رسالة في حديث سلسلة الذهب برواية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
رسالة في حديث سلسلة الذهب برواية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
بطرق محدثي أهل السنة والجماعة
السيد محمود المقدس الغريفي
توطئة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قال: «المهدي من ولدي - المهدي من عترتي من ولد فاطمة(1) -، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً، تكون له غيبة وحيرة، حتّى تضلّ الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(2).
وعلى الأئمة الطيبين الطاهرين آباء المهدي (عليهم السلام) الذين بشروا به كجدهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومهدوا لغيبته بين شيعته بأحاديث كثيرة حتّى لا يفتتنوا بعده، كما روي عن جده أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: «ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وتكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون»(3)، وعن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: «إن لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي - غيبتين إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، وبعضهم: ذهب، حتّى لا يبقى على أمره من أصحابه إلّا نفر يسير، لا يطَّلِع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلّا المولى الذي يلي أمره»(4)، وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي وادٍ سلك»، قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: «إذا ادَّعاها مدَّعٍ فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله»(5)، ومن رسالة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) إلى والد الشيخ الصدوق، منها: «وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أفضل أعمال أُمَّتي انتظار الفرج»، ولا يزال شيعتنا في حزن حتّى يظهر ولدي الذي بشَّر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما مُلئت جوراً وظلماً، فاصبر»(6).
والصلاة والسلام على مهدي هذه الأُمَّة ومُخَلِّصِها من الرجس والطاغوت الإمام محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه)، الذي قال فيه جده (صلى الله عليه وآله وسلم): «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله فيه رجلاً من ولدي، يواطئ اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(7).
وعلى أصحاب المهدي وشيعته المنتظرين بإخلاص لِلِقائه، الذين قال فيهم الإمام زين العابدين (عليه السلام): «إن أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره، أفضل أهل كل زمان؛ لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسيف، أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً»(8). وإلى خروجه يوم الصيحة وبعد خروج السفياني، كما وعدنا (عجّل الله فرجه): «وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر»(9)، فإنهم يرونه بعيداً ونحن نراه قريباً، فعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: «كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المُسلِّمُون»(10)، وقال (عليه السلام): «طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية»(11)، وبعدُ:
فقد اتَّفق المسلمون على أصل قضيّة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وعلى وجوب الإيمان بها، وأنّه من أهل البيت (عليهم السلام)، ووجوب الاعتقاد بحتمية قيام دولته آخر الزمان وانتصارها على الظلم والفساد في الأرض، بعد أن يهبط عيسى (عليه السلام) ويقتدي به في الصلاة ويلازمه في مسيرته، كما بشر به جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث بلغت حد الاستفاضة، إن لم تكن متواترة.
إلّا أنَّ الخلاف وقع بين المذاهب الإسلامية في عدة مسائل ومنها: أنّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هل هو مولود أم أنّه سيولد في مستقبل الأيام؟
فقد أجمع الشيعة الإمامية الاثنا عشرية وبعضٌ من علماء أهل السنة والجماعة ومعظم علماء الأنساب على ولادته في سامراء سنة (255هـ)، معتمدين في ذلك على جملة كبيرة من الأدلة والروايات الصحيحة التي تثبت ولادته (عجّل الله فرجه) وغيرها الكثير التي يعضُدُ بعضها بعضاً، وأنه غاب عن الأنظار - بعدما طُلب دمه من حكام الجور والضلال - إلى أن يأذن الله تعالى له بالظهور بعد أن تمتلئ الأرض جوراً وظلماً، فيظهر ليملأها قسطاً وعدلاً بأمر الله (عزّ وجل).
في الحين الذي كان معظم أهل السنّة والجماعة قائلين بأنّه (عجّل الله فرجه) لم يولد بعد، وأنه سيولد في مستقبل الأيام، وأن الله (عزّ وجل) يبعثه في آخر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
كما اختلفوا في بعض التفاصيل الأخرى لشخصيته، كاختلافهم في اسم أبيه، أهو عبد الله أم الحسن كما تقول به الشيعة، أو أنه من أحفاد الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)؟ أم من أحفاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)؟ وغير ذلك.
وأمّا من شكك في قضيّة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنكرها أصلاً فهم بعض الشواذ ممن حملتهم العصبية المذهبية على إنكار كل ما يختص بأهل البيت (عليهم السلام) ويتمسك به شيعتهم، كابن خلدون وغيره، ومن المعاصرين كأحمد أمين المصري، ومحمد أبو زهرة، ومحمد فريد وجدي وغيرهم(12)، وهذا الأمر مما لا يخفى على من وقف على كتبهم وتمعن بآرائهم.
وعليه فإنَّ المسلمين عموماً متَّفقون على قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنه من أُصول وثوابت الفكر الإسلامي، ولكنهم مختلفون في ولادته وغيبته، فلو كان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مولوداً كما تقول الشيعة الإمامية فهو غائب إلى الآن، وإلّا فإنَّه لم يولد ولا غيبة له كما يقول أهل السنة والجماعة.
ومن الأدلة الكثيرة التي تشير إلى وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنه مولود وغائب محجوب عند محدثي أهل السنة والجماعة، حديث (سلسلة الذهب) الذي رواه كبار علماء ومحدثي أهل السنة والجماعة بأسنادهم عن الإمام المهدي المحجوب (عجّل الله فرجه) بسنده عن آبائه الأطهار (عليهم السلام) عن جده سيّد الأنبياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أخبرني جبرئيل سيّد الملائكة قال: قال الله تعالى سيّد السادات: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، من أقرّ بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي».
