المسار
مسيرة الأربعين » البحوث والمقالات
الفهرس
البحوث والمقالات

(٧٥) زيارة الأربعين سيراً على الأقدام سُنة وعلامة

زيارة الأربعين سيراً على الأقدام سُنة وعلامة

سامي جواد كاظم

لو تبحرنا في كتب التاريخ لمعرفة اول من زار قبر الحسين (عليه السلام) سيراً على الأقدام لتعسر ذلك علينا وحديث زيارة جابر الأنصاري وعطية العوفي لم تكن سيراً على الأقدام بل انه اول من زار قبر الحسين بعد دفنه من قبل السجاد عليه السلام.

والحديث النبوي المشهور من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها حديث يشجع المسلمين على سن سنة حسنة يعمل بها من بعده تخدم المسلمين وكثير من التصرفات التي يراها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسنة من غير نزول اية فيها فيقرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويثني عليها كما في قصة المتطهرين في مسجد قبا حيث كانوا يتطهرون بالحجارة والماء بعد ما كان المعلوم التطهر بالحجارة. مسالة السير على الأقدام اتجاه قبر الحسين (عليه السلام) كانت موجودة قبل امامة علي الهادي عليه السلام واستدلالنا على ذلك حديث علامات المؤمن خمس للإمام الحسن العسكري عليه السلام عندما ذكرها (الصلوات الاحدى والخمسين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وزيارة الأربعين والتختم باليمين).

 لو لاحظنا كل العلامات باستثناء زيارة الأربعين والتي تدل على امتيازها في فعل وقول المؤمن وانها ظاهرة ومسموعة للمتلقي والخطاب موجه من الامام العسكري عليه السلام لنا لنتمسك به ونعرف المؤمن من خلاله.

فالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم يعني سماعها بصوت عال والصلاة احدى وخمسين هو ان نراه يصلي وتعفير الجبين والتختم باليمين هي كذلك من خلال رؤيتهما، بقي لدينا زيارة الأربعين كيف لنا ان نميزها ؟مسالة قراءة الزيارة لوحدها من غير متعلقات لا تدل على ذلك فزيارات الحسين (عليه السلام) المخصوصة للمناسبات كثيرة واجرها عظيم منها عاشوراء والرجبية والنصف من شعبان والتي كانت قبل ولادة الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وزيارة عرفة كلها يحث عليها الشارع المقدس ولها اجر عظيم مع المدلولات الرائعة فبماذا تختلف زيارة الأربعين عنها؟ لا اختلاف في ذلك. لرب قائل يقول المقصود منها توقيت العشرين من صفر وهذا التوقيت لا يختلف عن توقيت العاشر من محرم والخامس عشر من شعبان والتاسع من ذي الحجة، اذن اين العلامة في زيارة الأربعين ؟جوابي هو السير زرافات إلى قبر الحسين (عليه السلام) فان المسير يعد من السنن التي يحث عليها الإسلام وقد ورد في صحيح البخاري احاديث تدل على ذلك منها هذا الحديث: (أن النبي (صلّى الله عليه وآله) كان يأتي مسجد قبا كل سبت ماشياً أو راكباً). البخاري 2/332.

لاحظوا التوقيت حيث انه كل سبت اذن هنالك يوم يمكن للمسلم ان يتخذه عنوان له ليسن سنة حسنة، والامر الاخر يقول الحديث مشياً أو راكبا فكلمة راكبا يدل على بعد المكان وبالرغم من ذلك فانه يأتي ماشيا.

وحديث آخر يذكر الأجر العظيم الذي يمنحه الله عز وجل للمصلي الذي يسير إلى المسجد البعيد عن منزله وكذلك الأجر العظيم الذي يمنح لطالب العلم الذي يقطع المسافات البعيدة سيراً على القدم لتلقي العلم. واذا ما علمنا ان الامام العسكري عليه السلام قد عاصر الخليفة العباسي المتوكل على الشيطان وهذا اللعين قد هدم قبر الحسين (عليه السلام) ونشر العيون والجلاوزة ليمنع اتباع اهل البيت (عليهم السلام) من زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وكتب التاريخ تحكي كثير من الروايات والاحداث عن ما تعرض له شيعة علي (عليه السلام) في ذلك الزمان.

ومن هنا كان البعض منهم يستخدم شتى الوسائل للوصول إلى قبر الحسين (عليه السلام) للزيارة وهذا ان دل على شيء فانما يدل على عمق الايمان بالقضية الحسينية وقوة التمسك بالمبادئ الحسينية، وعليه فالمسير تعد من العلامات الرائعة والدالة على البعد الايماني للقائم على هذه الشعيرة وهو الذي أي المسير اعطى العلامة لزيارة الاربعين، ويكون حديث الامام العسكري عليه السلام ملائما للوضع الذي كان يعيشه اتباع اهل البيت (عليهم السلام).

ويكفينا فخراً ان السير على الأقدام صوب الحسين (عليه السلام) يلفت انتباه كل العالم وبشتى مستوياتهم الفكرية فهذا يعظم هذه الشعيرة وذاك يقتله الحقد والارق عندما يرى الجموع المليونية التي لا يكون التعب والظرف الامني والمستوى المادي عائقا للزيارة بل زيادة الأجر على ذلك.

البحوث والمقالات : ٢٠١٨/٠٣/٢٨ : ١.٧ K : ٠
: سامي جواد كاظم
التعليقات:
لا توجد تعليقات.