المسار
مسيرة الأربعين » البحوث والمقالات
الفهرس
البحوث والمقالات

(١١٠) من الخاسر بعد انتهاء زيارة الأربعين؟!

من الخاسر بعد انتهاء زيارة الأربعين؟!

حسين فؤاد الخزاعي

من جديد... حصلت مواجهة بين الحق والباطل لكنها اختلفت عن الحقب الغابرة والتي اشتهرت بالمواجهة الواقعية في سوح القتال بالسلاح والعدة، فظهرت الينا هذه المرة مواجهة متماشية مع تطور الحياة وتعشيق ترسانتها الفكرية مع ادوات ووسائط التواصل الاجتماعي في نشر افكار من قبل جيوش ذبابهم الالكتروني، التي تعمل لأشخاص وجهات مجهولة الشخصية معروفة الهدف تارة، واخرى لأشخاص حاولوا تقديم انفسهم كمراجع مرة وكعلماء مرة اخرى، مدعين (كذبا وزوراً) انهم رموز تمثل الدين والعقيدة وتدعي الحرص عليهما فصنفوا أنفسهم بعد ذلك في خانة النكرات التي اعطت لأنفسها حجما اكبر بملايين المرات من حجمها الحقيقي .
شرعت هذه الجهات بمحاولة توهين عقائد رفيعة والتي تعد من مصادر قوة المذهب بعد ان تلتحم تلك العقائد بالجانب الآخر والمتمثل بالحوزة العلمية والمرجعية الدينية الرشيدة.
توجهت مجموعة من السهام إلى قضية زيارة الأربعين وطرحتها بأنها بدعة وظاهرة مستحدثة.
وانتقلت فئة اخرى من الرماة ووجهوا سهامهم نحو المشي في هذه الزيارة وانه بدعة فدعوا إلى الامتناع عنه تارة والى تقنينه تارة اخرى، واعتمدوا اسلوب الكذب في توهيم الناس ورسم صور غير حقيقية لأمور تجري على طريق السير للحسين (عليه السلام)!!️
خلال ذلك انشغل ذباب آخر وفي وقت مبكر ومتقدم، بالهجوم على الحوزة العلمية بشكل عام والمرجعية العليا بشكل خاص، مؤملين في تكامل خطتهم بعد التشكيك في زيارة الحسين (عليه السلام) وطريقة الوصول اليه من جهة ومن جهة أخرى صرف الناس عن المرجعية وتوهين دورها في حماية المجتمع، مستنفرين من أجل ذلك كل طاقاتهم لتهميش دورها في رأب كل صدع لحق بالمجتمع ودورها في بناء الإنسان والمحافظة على القيم الأخلاقية والدينية.
انتعش هؤلاء بعد حملات المنشورات الممولة وانشغال شريحة معينة بتبني ما طرح على عقولهم البسيطة بغض النظر عن المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية لأصحاب تلك العقول التي تلقت ثم تبنت ما طرحه ذلك الذباب عليهم واستأنسوا برأيه، وصاروا أحد مروجيه من دون أن يجنون أي ثمن كما جنى قادته وأدواتهم.
تعالوا لنكمل . . .
ما الذي حدث بعد هذا النصر الافتراضي الذي حققته تلك الدعاوى وتلك الفتاوى؟ والتي كانت تعطي شبها ًكبيراً بفتوى شريح القاضي (قاضي قضاة الكوفة) الذي أفتى ليزيد عليه اللعنة بقتل الحسين (عليه السلام).
لم يلبث هؤلاء بعد غفوة ونشوة كلمح بالبصر فزعوا بعدها على سيول مليونية تحيي زيارة الأربعين... فتهدمت على وقع أقدام ملايين الزوار في طريق المشاية، تهدمت آمال ومشاريع أُنفقت عليها ملايين الدولارات، والتحم الأنصار كما يسمونهم مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام مع سيدهم الحسين (عليه السلام) وقضيته والحوزة العلمية والمرجعية الرشيدة في نقطة طالما أرعبت الأعداء أسمها كربلاء العشق والقضية.
وبهذا أصبح الجواب واضحاً لأولي الألباب والمتعضين من رسالة السماء للبشرية والإنسانية جمعاء.
فالحسين (عليه السلام) وقضيته باقين وخالدين أبد الدهر، ولحقت بركبه الحوزة العلمية والمرجعية الرشيدة لتمسكها بالقضية فكانت مناراً وقدوة لكل الإنسانية وليس فقط للشيعة الإمامية.
ولايزال الطريق سالكاً مشرعاً لكل من أراد التمسك بهاتين الجذوتين المنقذتين في زمان الغيبة الكبرى وتواتر المحن وتكرار الفتن.

البحوث والمقالات : ٢٠١٩/٠١/٠٥ : ١.٦ K : ٠
: حسين فؤاد الخزاعي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.