وقد توقف بعض أهل السنة والجماعة في دلالة الحديث ومضمونه، - بعد العجز عن الطعن في سنده النقي الخالص وكأنه الذهب الصافي، حتّى عُرف بحديث (سلسلة الذهب) - وأنه كيف يمكن ترك الأعمال العبادية ونحوها والاتِّكال على لفظ التوحيد! وهذا اشتباه وقصور منهم في فهم المراد؛ لأنه يُقصد من لفظ التوحيد لا لقلقة اللسان منه فقط، وإنما يُراد صدق التوحيد الخالص في النفس ويُقصد حقيقته الذاتية التي تقابل حب الدنيا والمال والبنين والشهوات والرئاسة والسلطة ونحو ذلك من المغريات التي قد يتشبث بها الإنسان ويغتر بها مما يضعها في صفٍّ مقابل أو موازٍ لحب الله تعالى ووحدانيته، وإن لم يعلن الإنسان ذلك قولاً ولفظاً، بل قد يتبرأ من ذلك، ولكنه يُلحظُ على نحو العمل والحالة النفسية الداخلية ملتزماً به في الأعم الأغلب إلّا من رحمه الله سبحانه وتعالى، وتنزيه المولى عن التجسيم والتشبيه والتفويض ونحوها، مع الإيمان الخالص البعيد عن التشكيك.
هذا، وإنَّ أصل حديث (سلسلة الذهب) ما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عند مروره بنيسابور وطلب منه محدثوها رواية بسنده عن أجداده الطاهرين الأكرمين، قد رواه كثير من المحدثين وأثبته العديد من المصنفين، فقد أورده ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)، والقضاعي في (مسند الشهاب)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق)، والزرندي الحنفي في (معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول)، والسيوطي في (الجامع الصغير)، والمتقي الهندي في (كنز العمال)، والقندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) وغيرهم كثير.
وقال أبو نعيم الأصبهاني(13) (ت430هـ) في كتابه (حلية الأولياء): هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين، وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق)(14).
فضلاً عن استفاضته في مصنفات الشيعة الإمامية وعند محدثيهم بأسانيدهم المعتبرة والصحيحة عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، ولكن بإضافة: «بشروطها، وأنا من شروطها» كما رواه الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) في كتبه وغيره(15).
فقد روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال: حدثنا محمد بن الحسين الصولي قال: حدثنا يوسف بن عقيل عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) نيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا بن رسول الله ترحل عنّا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك؟ وكان قد قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال: «سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: سمعت الله (عزّ وجل) يقول: لا إله إلّا الله حصني، فمن دخل حصني أَمِنَ من عذابي»، قال: فلما مرَّت الراحلة نادانا «بشروطها، وأنا من شروطها».
قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): من شروطها الإقرار للرضا (عليه السلام) بأنه إمام من قبل الله (عزّ وجل) على العباد مفترض الطاعة عليهم(16).
وقد أورد الحاكم النيسابوري(17) صاحب كتاب (تاريخ نيسابور): أن علياً الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، لمّا دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة وأبو مسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث ما لا يحصى، فقالا: يا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة، بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلّا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك أن نذكرك به. فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته، وإذا له ذؤابتان معلقتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون، ما بين باكٍ وصارخٍ، ومتمرِّغٍ في التراب ومقبِّلٍ حافر بغلته، وعلا الضجيج، فصاحت الأئمة الأعلام: معاشر الناس، انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم، وكان المستملي أبا زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي. فقال علي الرضا (رضي الله عنه): «حدثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه شهيد كربلاء، عن أبيه علي المرتضى، قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: حدثني جبريل (عليه السلام)، قال: حدثني رب العزة سبحانه وتعالى، قال: لا إله إلّا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أَمِنَ من عذابي». ثم أرخى الستر على المظلة وسار، قال: فعد أهل المحابر وأهل الدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً(18).
وروى الشيخ الصدوق (رحمه الله) أيضاً بسنده: حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري بنيسابور قال: حدثني أبو علي الحسن بن علي الخزرجي الأنصاري السعدي قال: حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي قال: كنت مع علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فإذا محمد بن رافع وأحمد بن الحرث ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته المربعة فقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك فأخرج رأسه من العمارية وعليه مطرف خز ذو وجهين، وقال: «حدثنا أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال: حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد قال: حدثني أبي أبو جعفر [محمد] بن علي باقر علوم الأنبياء قال: حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين، [قال:] حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: سمعت جبرائيل يقول: قال الله (عزّ وجل):4/ إني أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدوني، من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله بالإخلاص دخل في حصني، ومن دخل في حصني أَمِنَ من عذابي»(19).
وقال أبو القاسم القشيري المتوفى سنة (465هـ) في (الرسالة القشيرية): اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض الأُمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يُدفن معه في قبره، فرؤي بالنوم بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي بتلفّظي بلا إله إلّا الله، وتصديقي بأنّ محمّداً رسول الله، مخلصاً، وإني كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً(20).
فعرف واشتهر هذا الحديث بحديث (سلسلة الذهب)؛ لأن أسناده عن أئمة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام)، وقد وصفوه بأنه سعوط المجانين، ما استنشقه مجنون إلّا أفاق، إنه عطر الرجال ذوي الألباب(21).
