارات، الفرد بشكل عام والاسرة بشكل خاص.
تمزق المجتمعات وانحصار العلاقات بالمصالح فقط، كان عامل مهم في تحطيم البنية الاساسية للمجتمع الغربي، حيث وصلت بهم الى الاجتماع مره واحده في السنة، في “الكرسمس” ولادة المسيح، والكثير من العوائل لم تحقق هذا الاجتماع لعدة سنوات.
حيث أن العائلة التي تحقق اجتماع سنوي تعد مترابطة، وهناك فرصة لمعرفتهم أحوال بعض والتقارب فيما بينهم، هذا ونحن نتكلم عن عائله صغيرة، مستوى قرابتهم من الدرجة الاولى أب وأم وأبناء، حيث وصل الحال الى انشاء مؤسسات، وتوفير الأموال الطائلة لدعم ترابط المجتمع.
تجمع الأسرة في يوم واحد بالسنة شيء جميل وترابط أسري، فما بالكم من تجمع طائفة كامله من مختلف جنسياتها وأعمارها والوانها، في مكان واحد ويوم واحد أو عدة أيام، بطريقة تجد فيها الأشخاص يخدمون بعضهم البعض، ويقدمون الطعام والسكن ويبذلون كل ما لديهم، هذا يسمى ترابط وتعارف وامتزاج كل الأعراق في هذه الطائفة وينتج تقارب فيما بينهم.
هذه ما يدور في عقول الغرب عن زيارة الأربعين في العراق، حيث أصدرت الكثير من التقارير حول هذه الزيارة، وسميت أكبر تجمع بشري في العالم، وذكرت التقارير أيضا أنهم منظمون دون الحاجة للدولة لتنظمهم، وأشار أخر الى أنه أكبر مهرجان بالعالم، لكن لم يأخذ حيزه الاعلامي بعد، وأن مشاركة ملاين من الايرانيين تعد رسالة سياسية لواشنطن.
زيارة الأربعين هي رمز شيعي وعلامة فارقه تميز بها المسلمين الشيعة، عن مسلمي العالم وباقي الأديان الأخرى، حيث أن هذه الزيارة بالأعداد الغفيرة التي وصلت لها الاحصائيات، لم تسجل حالة خرق تذكر أو حالات موت جماعية من التدافع أو الزخم السكاني، كما أن اهل العراق تميز بين كل شيعة العالم، بأنهم من يقدم الضيافة للزوار ويستقبلونهم في البيوت والحسينيات، ويقدمون لهم الطعام مما جعلت كل شيعة العالم تحب وتمتدح أهل العراق.
جعلت زيارة الأربعين ارتباط شيعة العالم بمرجعية العراق وشيعته، حيث أصبح العراق وجهة الشيعة في العالم ومقصدها، وهذا أخذ بعين الاعتبار عند الغرب معتبر أن هذا كان من أثر هذه الزيارة، وأيضا الترابط بين هذه الشعوب فاق موضوع الفرد والأسرة، هنا كسبنا ترابط من نوع جديد، ترابط شيعي بين أقوام وأعراق من بلدان مختلفة تربطهم زيارة الأربعين والتشيع بحد ذاته، لم تحصد اي من الحضارات التي سبقت، هذا النوع من التطور والتقدم في الشأن البشري.