المسار
مسيرة الأربعين » البحوث والمقالات
الفهرس
البحوث والمقالات

(٤٩) مملكة الإمام الحسين (عليه السلام) الكبرى

مملكة الإمام الحسين (عليه السلام) الكبرى

مهند آل كزاز

مائدة طعام امتدت لمئات الكيلومترات من البصرة في اقصى الجنوب العراقي الى مدينة كربلاء المقدسة وهناك تفريعات لها تصل الى بغداد والحلة والكوت وهي تطعم في اليوم والليلة اكثر من سبعة عشر مليون انسان لثلاث وجبات، السؤال هو من يقيم هذه المائدة؟
لو قلنا ان الذي يقيم هذه المائدة شخص استشهد قبل الف واربعمائة وستة وثلاثين عاماً هل هناك احد سيصدق ذلك؟
العقل عاجز عن ادراك ذلك، فالعقل يمكن ان يفهم أن مليونيراً أوقف مقداراً من ماله وخصصها لجائزة دولية تمنح للأشخاص الذين تمكنوا من تحقيق انجاز طبي أو علمي أو ادبي، تدفع لعدد من الاشخاص كل عام لكننا لم نسمع حتى الآن في التاريخ كله أن كريماً مد مائدة من الطعام بطول مدينة أو بلد! لكن مائدة الحسين (عليه السلام) ممتدة على طول بلد بطوله وعرضه وهي تقدم أفخم انواع الطعام لكل الناس من الفقراء والاغنياء والمسيحيين والمسلمين والإيزديين والصابئة والمقيمين والنازحين والموالين والغرباء، ليس هذا فقط بل من يقف على تقديم هذه الخدمة يلتمسون اليك ان تتكرم عليهم وتجلس على مائدة (زاد ابو علي).
ولكي نوضح ضخامة ما يحصل نقول انه لا تستطيع اية قوة عظمى في العالم ان تطعم هذا العدد الهائل من البشر أو تقدم لهم الخدمات على مدى اسابيع هي فترة الزيارة الأربعينية التي يقوم بها الشيعة مواساةً لأهل بيت النبوة الذين ذاقوا العذاب والالم وهم يعودون الى كربلاء بعد مصرع رجالهم وشبابهم في يوم الطف بالغاضرية.
ليست المواساة وحدها التي تدفع هؤلاء الملايين للمجيئ الى كربلاء بل هدفهم ايضاً هو نصرة قضية الإمام الحسين (عليه السلام) فلازالت هذه القضية مجهولة من قبل المسلمين فما بالك بأتباع الديانات الاخرى، ولازال هناك بعض المسلمين يعتقد ببراءة يزيد بن معاوية من دم سيد شباب اهل الجنة، وهذا بحاجة الى التفهيم والتوضيح بمجريات ما وقع في ذلك الزمان لكي يصحح اعتقاداته عن تلك الحادثة المصيرية في التاريخ الاسلامي.
وليس الطعام وحده هو ما يقدمه الحسين الشهيد لزواره بل يقدم لهم كل الاغذية والاطعمة الروحية فزيارة الأربعين والمشي في طريق كربلاء فيها الكثير من دروس التربية والتعليم ولا استطيع هنا ان اوضحها لأنه لا يستطيع فهمها الا من حضر تلك الزيارة ورأى بأم عينه ارقى انواع الاخلاق الفاضلة، واسمى انواع التواضع، وافخم صورة للكرم، واجمل صورة للمواساة، واعظم صورة للعطاء، واكبر نموذج للفداء والتضحية، فالإنسان في هذا الطريق سيقدم أعلى ما يملك وسيحصل على اعلى شيء وسيرى في طريق الزيارة كل شيء راقي وعالي المستوى ولذا يمكن تسمية طريق الحسين بأنه طريق الجنة وهو ارقى مستوى يمكن ان تصل اليه البشرية ولم تجربه من ذي قبل ونشك باستطاعة اي مذهب أو ديانة تنظيم ما يشبه هذه المسيرة.
مسيرة الأربعين هي دورة تدريبية لكل الناس الحاضرين بأن يربوا انفسهم على ارقى الاشياء وان يرفعوا بمستوى اخلاقهم الى اعلى مستوى، هذه هي الدرجة المطلوبة والميزان الحقيقي من الاخلاق التي يجب ان يكون عليها المجتمع الذي سيكون مؤهلاً لاستقبال الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
فالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيظهر في مجتمع ذي سمات وخصال مختلفة عن باقي الامم والشعوب وهي السمات التي تؤهله لفهم واستيعاب وتطبيق الاحكام التي سيأتي بها الامام، فنحن بحاجة الى ان نقدم النموذج الاعلى عالمياً من جميع الجهات الانسانية والثقافية والاجتماعية والحضارية.