وقد رُويَ عن أحمد بن حنبل أنه قال: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق من جنونه. فقد رُوي حديثٌ عن الإمام الكاظم (عليه السلام) جاء سنده: حدثني موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال أحمد: هذا إسناد لو قرئ على المجنون لأفاق(22).
وكذلك لما روى أبو الصلت الهروي رواية عن الإمام علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وكان هناك ابن أحمد بن حنبل فبهره ذلك السند، فقال: ما هذا؟! هذا سعوط المجانين، لو تداوى به المجنون لأفاق(23).
وقد كتب الناس هذا الحديث الشريف بسنده على أبواب بيوتهم، وطرزوه في أكفانهم، تيمناً وتبركاً بهذا السند الذهبي الخالص، والنقي الطاهر.
وقد صنف المرتضى الزَبيدي(24) (ت1205هـ) صاحب كتاب (تاج العروس) كتاباً أسماه (الإسعاف بالحديث المسلسل بالأشراف) جمع فيه طرق هذا الحديث، ولمَّ ببعض من خَرَّجه(25).
هذا، وقد روى هذا الحديث الشريف الحافظ أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري (ت239هـ) عن الإمام المهدي محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه) بسنده عن آبائه الطاهرين، في لقائه معه في مكة المكرمة - كما سيأتي -.
وقد ذكر الحافظ عبد العزيز الجنابذي(26) (ت611هـ) في (معالم العترة النبوية) أن الحاكم النيسابوري (ت405هـ) أخرجه في (تاريخ نيسابور) عن البلاذري؛ وقال: لم نكتبه إلّا عن هذا الشيخ(27).
وقال الزَبيدي (ت1205هـ): وأخرجه أيضاً الحاكم النيسابوري في الجزء المعروف بـ(فوائد الفوائد) من طريق البلاذري.
وأخرجه أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري(28) (ت451هـ) في كتابه (الأحاديث الألف التي يعز وجودها) عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الرومي (ت393هـ)، عن البلاذري(29).
وأخرجه ابن الجزري (ت833هـ)، ثم قال: كذا وقع هذا الحديث بهذا السياق، من (المسلسلات السعيدة)(30)، والعهدة فيه على البلاذري، والله أعلم(31).
وأخرجه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي(32) (ت842 هـ) في (مسلسلاته - نفحات الأخيار من مسلسلات الأخبار) بسنده إلى أبي عبد الله الحاكم النيسابوري عن أبي محمد الحافظ البلاذري(33).
ثم رواه عن البلاذري أيضاً بسند مسلسل جملة كبيرة من علماء أهل السنة والجماعة ممن شهد لهم الأعلام الكبار بالتقوى والورع، والأستاذية والمشيخة، الذين يؤخذ بقولهم ويتمسك بسيرتهم ونهجهم كما سترى في تراجمهم إن شاء الله، وقد أثبته الكثير منهم ومن غيرهم في كتبهم الحديثية ومسلسلاتهم.
فإنهم رووا هذا الحديث عن الإمام المهدي المحجوب (عجّل الله فرجه) مسلسلاً كابراً عن كابر، وشيخاً عن شيخ، وأثبتوه في كتب مسلسلاتهم الحديثية بإيمان وتصديق، واعتزاز وافتخار به، ولو كان فيه شك أو ريبة لما دوَّنوه ولا رووه ولا أجازوا روايته للآخرين، ولاستنكروا ثبوت مثل هذا الحديث عن رجل لم يولد بعد، بل لا أقلّ: كان الشك والتأمل في روايته.
وهذا دليل واضح على إيمان هؤلاء الأعلام المحدثين واعترافهم بولادة الإمام المهدي بن الحسن (عجّل الله فرجه)، وأنه غائب محجوب عن الأنظار، فيكون هذا الحديث حجة عليهم وعلى غيرهم في إثبات ولادته (عجّل الله فرجه) وغيبته، من باب (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم)(34)، فإنهم ملزمون بترتيب الآثار على اعتقادهم، وهذا كالإقرار منهم، فإنه يُلزم نفسه تحمل المسؤولية عند الإقرار بذلك، فيكون من حق الآخرين الأخذ بهذا القول والاحتجاج به عليه وعلى من سلك طريقه والتزم منهجه ومذهبه.
هذا، وممن أثبت هذا الحديث الشريف جملة من المشايخ والمحدثين في كتبهم ومسلسلاتهم الحديثية، كما في مسلسلات سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني(35) (ت758هـ)، ومسلسلات ابن الجزري(36) (ت833هـ)، ومسلسلات ابن عقيلة(37) (ت1150هـ)، وأخيراً في مسلسلات ولي الله الدهلوي(38) (ت1176هـ) وغيرهم.
وقد عانيت من كثرة التصحيف في أسماء المشايخ والتداخل بينها، وبعض أسماء المشايخ قد سَقَطَ من بعض المصادر التي ذكرت الحديث الشريف وسلسلة سنده - سواء عن قصد أم بدون قصد - وقد حاولت جاهداً ضبطها بإثبات السند الصحيح، وبرواية كل شيخ عن شيخه، وترجمة مشايخ السند على الرغم من أن بعض المشايخ شحَّت عليَّ تراجمهم من بين المصادر وكتب الحديث المتوفرة، ولكن حاولت تصيُّدَها من هنا وهناك، والبحث بين طيات الأسانيد والتراجم، لإثبات ربط السند برجاله تاماً صحيحاً واقعياً، وتحديد الراوي وضبط اسمه وتاريخ وفاته وعصره من تتبع الأسانيد والوصول والتأكد إلى من يروي عنهم ومن يروي عنه، وتسليط الضوء على رجال السند وبيان أحوالهم ومصنفاتهم ما وسعني لذلك البحث، خصوصاً ما ورد في مصادر أهل السنة والعامة ومصنفاتهم المعتمدة، ووقفت عليها بما يرفع الاتهام باختلاق رجال السند أو تجهيلهم، حيث عبَّر البعض عن رجال السند أنه مجرد خبط أسماء عشوائي لا أساس لها. وقال آخر: إن سند ابن عقيلة - لهذا الحديث - مجاهيل في مجاهيل(39).
