خلاصة بحث: الإمام المهدي عليه السلام وقبول التوبة
خلاصة بحث: الإمام المهدي عليه السلام وقبول التوبة
نصرت الله آيتي
هناك طائفتان من الأحاديث الواردة في مسألة التوبة وقبولها في عصـر الظهور، قد تبدو متفاوتة في ظواهرها. فقسم من هذه الأحاديث يعتبر أنَّ عصـر الغيبة عصـر اغتنام الفرصة، وأنَّ زمن الظهور زمن انتهاء الفرصة المتاحة للتوبة، فمع تحقُّق الظهور يسلَب المذنبون حقَّ التوبة ويحرَم الضالّون منها.
ولكنَّ البعض الآخر من الروايات يعتبر عصـر الظهور، طور الرشد والتربية وزمن جبران ضعف البشـرية، ومرحلة تكاملها. وهذا يعني بقاء باب التوبة مفتوحاً، وبقاء أسباب سدِّ النواقص السلوكية متوفِّرة.
وللجمع بين مضامين الطائفتين من الروايات يمكن اعتبار كون الطائفة الثانية ناظرة إلى بداية زمان الظهور، حيث سيقوم الإمام المهدي عليه السلام بهداية الناس وتهذيبهم وتعليمهم، وأمَّا الطائفة الأُولى من الروايات فهي تشير إلى فترة ما بعد بذل الجهود لهداية الناس وتعليمهم، وحيث سيشهِر الإمام المهدي عليه السلام سيفه لتنقية المجتمع البشري من الضالّين، مبتدئاً قيامه المسلَّح.
كما يمكن أيضاً أن نعتبر أنَّ موضوع الطائفة الأُولى من الروايات، من كان عالماً عامداً في إنكاره للحقائق، وأنَّ موضوع الطائفة الثانية من الروايات، من تورّط في الضلالة عن جهل واغترار، فيكون ممَّن تُقبَل توبته حتَّى بعد الظهور الشريف.
وإن لم يقبَل الجمع المذكور، فإنَّ الترجيح سيکون للطائفة الثانية من الروايات، ذلك أنَّ هذه الطائفة أكثر عدداً واعتباراً من الطائفة الأُولى، مضافاً إلى كونها موافقة للضوابط الكلّية التي وردت في القرآن الكريم حول التوبة، قبولاً وردّاً.