أبحاث العدد:
خلاصات بحوث العدد:
الخلاصات

خلاصة بحث: بدائل الصراع

خلاصة بحث: بدائل الصراع

السيِّد محمّد علي الحلو

يُشَكِّل الطُغيان والاستبداد اللَّون البارز في آفاق العقل التاريخي الذي اتَّجه من خلال أدواته لصناعة النصوص المستبدِّة بعد أنْ أَنتج عقلاً مستبدّاً مولِّداً لها.
وباكورة ذلك الصـراع تجلَّت في صراع الأنبياء عليهم السلام مع اللجاج والسخرية، إِذ صنعا سلوكيات طغيانيَّة توارثتها المجتمعات اللاحقة لتُؤسِّس لنماذج استبداديَّة تجاوزت الفطرة وألغت التَبصُّر وإدراكِ الأُمور.
هذا الصراع المتجلِّي بخلاصة دقيقة بين الظلم والعدل تحوَّل بشكل مفاجئ إلى صراع فكري من خلال قراءة معتمِّدة على نسخ إسلاميَّة نصوصيَّة لا تُنتِج إلَّا التطرّف والاستبداد والتكفير لتُنتج محنة كُتّاب عبَّروا عن محنتهم بمحنة إسلام يفتقد إلى التنوير في نظرهم ممَّا دفع بهم إلى إنتاج نظريات إقصائيَّة للنصوص الدينيَّة متناسين أنَّ لُبَّ المشكلة يكمن في التَّلقِّي السلبي للنصِّ المصَّدر على أنَّه إسلامي، فصار معنى مفهوم الإصلاح عندهم هو رفض التراث واستبداله بأفكار حداثوية، في حين أنَّهم أغفلوا مفهوماً إسلاميّاً أصيلاً يدفع باتِّجاه قيادة الإنسان الكامل لينتج إنسانيَّة الإنسان بعيداً عن كلِّ أنواع العنف والتطرّف والاستعباد من خلال فكرة الانتظار والأمل الموعود الذي تُقدِّمه الأُطروحة المهدويَّة على مستوى الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فمجمل هذه الحركة الإصلاحيَّة تضع العلاجات التنظيريَّة فضلاً عن التطبيقيَّة لجميع مآزق هذه الأُمَّة المتَّكِئة على غير العصا التي يُناسب الاتِّكاء عليه، فلو أنَّ هؤلاء التنويريون رجعوا إلى أُطروحة الإمام المهدي عليه السلام، وراجعوا تحفّظاتهم على الأُطروحة الإسلاميَّة ومنظومتها النصِّية، لوجدوا كلَّ طموحاتهم وتوجّهاتهم.

الخلاصات : ٢٠١٧/٠٢/٠٩ : ٢.٦ K : ٠
: السيد محمد علي الحلو
التعليقات:
لا توجد تعليقات.