هذا وأرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وُفِّقتُ في عرض وبيان هذا الحديث الشريف برواية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) المسلسل بسلسلة الذهب الخالص النقي، والكشف عن رجال سنده وتعريفهم، إنه ولي التوفيق.
من هو البلاذري الراوي للحديث؟
هو الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري المتوفى سنة (339هـ).
قال السمعاني (ت562هـ) في كتابه (الأنساب): البلاذري: بفتح الباء الموحدة وبعدها اللام ألف وضم الذال المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البلاذر وهو معروف، والمشهور بهذا الانتساب أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم المذكر الطوسي البلاذري الحافظ الواعظ من أهل طوس، كان حافظاً فاضلاً فهماً عارفاً بالحديث، سمع بطوس إبراهيم بن إسماعيل العنبري وتميم بن محمد الطوسي، وبنيسابور عبد الله بن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ، وبالري محمد بن أيوب والحسن بن أحمد بن الليث، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي، وبالكوفة محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال الحافظ أبو عبد الله: أبو محمد البلاذري الواعظ الطوسي، كان واحد عصره في الحفظ والوعظ ومن أحسن الناس عشرة وأكثرهم فائدة، وكان يكثر المقام بنيسابور ويكون له في كل أسبوع مجلسان عند شيخي البلد أبي الحسن المحمي وأبي نصر العبدوي، وكان أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجالسه ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث، وكتب بمكة عن إمام أهل البيت أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا،...وقال الحاكم: واستشهد بالطابران سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة(40).
وقال عنه ابن الأثير(ت630 هـ) في (اللباب في تهذيب الأنساب): البلاذري - بفتح الباء الموحدة وبعدها اللام ألف وضم الذال المعجمة وفي آخرها الراء - هذه النسبة إلى البلاذر وهو معروف، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم المذكر الطوسي البلاذري الحافظ الواعظ، كان عالماً بالحديث والوعظ، ثقة، روى عن إبراهيم بن إسماعيل العنبري وغيره، توفي بالطابران سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة شهيداً(41).
أمّا الذهبي (ت748هـ) في (سير أعلام النبلاء) فقال: الإمام الحافظ، المفيد الواعظ، شيخ الجماعة، أبو محمد، أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري.
سمع من: محمد بن أيوب بن الضريس، وتميم بن محمد الحافظ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وطبقتهم. قال أبو عبد الله الحاكم : كان أوحد عصره في الحفظ والوعظ، وكان شيخنا الحافظ أبو علي ومشايخنا يحضرون مجلسه، ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد. ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث. سمع جماعة كثيرة بالعراق وخراسان. وخَرَّج صحيحاً على وضع صحيح مسلم، إلى أن قال: واستشهد بالطابران وهي مرتحله من نيسابور سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة(42). وقريب منه في (تاريخ الإسلام)(43).
وقال في (تذكرة الحفاظ): الإمام الحافظ البارع أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري الواعظ. قال أبو عبد الله الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ، كان شيخنا أبو على الحافظ ومشياخنا يحضرون مجلس وعظه يفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث، سمع محمد بن أيوب البجلي وتميم بن محمد الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وطبقتهم بخراسان والعراق، وخَرَّج صحيحاً على وضع كتاب مسلم - إلى أن قال: واستشهد بالطابران - وهي مرحلة من نيسابور - في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. قلت: هذا البلاذري الصغير(44).
وقال ابن العماد الحنبلي (ت1089هـ): الحافظ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري الصغير، روى عن ابن الضريس وطبقته، قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ خرج صحيحاً على وضع مسلم، وهو ثقة(45).
والمرتضى الزَبيدي في (تاج العروس) قال: بلذر: البَلاذُر، وهو ثَمَرُ الفَهْم مشهورٌ. وأبو محمّدٍ أحمدُ بنِ محمّدِ بنَ إبراهَيمَ بن هاشمٍ البَلاذُرِيُّ، بالذال المعجَمة، المُذَكِّر الطُّوسيُّ، الحافظُ الواعظُ، عالمٌ بالحديث(46).
وذكره عمر رضا كحالة في (معجم المؤلفين) فقال: أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي، البلاذري الصغير (أبو محمد) المتوفى سنة (339هـ) محدث، حافظ واعظ... استشهد بالطابران وهي مرحلة من نيسابور. خرَّج صحيحاً على وضع كتاب مسلم(47).
فالبلاذُري هو الإمام الحافظ، العالم بالحديث، الواعظ وشيخ الجماعة، والثقة الذي لم يغمزه أحد في إسناد أو حديث.
