(٨٠) أربعينية الحسين (عليه السلام).. منهاج واصلاح
أربعينية الحسين (عليه السلام)..منهاج واصلاح
علي محسن راضي
خطوات مؤمنة قطعت دروب.. تمشي من الشمال والجنوب.. جماعات.. آحاد وزرافات.. ألسن وقوميات.. يسعد بها الطريق كلها تردد.. حيتنا مماتنا حسين.. تقدم النذور والشمعة والبخور.. تلتصق الأكتاف وتهتف النحور.. ما انعقدت به الألسن من موالاة ومودة وما نطقت به الحناجر ومشاركة فيما دخلوا فيه.. ورسالة الحق في مناوأة الظلم والطغاة أين كان في الوقت والزمان.. فكانت كثير ما يخاف منها وترعبه حشود التحدي الباغي لسان البعث ولا ينام الليل وحاول بكل السبل والطرق ان يشكك فيها ويمنعها ويسد ويقطع الطرق بقطاع الطرق من أزلامه.. فتلجأ الناس الى البساتين والطرق النيسمية والحقول.. واليوم تحاول أدواته بالتفجير والتفخيخ في دروب المشاة والزائرين.. لتعطيل من لا يهاب الموت ويسير على سكة الشهادة لينال وسام تجديد البيعة ويحظى ببركة الحسين.
حشود الإيمان في شوارع كربلاء من الموجات الصاخبة شكلت هوية مذهلة ابدعها رجال هذه الأرض من هم وضغط لتصنع الخلاص لواقع مستلب يعيد الشهيق لهذه الحياة تضيع في لحظات كثيرة وكبيرة يخجل منها الزمن.. لقد سمى هذا المشهد ومنذ سنين طويلة برفض كل ما يجري من ارهاقات وخيبة ومناهضة قيم الجهالة والضلالة والموت والتمادي في الباطل وأشد حالات الرعب والاستبداد..كي ننجو من الهلاك وحشية حاكم بما حمله من أحداث مؤلمة طوال ثلاثة عقود من الزمن من نهاية البسعينيات حتى خروجه من حفرة العار والذل!! ويفتح لنا الطريق للخلاص من واقع مرير.. ستبقى المسيرة المليونية تتجدد في كل عام لتحدد الاتجاه ورسم خطوط بوصلة الأحداث في صراعات أرغمتنا بلايا الإرهاب وداعش الدخول فيها بالجهل والعدوانية.. بقافلتين.. الزيارة والقتال.. اللتان تبرزان بوضوح منازلة الحشد الشعبي الشريف ثقل الايمان كله ضد للكفر كله.. وعندما تعود أيادي الزائرين سالمة.. تبدو خلايا من يخالف هذه الجموع يخالف اتجاهات العصر والمرحلة وخالية من رحمة المشهد.. فيما بدأت بعضها استعداد للتحول والانضمام الى مشهد تبقى صورته عالقة في الاذهان بعشق لا ينتهي كما خلا المشهد من أعوان للحسين ولم يبقى في الصورة إلا هو وأنصاره.. وذكراه تهز عروش الظلمة.. وصوت الأربعين تهدر عالية في الأرض والسماء.