وللأسف فإن سياسيينا الشيعة قدموا مثلاً سيئاً في الحكم وفشلوا في تحويل التجربة الثقافية الشيعية المفعمة بالحيوية والتحضر الى تجربة حية مع ان الثقافة الشيعية هي مؤهلة لضرب اروع الامثلة في الحكم والقيادة والعدل في الامة.
مسيرة الأربعين تقدم فرصة للسياسيين الشيعة انهم لو ارادوا حقاً مناصرة القضية المهدوية فإنه يتوجب عليهم أن يطهروا انفسهم وينزلوا الى الشارع ويخدموا زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، وتيقنوا بأن الامام المهدي سيقبل في حكومته الاشخاص الذين يصلون في مستوى التواضع الى درجة أنهم يكونون في خدمة الزائر الحسيني بكل انواع الخدمة ابتداء بالطعام وانتهاء بتقديم المساج، وعندما يصل المسؤول الى هذا المستوى من التواضع سيكون عضوا فاعلاً في دولة الامام المهدي.
والإمام الحسين (عليه السلام) سيكون الممهد الأول لظهور الامام فهذه المسيرة التي تحدث في الأربعين ستكون متصلة بظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهي التي ستؤهل الاشخاص المناسبين للحضور والخدمة في دولته المنتظرة.
فالإمام الحسين (عليه السلام) يقود هذا الجمع المليوني نحو غاية واضحة المعالم، وهدف مرسوم بالغيب، ربما قد لا يدرك الأفراد الموجودين في هذه المسيرة انهم يتعرضون للتمحيص والاختبار وان الإمام الحسين يشحذ هممهم في سبيل الاستعداد لتقديم العطاء الاكبر في حركة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
فالعطاء يبدأ صغيراً ثم يكبر ويكبر الى ان يكون المرء مستعداً لتقديم نفسه في سبيل هذه الحركة العظيمة، فالذين يقدمون العطاء في مسيرة الحسين وعطاءهم يصل الى ملايين بل مئات ملايين الدولارات وهم لا يكتبون سطراً واحداً ليعلنوا في جريدة انهم تبرعوا بكل هذه الاموال في سبيل الله، هذا الامر لم نشاهد حصوله لا في عالم الشرق ولافي الغرب؟
حتى اولئك الذين لا يملكون الاموال هم خلايا نحل تقدم الخدمات والاعمال وتواظب على خدمة الزوار وكل ذلك يحصل دون ان يطلب اليهم انسان ان يقدموا مثل هذه الاعمال التطوعية، فهم اقبلوا على تقديم هذه الأعمال بتطوع تام ومن دون طلب الاجر على ذلك.
في مجتمع المهدويين نحن بحاجة الى اشخاص متطوعين لعمل الخير بل ان يكون لديهم الاستعداد الكامل لعمل الخير دون ان يطلب منهم احد فعل ذلك وهذه خصيصة اساسية في المجتمع الذي سيقيم اسسه الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، من هنا يجب ان نعلم انفسنا من خلال مسيرة الإمام الحسين على فعل الخيرات والمبادرة اليها بشكل تطوعي والمسابقة على ذلك، حتى نتأهل لأن نصبح جزءاً من جنوده أو اصحابه.
الإمام الحسين (عليه السلام) من وراء الغيب هو يقود مسيرة الأربعين ففي هذه المملكة هناك وزراء وهناك قادة ومسؤولين كبار يقومون بتلميع أحذية الزوار ويقدمون المساج لهم في ارقى صورة من التسامي يمكن ان يصل اليها مسؤول حكومي.
وليس الغرض من ذلك هو إهانة المسؤول بل تأديبه لان يكون متواضعاً وان يكون على استعداد للاستجابة الى اصغر المواطنين الذين يطالبونه بتقديم الخدمات وتحقيق متطلباتهم المشروعة ولا يتعامل معهم باستعلاء وتكبر، بهذا المستوى من الاخلاق هم المسؤولون في دولة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
والآن سنفكر بعمق أن دولة يدير امورها رجل استشهد قبل 1436 عاماً وهي تدار بميزانية شعبية وبأعمال شعبية تطوعية واما بالنسبة الى زعماء هذه الدولة فهم الاكثر تواضعاً وزهداً وعلماً، وعندما يصل المجتمع الى هذا المستوى من الاخلاق فإننا لن نكون بحاجة الى رجال شرطة وامن وجيش لأنه لن تحدث جرائم في مثل هذا المجتمع.