وقفة تأمل:
أثبت أكثر من ترجم للبلاذري أنه توفي في الطابران شهيداً سنة (339هـ)، ونقل الشيخ إبراهيم الجويني(48) صاحب كتاب (فرائد السمطين) عن الحاكم النيسابوري أنه قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا إمام عصره بمكة - حرسها الله - سنة إحدى وخمسين ومائتين)(49). ثم علَّق محقق كتاب (فرائد السمطين) الشيخ محمد باقر المحمودي: أن جملتي (رواه الحاكم وغيره، قال الحاكم) زيادة أضفناهما لتصحيح الكلام، ولكن نسبتهما غير قطعيتين للحاكم(50). بمعنى أن نسبة هذه الرواية والتاريخ إلى الحاكم النيسابوري غير ثابتة. فتأمل.
ومقتضى لقائه بالإمام الحسن العسكري (عليه السلام) سنة إحدى وخمسين ومائتين أنه كان في سن يؤهله للّقاء وطلب الحديث، فإذا فرض أن اللقاء كان في مرحلة الشباب والبلوغ، وأنه قد توفي سنة (339هـ)، فيقتضي أن عمره قد تجاوز المائة بسنوات، ولم يشر جميع من ترجم البلاذري من معاصريه وبلديه ومن بعدهم إلى أنه كان من المُعمرين الكبار، وإن كان الأمر في نفسه ممكناً.
هذا، وأغلب الظن أن في هذا التاريخ اشتباهاً أو تصحيفاً، فالتوقف فيه أولى، حتى الاطلاع على أصل كتاب (تاريخ نيسابور) المفقود للحاكم النيسابوري. كما أنه لم ينقل هذا التاريخ أحد من الأعلام المترجمين للبلاذري عن الحاكم كالسمعاني الذي نقل لنا أغلب ترجمة البلاذري من كتاب الحاكم النيسابوري- سوى الجويني -، بل أهملوه، ربما توقفاً فيه، مع شدة تعصب البعض والتصيد للطعن بهذا الحديث سنداً.
وعلى هذا، ربما يقوى السند المباشر بلقاء البلاذري بالإمام محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه) المولود سنة (255هـ) والسماع منه مباشرة، في حدود الغيبة الصغرى.
ولكن لا يمنع ثبوت هذا السند والطريق (بالإمام المهدي المحجوب (عجّل الله فرجه)) من ثبوت طريق آخر للبلاذري يتَّصل مباشرة بالإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وأن كل راوٍ أخذه ودوَّنَهُ بالطريق المعين الذي سمعه من شيخه، وأثبته كما سمعه، وليس ذلك بعزيز. والله العالم.
أهم المسلسلات الحديثية الراوية لحديث سلسلة الذهب عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟
انتخبنا بعض المسلسلات الحديثية المشهورة التي دونت هذا الحديث الشريف وأثبته رجالها بسندهم فيها، منها:
مسلسلات محمد بن مسعود البلياني الكازروني (ت758هـ):
هو الشيخ محمد بن مسعود بن محمد، سعد الدين البلياني الكازروني المتوفى سنة (758هـ): محدث، سمع الكثير، وأجاز له المزي وجماعة، وخرّج المسلسلات في الحديث، ومن كتبه: المغني الموجز، والأحاديث الأربعون، وشرح المشارق، والمنتقى في مولد المصطفى، صنفه بالفارسية وترجمه ابنه عفيف الدين إلى العربية(51).
ذكره ابن الجزري في (مشيخة الجنيد البلياني) وقال: كان سعيد الدين محدثاً فاضلاً سمع الكثير، وأجاز له المزي صاحب (تهذيب الكمال) وجماعة، وخرج (المسلسل) وألَّف (المولد النبوي) فأجاد، ومات في أواخر جمادى الآخرة سنة (758 هـ)(52).
وقال عنه محيي الدين محمد بن الخطيب القاسم في (حاشية روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار - مخطوط) قال: كان شيخاً محدثاً في وقته، كتب إجازة بعض تلامذته بهراة، وروى عنه الشيوخ، منهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي، وكان الجزري شيخ المحدثين في أوانه وإمام القراء في زمانه)(53).
كما ترجم له محمد بن أحمد بن محمد السمرقندي في مقدمة كتابه (ترجمة المنتقى) ترجمة مفصلة، ثم قال: وهذا المقدار باختصار يكفي لمعرفة عظمة سعيد الدين الكازروني)(54).
مسلسلات ابن الجزري (ت833هـ):
شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري الدمشقي الشيرازي الشافعي المعروف بابن الجزري المتوفى سنة (833هـ)، شيخ القرّاء في زمانه، من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن)، ورحل إلى مصر مراراً، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر، ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها، نسبته إلى (جزيرة ابن عمر). من كتبه الكثيرة: النشر في القراءات العشر، وغاية النهاية في طبقات القراء، اختصره من كتاب آخر له اسمه (نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات)، وملخص تاريخ الإسلام، وذات الشفاء في سيرة النبي والخلفاء - منظومة، وفضائل القرآن، وأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، والهداية في علم الرواية في المصطلح، والمصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد في الحديث. وله نظم أكثره أراجيز في القراءات(55).
وقال ابن الجزري بعد أن ساق الحديث الشريف برواية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والمسلسل بسلسلة الذهب: كذا وقع هذا الحديث بهذا السياق، من (المسلسلات السعيدة)(56)، العهدة فيه على البلاذري، والله أعلم(57).
