خلاصة بحث: البصيرة الأخلاقية في عصر الظهور (الآليات والأساليب)
خلاصة بحث: البصيرة الأخلاقية في عصر الظهور
(الآليات والأساليب)
بقلم: رحيم كارگر
تعريب: حسن مطر
عصـر الظهور عصـر الازدهار والتجديد الأخلاقي والفكري والاعتقادي والسياسي للإنسان، وهو عصـر سيادة القانون الإلهي والنظم الأخلاقي، وكذلك العقلانية الفاضلة، وطهارة النفس والمجتمع، ولا يحصل ذلك إلَّا من خلال البصيرة الأخلاقية، ومن خلال وصول الإنسان إلى الازدهار الفكري والأخلاقي، حيث تتفتَّق جميع طاقاته وإمكاناته، وتنحسـر جميع حواضن الانحراف والفساد والضلال.
تُشكِّل (ضرورة وصول الإنسان إلى البصيرة الأخلاقية تمهيداً للقضاء على الانحرافات والمشاكل البشـرية وبناء المجتمع الأخلاقي والديني) الوظيفة الأهمّ لهذا البحث، فلو كانت الأخلاق الإلهية هي الشائعة في المجتمع الإنساني، وكانت السيادة فيه للبصيرة الأخلاقية، سينعم هذا المجتمع لا محالة بالهدوء والرخاء والطهر والسعادة.
إنَّ البصيرة الأخلاقية تترك تأثيراً عميقاً على البصيرة والصفاء الفكري لدى الإنسان.
إنَّ هذه النوع من البصيرة يساعد الفرد في التمييز بين الحقِّ والباطل، والتعرّف على عيوب الفرد والمجتمع، ومعرفة الأحكام الإلهية، والموانع والعقبات الماثلة أمام تقدّمه وتعرّفه على طريق النجاة والفلاح.
وفي ظلِّ هذا الاتِّجاه يتمُّ الربط بين النواحي العقلية والفطرية للإنسان وبين تربيته وتعليمه وتزكيته في إطار التقدّم والازدهار على الصعيد المعنوي والروحي، حيث يُحلِّق الإنسان بجناحي العقل والأخلاق والمعرفة والتقوى، ليبلغ أعلى قمم الكمال.
السؤال الرئيس المطروح في هذا المقال: ما هي الآلية والأداة التي يمكن من خلالها الوصول إلى (البصيرة الأخلاقية) في عصـر الظهور؟ وهل من الممكن الوصول إلى إصلاح المجتمع البشـري بشكل كامل؟ وإذا قلنا بإمكان تحقّق ذلك، فما هي آليات وأدوات تحقيق هذا الإصلاح والتحوّل الإيجابي في الناس والمجتمعات؟
من خلال الرجوع إلى الروايات والتفاسير، ندرك بوضوح أنَّ الإمام المهدي عليه السلام سيُحدِث بعد ظهوره تغييرات جذرية وجوهرية في أخلاق الناس وسلوكياتهم وتصوّراتهم. وذلك من خلال توظيفه لمختلف الأساليب والآليات المتنوِّعة والشاملة في إطار هداية الناس وإصلاحهم وتعليمهم، فيُمهِّد الطريق إلى تطويرهم على المستوى الفكري والأخلاقي، ويفتح أمامهم طرق الخير والسعادة والفضيلة والطهر والكمال والرقي.
وفي الحقيقة فإنَّ الإمام المهدي عليه السلام سيعمل - من خلال توظيف مختلف الأدوات الثقافية والأخلاقية والعلمية والعبادية والسياسية وما إلى ذلك - على تحسين وتطهير الناس بشكل شامل وعلى مختلف المستويات، ويضع البرنامج التربوي والإرشادي بما يتناسب مع مطالب الفرد والمجتمع.