المسار
مسيرة الأربعين » البحوث والمقالات
الفهرس
البحوث والمقالات

(١١٥) الحدث الأهم في أربعينية ١٩٧٧ م؟

الحدث الأهم في أربعينية 1977م؟

سجاد العسكري

بعد ان تسلل حزب البعث إلى السلطة كانت من أهم القضايا التي تزعج مضاجعهم وترعبهم هي قضية الإمام الحسين (عليه السلام) والشعائر الحسينية التي توقد شعلة الرفض للظلم والظالم لدى مريدين الحسين ع والمرجعية الدينية العليا ؛ لتتبلور لدى قيادات البعث وشركائهم من الشيوعيين لمواجهة الحسينيين في اهم شعيرة لديهم، فكان الحدث الاهم في اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) عام 1977م هو منع احياء مسيرة الأربعين، ورفض توجه المواكب الحسينية إلى كربلاء كان قرار قيادة البعث الاجرامي في سعيه للقضاء بالتدريج على الحركة الإسلامية والتي تؤدي إلى تقليص دور المرجعية ومن ثم إنهاء وجودها كما يعتقد البعثيين، والغريب أن قرار المنع جاء من حزبي البعث والشيوعي لمواجهة الحركة الإسلامية وكانت تحمل عنوان (الجبهة الوطنية التقدمية) والتي تدعي الوطنية لتكشف عن زيف ادعائها.
في هذا الاثناء تم استداع أصحاب المواكب من قبل محافظ النجف آنذاك وابلاغهم بمنع المسير إلى كربلاء، لتدوي اسماعه من قبل الموالين بالرفض والتحدي حتى لو جادوا بأنفسهم في سبيل الوصول إلى كربلاء واحياء مسيرة العشق الحسينية، بالرغم من التهديدات المتواصلة، انطلق الركب الحسيني من النجف صوب كربلاء، وضم ركب التحدي أطفال ونساء زينبيات وشيوخ وشباب كأن اسماعهم تدوي فيها صوت الحسين الشهيد (عليه السلام) (الا من ناصر ينصرنا) ليسير الركب وتتقدمه راية عظيمة مكتوب عليها (يد الله فوق ايديهم)، انها حقيقة الواعين والوعي الحسيني، الذي يؤرق البعثيين الأذلاء الداعين إلى التقدم الحضاري عبر دمويتهم المسرفة ومقابرهم واعداماتهم الجماعية، وعبر تزوير التاريخ والثقافة ومنع الناس من الاتصال والتواصل مع العالم، هكذا هي نهضة البعث الحضارية؟!
فكانت مسيرة العشق انتفاضة واحياء الشعائر تحمل بين طياتها:
• الوعي بأساليب البعث الاجرامي ومحاولاته للقضاء على الشعائر.
• كشف سياسات التميز الطائفي والعنصري.
• وتحدي الجماهير للنظام الديكتاتوري العفن.
فقرر نظام البعث التصدي للجماهير المنطلقة لأحياء زيارة الأربعيين، ومنعها عبر ما يمتلكه من قوة عسكرية متمثلة بالطائرات والدبابات، وقد اتخذ الجيش حالة الحرب فامتد على طول الطريق وعلى جانبيه ما بين بغداد وكربلاء المقدسة، وحفر الخنادق لتستقر فيها الدبابات والمددجين بالأسلحة الثقيلة، ليعلن نظام البعث الصدامي الاجرامي حالة الاحكام العرفية في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، فتصور حالة الذعر التي كان يعيشها المجرمون من مسيرة سلمية لا تحمل اي نوع من انواع السلاح، لتواجه بهذا الكم الهائل من الدبابات والمسلحين وتحليق الطائرات فوق رؤوسهم؛ ليسقط الشهداء في طريق العشق الحسيني واعتقل الاخرين واعدامهم بمحاكمة صورية، أما السجون قفد اكتظت بالأبرياء وحكم بالسجن المؤبد عليهم ومن بينهم مبعوث المرجعية شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس).
وكان للسيد الشهيد محمد باقر الحكيم الذي بعث من قبل المرجعية الدور ليستمر تدافع العاشقين إلى كعبة الاحرار أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) لتنتهي بين شهيد ومعتقل ومطارد اما من وصل إلى مرقد الشهيد ابا الاحرار ليلقي عليه القبض بواسطة الحيل الملتوية من قبل أزلام البعث المجرم، حتى اخذوا بمحاربة الشعائر الحسينية بالتدريج تحت مسميات وعناوين التحضر والنهوض والتقدم حتى انتشرت ظاهرة الاعراس الجماعية في يوم العاشر من محرم وهي تطوف في الشوارع واظهار مظاهر الفرح والسرور بالرقص والغناء بدعم من نظام البعثي الطائفي والعنصري الدكتاتوري.
فسقطوا هم وشركائهم ليكون العالم شاهد على خروج قائدهم من جحر الجرذ ذليلاً؟! وتبقى راية الحسين (عليه السلام) خفاقة ترفرف بيد الحسينيين ونستذكر شعارات انتفاضة صفر التي رفعت (صدام كلة للبكر.. ترى حسين منعوفة) و (يصدام شيل ايدك.. هذا الشعب ميريدك) و(هالله هالله حسين وينة.. بالسلاح مطوقينة) و(اسلامنا ماننساه ايسوا يبعثية) فسقط صدام وقطعت يديه وايدي البعث المجرم؛ ليبقى اسلامنا وحسيننا ومرجعيتنا ومحبيهم يسطرون صفحات التاريخ بشجاعتهم وكرمهم الحسيني السرمدي.

البحوث والمقالات : ٢٠١٩/٠١/٢٢ : ١.٨ K : ٠
: سجاد العسكري
التعليقات:
لا توجد تعليقات.