مسلسلات ابن عقيلة (ت1150هـ):
الشيخ محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي، شمس الدين، المعروف كوالده بعقيلة المتوفى سنة (1150هـ): مؤرخ، من المشتغلين بالحديث، من أهل مكة، مولده ووفاته فيها. من كتبه: الإحسان في علوم القرآن، لسان الزمان في التاريخ، رتبه على حوادث السنين إلى سنة (1123هـ)، والفوائد الجليلة في مسلسلات عقيلة في الحديث، والمواهب الجزيلة في مرويات ابن عقيلة، وهداية الخلاق إلى الصوفية في سائر الآفاق، وعقد الجواهر في سلاسل الأكابر ثبته في التصوف، وكتاب في رحلته إلى الشام والروم والعراق، ونسخة الوجود في أمر العالم من المبدأ إلى المعاد، وفقه القلوب ومعراج الغيوب(58).
قال الشيخ ولي الله الدهلوي - أحد رجال سلسلة سند الحديث المسلسل المذكور - في رسالة (النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر) أن: حديث محمد بن الحسن الذي يعتقد الشيعة أنه المهدي عن آبائه الكرام وجدت في مسلسلات الشيخ محمد بن عقيلة المكي عن الحسن العجيمي(59).
وفي (عجائب الآثار) في حوادث ذي الحجة سنة (1215هـ) في ترجمة الشيخ عبد العليم المالكي الأزهري الضرير أنه حضر دروس الشيخ علي الصعيدي رواية ودراية فسمع عليه جملة من الصحيح، والموطأ، والشمائل، والجامع الصغير، ومسلسلات ابن عقيلة (60). وعلق السيد محسن الأمين على هذا الكلام: مما دل على أن كتاب مسلسلات ابن عقيلة الذي فيه الحديث المذكور من الكتب المشهورة(61).
وقد أثبت ابن عقيلة هذا الحديث المسلسل الشريف في مسلسلاته المشهور بـ(الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة)(62).
مسلسلات ولي الله الدهلوي (ت1176هـ):
ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي عالم الهند ومسندها في عصره وعارفها توفي سنة (1176هـ). هو أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي الهندي، أبو عبد العزيز، الملقب شاه ولي الله: فقيه حنفي من المحدثين. من أهل دهلي بالهند، زار الحجاز سنة (1143-1145هـ). قال صاحب فهرس الفهارس: (أحيى الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار) وسماه صاحب اليانع الجني (ولى الله بن عبد الرحيم) وقيل في وفاته: سنة (1179هـ). من كتبه: الفوز الكبير في أصول التفسير ألَّفه بالفارسية، وتُرجم بعد وفاته إلى العربية والأوردية ونشر بهما، وفتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفسير، وحجة الله البالغة في أسرار الحديث وحكم الشريعة مجلدان، وإزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء، والإرشاد إلى مهمات الأسناد، والفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين، وقد ترجم القرآن الكريم إلى الفارسية على شاكلة النظم العربي، وسمى كتابه: فتح الرحمن في ترجمة القرآن(63).
وقد وصفه ولده الشيخ عبد العزيز الدهلوي(64) صاحب مؤلف (التحفة الاثني عشرية في الرد على الإمامية) على ما حكي عنه: بخاتم العارفين وقاصم المخالفين سيد المحدثين سند المتكلمين المشهور بالفضل المبين حجة الله على العالمين... الخ(65).
وقال محمد معين بن محمد أمين الحنفي السندي المتوفى سنة (1161هـ) في كتابه (دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب): (ولقد سمعنا شيخنا عالم الهند، وعارف وقته الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي رحمه الله تعالى يدعي ويقول حديثاً من الأحاديث الصحيحة يرد على العلماء الأربعة بأجمعهم يكون حجة عليهم فيما ذهبوا إليه، والأمر على ما قال رحمه الله تعالى، ونفعنا ببركات حقائقه وعلومه وأحواله)(66).
وقد أثبت الدهلوي هذا الحديث المسلسل الشريف في مسلسلاته المشهور بـ(الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين)(67).
حديث سلسلة الذهب برواية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بطرق محدثي أهل السنة والجماعة:
هذا الحديث المسلسل الشريف نُثبته عن مُسنِد الهند ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي(68) الذي أورده في كتابه المسمّى بـ(المسلسلات)(69) المشهورة بـ(الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين)(70)، قال: شافهني ابن عقيلة(71) بإجازة جميع ما يجوز له روايته، ووجدت في مسلسلاته حديثاً مسلسلاً بانفراد كلّ راوٍ من رواته بصفة عظيمة تفرّد بها.