وعندما ننظر الى مسيرة الأربعين سنعرف بالضبط انها هي النموذج المصغر للدولة التي سيقيمها الامام المهدي فواحدة من اهم خصائص دولة الامام المهدي انه لن يجري التعامل بالعملة لتوفير الحاجات وهذا ما يحصل بالفعل في مسيرة الأربعين فأنت تستطيع ان تحصل على كل شيء من المشرب والملبس والمأكل والمنام دون ان تدفع ريالاً واحداً.
حتى أفخم الفنادق لا تستطيع ان تقدم لك الخدمة التي يقدمها خدام المواكب عندما تذهب اليهم للمبيت فهم يقدمون اليك أفضل ما لديهم من الأغطية والمفروشات علاوة على خدمة المساج وصبغ الأحذية والشاي وشحن الموبايل وفوق هذا كله لن يسألوك عن هويتك هل أنت سني أو مسيحي أو يهودي، يعني الخدمة مقدمة لكل أبناء البشر بلا استثناء.
معجزة الإمام الحسين (عليه السلام):
المعجزة هي خرق العادة أو الطبيعة، تعالوا لننظر كم من قوانين الطبيعة قد خرقت قضية الإمام الحسين (عليه السلام)؟
الخرق الأول لقانون الطبيعة الذي أحدثته قضية الإمام الحسين (عليه السلام) هي انها لازالت حية ولازالت طرية برغم محاربتها من قبل الحكومات الجائرة وطواغيت العصر لمئات الأعوام وبالحسابات المادية فإن هذه القضية كان المفروض ان تكون من القضايا المعدومة والمنسية، وهناك مئات القضايا التاريخية التي دثرت ولا تعرف البشرية لها ذكراً.
وقد بذل الطغاة موارد هائلة من أجل اسكات صوت كربلاء وطمس معالم القضية، وعلاوة على ذلك هم لم يسمحوا للشيعة بإقامة مراسم العزاء بهذه المصيبة العظمى، وكان الشيعة في تلك الأزمنة يستعملون التقية لإخفاء هويتهم العقائدية حتى لا يعتقلوا أو يذبحوا على يد الحكومات الجائرة، فهم لم يتمكنوا من إقامة مراسم العزاء بشكل علني، لكن الحسين (عليه السلام) بقى وقضيته استمرت بالرغم من الحرب المعلنة ضده منذ ذلك الزمان وحتى اليوم.
الخرق الثاني لقانون الطبيعة هو ان الإمام الحسين (عليه السلام) لايزال يصنع التاريخ ويحارب الظلم والطغيان ويطيح برؤوس المتجبرين بالرغم من مرور اكثر من الف وثلاثمئة وست وثلاثين عاماً على شهادته، ابحثوا في التاريخ الاسلامي ستجدون ان الحسين (عليه السلام) هو المحرك الرئيسي لمعظم الثورات التي حدثت في بلادنا العربية والاسلامية.
وفكرة الثورة هي بالذات فكرة شيعية بمعنى انها مقتبسة من الفكر الامامي الذي يرفض الظلم والطغيان ولو تم تشريح كلمة الرافضة سياسياً لوجدتم انها مرتبطة بمعنى الرفض الشيعي للظلم، فالعرق الحسيني ينبض في وجدان الشيعة ولذا هم ينفرون للجهاد والثورة عندما يرون الطاغية يعبث بأمور المسلمين، وقد انطلقت المزيد من الثورات في العالم الاسلامي نتيجة للتحرك الشيعي ابتداء من ثورة التوابين وثورة المختار ووصولا بثورة زيد بن علي وانتهاء بثورة العشرين في العراق وأخيراً الثورة الاسلامية في ايران وانتفاضة شعبان في العراق ولو سالت قادة هذه الثورات لقالوا لك بأننا تعلمنا دروس الثورة من الإمام الحسين (عليه السلام).
فالإمام الحسين (عليه السلام) لم يمت وهو لايزال يطيح برؤوس أعدائه وأعداء الفقراء والمساكين ولذا تجدون ان الطغاة هم على عداء دائم مع الإمام الحسين (عليه السلام) ويحاولون بشتى الصور أن يطمروا ذكره ويدمروا مرقده وهذا هو ما يفعله اليوم طغاة العصر من أبناء داعش الذين أعلنوا صراحة حربهم للإمام الحسين (عليه السلام) ولضريحه ولشعائره لأنها هي التي تستنهض همم الأبطال للدفاع عن كرامة البلاد وشرفها.
وكانت الدولة العراقية على وشك الانهيار وحكومة بغداد على وشك السقوط لكن العرق الحسيني النابض في قلوب الشيعة لم يسمح للدواعش بان يتمددوا مرة اخرى واوقفوهم عند حدودهم لانهم عندما يصلون الى المحطة الشيعية يدركون انهم وصلوا الى محطة العزة والكرامة وهم لا يستطيعون ان يتجاوزوا هذه المحطة.
