أبحاث العدد:
خلاصات بحوث العدد:
الخلاصات

خلاصة بحث: المقوّمات البنيوية للدولة المهدوية المرتقبة والمتطلّبات الواقعية

خلاصة بحث: المقوّمات البنيوية للدولة المهدوية المرتقبة والمتطلّبات الواقعية

الباحث مرتضى علي الحلي

بحث مشارك في مسابقة خاتم الأوصياء (عجّل الله فرجه) للإبداع الفكري وحاز على المركز التاسع

إنَّ من أوَّل أغراض الإمام المهدي (عليه السلام) وأهدافه هي إقامة الدولة العادلة في سِمَتها الإلهيَّة الحقَّة، والتي تقوم على النظام الأصلح، ورفض الباطل والظلم في الإدارة. ولهذه الدولة المرتقبة مقوِّمات واقعية ينبغي توافرها عند الأفراد والأُمم، وأهمّها مقوِّم الإيمان بالله تعالى، وما يترتَّب على ذلك الأصل التوحيدي الجامع بين الديانات السماوية من ضرورة الإيمان بحقيقة بسط العدل والحقِّ وقيامه فعلاً، وتمكينه بما هو متوفِّر من القدرات والإمكانات في مجالات العقيدة والمعرفة والسلوك والأخلاق والاجتماع. ومقوِّم التمكين للدين الحقِّ عقيدةً ومنهجاً وشرعةً وتطبيقاً، وهذا التمكين هو شرط واقعي مسبق يجب تحقُّقه لما له من أثر كبير عند الإمام المهدي (عليه السلام) نفسه، وفي ظرفه الذي سيقوم فيه.
وإنَّ تمكين القواعد العقدية والسلوكية بين الناس هي سُنَّة إلهيَّة جرى عليها سِيَر الأوَّلين من أولياء الله تعالى الصالحين وأُممهم، وقد وبَّخ الله تعالى الأفراد والأُمم التي لم تغتنم حالة التمكين والاقتدار من حيث الكون على الهدى، أو المسك بزمام الأمر في مكانٍ ما، أو تضييع الوقت بالغفلة عن هذه الحالة، وذلك بعدم الإعداد أو عدم الإيمان، وقد خلصنا في هذا البحث إلى نتيجة واقعية ومعطيات موضوعية ونفسية تُؤكِّد ضرورة الأخذ بالمتطلِّبات الراهنة إيماناً وسلوكاً ومعرفةً، وما تفرضه هذه المتطلِّبات الضرورية من التأثير الكبير للإيمان فرداً وجماعات في قيام الدولة العادلة وبقائها وإنجاح تأسيسها من أوَّل الأمر، وبمعيَّة الإمام المهدي (عليه السلام) في تحقيق ذلك مستقبلاً، ممَّا يستدعي ذلك أيضاً النظر في واقع ما نُقدِّمه وما ننتظر به إمامنا (عليه السلام)، إذ إنَّ الظهور الشريف والقيام بالحقِّ أمر مرهون في تحقُّقه الوجودي بهذه المتطلِّبات الوضعية، وإن ارتبط واقعاً بحكمة الله تعالى وتدبيره، ولكنَّه لن يكون بمعزل عمَّا هو موجود في وقته، كما هو معلوم في واقع السنن الإلهيَّة، والتي تعتبر الظروف الراهنة مدخلات وجودية لها في التغيير والإصلاح والتأثير، قال تعالى: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً﴾ (فاطر: 43).

الخلاصات : ٢٠١٨/٠٧/٢٦ : ٢.٥ K : ٠
: مرتضى علي الحلي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.