قال (رحمه الله): أخبرني فريد عصره الشيخ حسن بن علي العجيمي(72)، أخبرنا حافظ عصره جمال الدين البابلي(73)، أخبرنا مسند وقته محمد الحجازي الواعظ(74)، أخبرنا صوفي زمانه الشيخ عبد الوهاب الشعراوي(75)، أخبرنا مجتهد عصره الجلال السيوطي(76)، أخبرنا حافظ عصره أبو النعيم رضوان العقبي(77)، أخبرنا مقري زمانه الشمس محمّد ابن الجزري(78)، أخبرنا الإمام جمال الدين محمّد بن محمّد الجمال(79) زاهد عصره، أخبرنا الإمام محمّد بن مسعود(80) محدّث بلاد فارس في زمانه، قال: أخبرنا شيخنا إسماعيل بن المظفّر الشيرازي(81) عالم وقته، أخبرنا عبد السلام بن أبي الربيع الحنفي(82) محدّث زمانه، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن سابور القلانسي(83) شيخ عصره، أخبرنا عبد العزيز [بن](84) محمّد الآدمي(85) إمام أوانه، قال: أخبرنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد بن سليمان(86) نادرة دهره، [حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري(87) غريب وقته، حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي(88) فريد دهره](89)، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري(90) حافظ زمانه، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي(91) المحجوب(92) إمام عصره، حدّثنا الحسن بن علي(93)، عن أبيه(94)، عن جدّه(95)، عن أبي جدّه، حدثنا أبي علي بن موسى الرضا(96)، حدّثنا أبي موسى الكاظم(97)، حدّثنا أبي جعفر الصادق(98)، حدّثنا أبي محمّدُ الباقر بن علي(99)، حدّثنا أبي علي بن الحسين زين العابدين السجّاد(100)، حدّثنا أبي الحسينُ سيّد الشهداء(101)، حدّثنا أبي علي بن أبي طالب(102) سيّد الأولياء، قال أخبرنا سيّد الأنبياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: «أخبرني جبرئيل سيّد الملائكة، قال: قال الله تعالى سيّد السادات: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، من يقرُّ لي بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أَمِنَ من عذابي»(103).
وقفة مراجعة:
روى أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري حديث سلسلة الذهب مشافهة عن الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه) في لقاء معه، ثم روى الحديث عن البلاذري مسلسلاً في جملة الأحاديث المسلسلة لجملة من العلماء والمحدثين الأعلام، ودوَّنوه في كتبهم ومسلسلاتهم الحديثية، وقد مرَّ بيان ذلك.
مع أن السمعاني نقل عن الحاكم النيسابوري: أن البلاذري كتب بمكة عن إمام أهل البيت (عليهم السلام) أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا... (104).
ولكن هنا يأتي التساؤل: أنه هل يمكن اللقاء بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأخذ الحديث منه مباشرة؟
أقول: والله العالم - حيث إننا نتوقف في رؤية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في زمن الغيبة الكبرى، رؤية شخصية مباشرة مشخصة للهوية، وللوقوف على هذا الرأي انظر: بحثنا الموسوم (رؤية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بين الإمكان والمنع) في مجلة الموعود - العدد الأول/جمادي الآخرة (1437هـ - آذار 2016م)، تصدر عن مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - النجف الأشرف. وانظر: كتابنا الموسوم (الإجماع التشرفي بلقاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - دلالته حقيقته حجيته) - ربما كان بين النسبتين أو السندين -، فيما ذكره الدهلوي بِسندهِ وغيره في الحديث المسلسل، وفيما ذكره السمعاني عن الحاكم النيسابوري - اتحاد، ولكن وقع تداخل فيما رواه البلاذري بين اسم وكنية الإمام أبي محمد الحسن العسكري بن الإمام علي الهادي (عليهما السلام)، وتصحيفٌ لهما، بحيث نُسب السند مباشرة إلى محمد بعد أن أسقطت (أبي)، وصحفت إلى (ابن) للحسن (عليه السلام).
أو زحفت كلمة (أبي) من الكنية (أبي محمد)، وصارت إلى الإمام الحسن (عليه السلام)، فأصبحت حكاية عن والد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كبقية السند عن الآباء الأطهار، فنُقلت صورة السند هكذا: (حدثنا محمد بن الحسن بن علي المحجوب إمام عصره، حدثنا الحسن بن علي...).
ولكن وجود كلمة (المحجوب) أي الغائب عن الأنظار، في السند تضعف من نسبة هذا الاحتمال.
هذا، ولو تنزَّلنا، فإن وفاة البلاذري سنة (339هـ) أي بعد عشر سنوات من بداية الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فالظن كل الظن أن اللقاء مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - على فرض ثبوته - تم في الغيبة الصغرى، وهذا لا ننكره بتاتاً؛ لمصلحة يراها الإمام (عجّل الله فرجه)، وقد حدث ذلك مرات عديدة.
على أن ذكر هؤلاء الأعلام والمشايخ الكبار من أهل السنة والجماعة والحديث ممن شهد لهم بالفضل والتثبت والورع، ورواية هذا الحديث المسلسل - سواء قلنا بثبوت رؤيته (عجّل الله فرجه) أم توقفنا في ذلك - لا يلغي ولا يرفع اعترافهم وإقرارهم بوجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وولادته وغيبته، فتنبَّه، وسيأتي بيان أكثر.
الاختلاف بين رواية السنة والشيعة عن البلاذري:
روى محدّثوا أهل السُنة هذا الحديث الشريف برواية البلاذري عن الإمام محمد بن الحسن العسكري المحجوب (المهدي (عجّل الله فرجه)) كما في:
رواية مسلسلات الكازروني، وفيه: حدثنا شيخنا ظهير الدين إسماعيل بن المظفر بن محمد الشيرازي عالم وقته... بسنده إلى: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره، حدثنا أبي الحسن بن علي السيد محجوب حدثنا أبي علي بن موسى الرضا... (105).
ورواية ابن الجزري في كتابه (أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي إمام عصره، حدّثنا أبي الحسن بن علي السيد المحجوب...(106).
وفي رواية (الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة)، وفيه: أخبرنا فريد عصره الشيخ حسن بن علي العجمي... بسنده إلى: حدثنا أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره حدثنا الحسن بن علي المحجوب...(107).
