خلاصة بحث: أسباب استمرار غيبة الإمام (عليه السلام) في عصر ازدهار الحكومات الشيعية
خلاصة بحث: أسباب استمرار غيبة الإمام (عليه السلام) في عصر ازدهار الحكومات الشيعية
تحقيق إجمالي حول الحكومات الشيعية
منذ النصف الثاني من القرن الهجري الثالث إلى نهاية القرن الهجري الرابع
نعمة الله صفري فروشاني - ومجيد أحمدي كجائي
ترجمة: حسن علي مطر
يُثار سؤال مفاده أنَّ هناك فترات زمنية ازدهرت فيها أوضاع التشيُّع وانتشرت دول للشيعة في أكثر من مكان، فعلى ماذا ترتكز الغيبة مع وجود أرضية مناسبة لظهور الإمام (عليه السلام)؟
هذا البحث يُسلِّط الضوء على تحقيق إجمالي حول هذه الحكومات الشيعية، والتي تبدأ من النصف الثاني من القرن الهجري الثالث إلى نهاية القرن الهجري الرابع، ثمّ بعد ذلك يُحلِّل أسباب عدم الظهور للإمام الغائب (عليه السلام) في ظلِّ هذه الحكومات.
يتحدَّث عن حكومة العلويين في طبرستان (250هـ - 316هـ) التي قامت في المنطقة الشمالية من إيران، ويتحدَّث البحث عن مناطق نفوذها وكيفية تداول السلطة فيها وما آلت إليه أُمورها، وهل يمكن أن يُتصوَّر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) فيها مستنداً على رجالها؟
والدولة الثانية التي يتحدَّث عنها البحث هي الدولة الإسماعيلية الفاطمية التي امتدَّت في بلاد المغرب وكانت بداياتها (296هـ) حتَّى تمَّ القضاء عليها (565هـ)، كما يتحدَّث عن دولة القرامطة (286هـ - 439هـ) وما قامت به هاتان الدولتان، وهل يصحُّ نسبتهما إلى التشيُّع وبالتالي يمكن الاعتماد عليهما كأرضية للظهور أو لا؟
ويتناول أيضاً الدولة الحمدانية (293هـ - 394هـ) ومناطق نفوذهم وتواجدهم.
وأيضاً آل بويه -الدولة البويهية- وعن مناطق نفوذها حتَّى سقوطهم سنة (447هـ).
حيث يتناول البحث جولة على الأوضاع السياسية والاجتماعية لتلك الفِرَق التي نشأت على اكتاف عقائدها بعض هذه الدول وماهيَّة معتقداتهم، بل والتزامهم العملي بتلك المعتقدات، ثمّ يعرج بدراسة عن السياسة التي كان يزاولها حُكّام تلك الدول ليتمَّ استخلاص النتيجة التي مفادها أنَّ الإمام (عليه السلام) لو ظهر في تلك الفترة لكان واجه تحدّيات عِدَّة، منها: الخلافة العبّاسية القائمة آنذاك وإن كانت ضعيفة إلَّا أنَّ لها قوَّة وسطوة حيث استطاعت في بعض الأحيان من هزم كثير من الجيوش والاستيلاء على بعض الدول واسقاطها.
كما أنَّه يظهر أنَّ الدافع وراء نشوء بعض الدول في تلك الفترة هو كسب السلطة كما بدى جليّاً عند القرامطة والإسماعيلية وغيرهم.
من خلال البحث استكشفنا أنَّ هذه الحكومات التي ظاهرها التشيُّع مختلفة عقائدياً فبعضها زيدي وبعضها فاطمي إسماعيلي وبعضها إمامي والإمامي منه كان يدَّعي الإمامة لنفسه.
وتبيَّنت الخلافات الشديدة والعنيفة بين هذه الحكومات بعضها مع بعض فضلاً عن المعرفة المحدودة من قِبَل القواعد الشيعية للإمام (عليه السلام)، فكيف ترى في ظلِّ هذه الظروف يظهر الإمام (عليه السلام)؟ وكيف تتوفَّر أسباب نصرته؟