الخرق الآخر الذي احدثته قضية الإمام الحسين (عليه السلام) هي انها جعلت من تربة قبر الإمام تربة خالدة، ولذا تجدون ان الموالين والعرفاء هم مستعدون لأن يقدموا الغالي والنفيس من اجل الحصول على تربة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) لأنه فيها الشفاء المادي والروحي.
أما المعاجز التي تحدث عادة عند قبة الإمام الحسين (عليه السلام) من قبيل إشفاء المريض الذي لا علاج له كإرجاع البصر لمن فقده أو إعادة القدرة على السير للمشلول أو إشفاء مريض السرطان فهي من المعاجز التي لا عد لها ولا حصر وقد اعترف بوقوعها من لا ينتمي للمذهب الشيعي ولا يعتقد بإمامة الحسين مثل المؤرخ العراقي العلماني الشهير علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، فهو حتى وإن فسر المعاجز التي حدثت عند اضرحة الائمة بتفسيرات مادية لا نقبلها لكنه أقر بوقوع تلك المعاجز وهذا هو ما يهمنا في الامر.
الخرق المهم الذي يحدث هذه الايام هو زيارة الأربعين التي يؤديها اكثر من واحد عشرين مليون زائر للإمام الحسين (عليه السلام) ولو تحدثت الى انسان عاقل جميع تفاصيل ما يحدث في زيارة الأربعين وقلت له بأنها زيارة عفوية ولا تدار من مؤسسة حكومية فإنه لن يصدق ذلك؟!
الحكومة السعودية وبرغم من كل ما تجنيه من اموال في موسم الحج وما لديها من اموال النفط لكنها مع ذلك تواجه مشاكل كبيرة في إدارة هذا الحجم الصغير من الحجاج الذي لا يبلغ حتى ربع تعداد زوار الأربعين وفي كل عام تحدث هناك مجزرة أو حادثة تؤدي الى مقتل العشرات من الحجاج راجعوا تاريخ الحج للسنوات الماضية ستجدون انه في كل موسم هناك حادثة وقعت للحجاج وتسببت بمقتل العشرات منهم، بينما زيارة كربلاء المقدسة تستضيف اكثر من واحد وعشرين مليون زائر دون وقوع حوادث!
ليس هذا فقط وإنما الإمام الحسين (عليه السلام) هو الحافظ لهذه الجموع فإن ما نسمعه من المحاولات لأحفاد يزيد لتفجير طريق الزوار والقاء القنابل عليهم فإنه يتوجب سقوط الآلاف منهم بين قتيل وجريح لكن الله قد اعماهم واضل قلوبهم لذا هم يرمون في سراب.
نحن لا نقول بانه في هذه الطريق لا يستشهد لنا اشخاص بل نعتقد بان الإمام الحسين (عليه السلام) وفي كل عام يصطفي من هؤلاء الناس زمرة يأخذهم معه الى جنة الخلد في تفجيرات انتحارية أو من خلال عبوات ناسفة وغيرها وفي هذا الامر تثبيت للدين فهذه الدماء هي التي حفظت العراق من داعش وابالسة الزمان وهي التي تربي الناس على التضحية والفداء.
امور الدولة تسير وفق آلية محددة ونظام واضح وبمجرد حصول خلل في تلك المسيرة وهبطت قيمة النفط ربما ستدخل الحكومة في حالة طوارئ لأن ميزانيتها ستصاب بالعجز بينما نجد ان مسيرة بهذا الحجم العظيم (مسيرة الأربعين) تدار من جانب الغيب، لأنه من غير المعقول التصديق بان امور هذه المسيرة العظيمة تسير بشكل عفوي اعتباطي دون ارادة غيبية تحركها.
من لديه عمق في التفكير يصل الى ان هذه المسيرة العظيمة تقاد من عقول ما فوق البشرية ولذا هي تحقق اغراضها بكل سهولة ويسر، نضرب مثلاً على ذلك، القوى التي تقف في مواجهة هذه المسيرة وتضع القنابل والمتفجرات كم هي عقول صغيرة وتافهة لأنه بأفعالها هي في الواقع تغذي هذه المسيرة، فما هذا العقل الجبار الذي صنع هذه المسيرة والتي جعل حتى عقول أعدائها في خدمتها، فهم يظنون انهم لو وضعوا القنابل والمتفجرات سيمنعون الناس من المجيئ اليها وهم لا يدرون ان افعالهم هذه ستدفع بالمزيد الى المجيئ بأعداد أكبر وأكبر للمشاركة في هذه المسيرة (عقل ما فوق البشري هو من يستخدم عقول أعدائه في خدمته).

البحوث والمقالات : ٢٠١٧/٠٧/١٩ : ١.٩ K : ٠
: مهند آل كزاز
التعليقات:
لا توجد تعليقات.