خلاصة بحث: أثر غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الكبرى في تكامل المجتمع المسلم
خلاصة بحث: أثر غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الكبرى في تكامل المجتمع المسلم
أ. علاء إبراهيم رزوقي
إن تكامل أي مجتمع إنساني لا يتيسَّر أبداً إلّا عن طريق تطبيق الدين وهو الدستور الذي أنزله خالق الإنسان بصيغة رسالة مشتملة على منهج التكامل المادي والمعنوي للإنسان. من هذا المنطلق ليس لأحد أن يقود المجتمع نحو الكمال إلّا من ادخره الله تعالى لعملية التغيير الشامل القائم على أساس الإسلام وهو الوعد الإلهي الذي ينص على أن التغيير الإسلامي الواقع باختيار الإنسان واقع لا محالة في مستقبل التاريخ.
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
وكل من الوعدين يجب معايشتهما، والاحساس بهما من اجل المزيد من الدفع، والأمل، ومزيد من الانفتاح، والتفاعل مع الحياة الإسلامية، والعمل في سبيل الله تعالى.
لقد ادخر الله سبحانه لذلك اليوم الموعود الإمام المهدي الثاني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) وكان من فضله تعالى أن أبقى الإمام حياً مدخراً يعيش بيننا، ويتعرف على أخبارنا، ويستطلع تجاربنا، فشلنا، ونجاحنا، ونحن نخوض ونواجه عملية التمحيص والاختبار، من أجل أن يستمر الشعور بوجود القدوة في وعي الناس. ومن أجل أن يستشعر الإنسان المسلم هيمنة الامام (عجّل الله فرجه)، وقيادته ليزداد دفعاً، وحرصاً وإقداماً، وشعوراً بالاتزان والسكينة، فانتظار الإمام (عجّل الله فرجه) له قيمة عملية كبيرة، سواء في كونها قوة دفع كبرى، أو في كونها تأكيداً لتعامل الإنسان المسلم مع الغيب والإيمان به.
إن انتظار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يعني أن ارتباط الناس بعالم الغيب لم ينقطع وإن من يعتقدون بذلك يجب أن يتذكروا الإمام (عجّل الله فرجه) دائماً وينتظروا ظهور ذلك المصلح الغيبي العظيم وطبيعي أن انتظار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يعني أن يتخلى المسلمون والشيعة عن مسؤولياتهم ولا يقوموا بأي خطوة في سبيل تحقيق الأهداف الإسلامية ويكتفوا بمجرد انتظاره (عجّل الله فرجه) بل الأمر على العكس من ذلك تماماً كما صرح به العلماء الكبار وباحثوا الشيعة منذ مئات السنين بأن المسلمين والشيعة يجب عليهم - مهما كانت الظروف - أن يعملوا على نشر المعارف الإسلامية وإقرار الأحكام الشرعية وأن يصمدوا في وجه الظلم والذنب والانحراف ويعارضوه بما يمكنهم.