أبحاث العدد:
خلاصات بحوث العدد:
الخلاصات

خلاصة بحث: الصيحة (قراءة في أعماق الصوت)

خلاصة بحث

الصيحة (قراءة في أعماق الصوت)

الشيخ حسين الأسدي

تحتلُّ القضيَّة المهدوية مركزاً محورياً في فكر البشرية جمعاء، وتُمثِّل طرق التعرّف عليها همّاً في أذهان الكثير من البشر، حتَّىٰ أصبحت تلك الطرق قلقاً يقضُّ مضاجعهم.
إنَّ الآثار التي وصلت إلينا أعطت طرقاً متعدِّدة للتعرّف علىٰ يوم الظهور، ومن أهمِّ تلك الطرق التي تشير إلىٰ قرب ذلك اليوم هو ما يُسمّىٰ بعلامات الظهور، تلك العلامات التي وصفتها الروايات بأنَّها علامات محتومة، لا يقع الظهور إلَّا بعد حدوثها، وتبرز من بينها علامة الصيحة، كعلامة واضحة فارقة، لا تقبل التشكيك ولا الاشتباه.
لقد وصفت الروايات الشريفة تلك الصيحة بعدَّة صفات فارقة، ككونها تصدر من السماء، وأنَّ الذي سينادي بها هو جبرئيل عليه السلام، وأنَّها تطرق أسماع جميع البشر بصورة تُفزعهم، بحيث تُنسي الفتاة الحيية ما هي عليه من الحياء فتخرج من بيتها فزعة، وتوقظ النائم الوسنان. ومن تلك الصفات المهمَّة فيها هي: أنَّ جميع البشر سيفهمون معاني ألفاظها حال سماعها، من دون حاجة إلىٰ مترجم أو ناقل للمعنىٰ.
وحينئذٍ يبرز استفهام حول هذه المفردة الأخيرة: فكيف سيفهم جميع بني البشر تلك اللغة في آنٍ واحدٍ؟ هل هي لغة من نوع خاصٍّ؟ هل هي سنخ لغة تعارف البشر علىٰ فهم معانيها؟ أو أنَّ البشر هم من ترقّىٰ مداركهم ليتمكَّنوا من فهم أيَّة لغة من لغات البشر؟ أو أنَّ صدورها سيكون وفق قانون المعجزة الخارق للطبيعة، والخارج عن إرادة البشر؟
احتمالات وتصوّرات ثبوتية، هي محور هذا البحث، الذي لم يكن ليغور في أعماق الأدلَّة الإثباتية بقدر ما كان منصبّاً علىٰ طرح تصوّرات ثبوتية في هذا المجال.
إنَّ تلك التصوّرات ممكنة ثبوتاً في حدِّ نفسها، وقد يقوم الدليل الإثباتي علىٰ بطلان بعضها، وقد يبقىٰ إثباتها في حيِّز الإمكان من دون دليل علىٰ امتناع وقوعها، وبالتالي سوف نتوفَّر علىٰ تصوّرات ثبوتية من شأنها أن تُثري هذه المفردة، وأن تفتح أُفقاً واسعاً لمزيد من التصوّرات فيها.

الخلاصات : ٢٠١٦/٠٩/١٧ : ٢.٧ K : ٠
: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.