وفي رواية (الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين) وفيه: شافهني ابن عقيلة بإجازة جميع ما يجوز له روايته... بسنده إلى: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي المحجوب إمام عصره، حدّثنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جدّه، حدثنا أبي علي بن موسى الرضا...(108).
وفي رواية (النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر)، وفيه: بسنده عن أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه حدثنا محمد بن الحسن بن علي المحجوب إمام عصره، حدثنا الحسن بن علي عن أبيه عن جده عن أبي جده حدثنا أبي علي بن موسى الرضا...(109).
فهذه عمدة الإسناد عن الإمام المهدي محمد بن الحسن (عجّل الله فرجه)، حتى عَلَّق ولي الله الدهلوي على الحديث في ابتدائه بعد إدراجه في رسالته (النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر): حديث محمد بن الحسن الذي يعتقد الشيعة أنه المهدي)(110). وبعضهم لم يستطع الطعن فيه أو التشكيك، فجعله في عهدة البلاذري كالحاكم النيسابوري، وابن الجزري، فضلاً عن روايته من أعلام أهل السنة والجماعة مما يدل على أخذه بالرضا وعين القبول.
ولكن ورد في بعض أسناد هذا الحديث المسلسل عن الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (المحجوب) (عجّل الله فرجه)، وقد أشار لهذا الحاكم النيسابوري، حيث قال: وكتب بمكة عن إمام أهل البيت أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا...(111).
وكذا في فرائد السمطين للجويني: [قال الحاكم]: حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا إمام عصره بمكة - حرسها الله - سنة إحدى وخمسين ومائتين!؟، قال: حدثني أبي علي بن محمد المفتي [النقي]، قال: حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا...(112).
وروى عبد العزيز الجنابذي في (معالم العترة النبوية) بسنده عن الحافظ البلاذري قال: حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى إمام عصره عند الإمامية بمكة، قال: حدثني أبي علي بن محمد المفتي [النقي]، قال: حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب، قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء، قال: حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء، قال: حدثني جبرئيل سيد الملائكة، قال: قال الله (عزّ وجل) سيد السادات: «إني أنا الله لا إله إلّا أنا، فمن أقرَّ لي بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أَمِنَ من عذابي». قال الحاكم: ولم نكتبه إلّا عن هذا الشيخ - البلاذري -)(113).
وأخرجه ابن ناصر الدين الدمشقي في مسلسلاته قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ الكبير، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد المسند المكثر سماعاً، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الإمام الرُّحلة، أنبأنا زاهر بن أبي طاهر الكبير الثقة، أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي الإمام، أخبرنا عثمان بن محمد بن عبيد الله النضري سبط سعيد بن عثمان بن عفان، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم الحافظ، حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري الحافظ، حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى إمام عصره عند الإمامية بمكة، حدثني أبي علي بن محمد المفتي [النقي - التقي]، حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب، حدثني أبي علي بن موسى الرضا... الحديث(114).
وأخرج المرتضى الزَبيديُ بسنده من طريق ابن الجزري في (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين)، حيث قال: هذا الحديث وقع لي في مسلسلات شيخ شيوخنا أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي؛ فيما قرأته على شيخي الإمام رضي الدين عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي الحنفي بمدينة (زبيد)، في شهور سنة (1162هـ)؛ قال: حدثنا به أبو عبد الله المكي المذكور قراءة عليه، أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى المكي، أخبرنا محمد بن العلاء الحافظ، أخبرنا النور علي بن محمد بن عبد الرحمن، أخبرنا البدر الكرخي وحسن بن الجابي الحنفيان، أخبرنا الحافظ جلال الدين أبو الفضل السيوطي، أخبرنا الحافظ أبو النعيم رضوان بن محمد العقبي، أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري أخبرنا الجمال محمد بن محمد بن محمد الجمالي، أخبرنا شيخ المحدثين ببلاد فارس سعيد الدين أبو محمد محمد بن مسعود بن محمد بن مسعود البلياني الكازروني من ولد الأستاذ أبي علي الدقاق، أخبرنا الظهير إسماعيل بن المظفر بن محمد الشيرازي، أخبرنا أبو طاهر عبد السلام ابن أبي الربيع الحنفي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سابور القلانسي، أخبرنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور الآدمي، أخبرنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري، حدثنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري الحافظ، حدثنا الحسن بن علي بن (المحجوب) محمد بن علي بن موسى الكاظم... السند(115).
نلاحظ في هذا الإسناد أن كلمة (المحجوب) قد نسبت إلى الإمام الحسن العسكري، بل زحفت في بعض الأسناد إلى جده كما في رواية الجنابذي.
أمّا الرواية الشيعية عن البلاذري، كما رواها الشيخ الصدوق في كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)) فهي كما قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي قال: حدثنا أبو القاسم محمد بن عبيد بن بابويه الرجل الصالح، قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر أبو السيد المحجوب إمام عصره بمكة، قال: حدثني أبي علي بن محمد التقي، قال: حدثني أبي محمد بن علي التقي، قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء، قال: حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: حدثني جبرئيل سيد الملائكة، قال: قال الله سيد السادات (عزّ وجل): «إني أنا الله لا إلّا أنا، فمن أقرَّ لي بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أَمِنَ من عذابي»(116).
وبعرض الأحاديث الراوية عن الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) من طرق أهل السنة والجماعة، على رواية شيخنا الصدوق (رضوان الله عليه)، ربما تتَّضح صورة الحديث كاملة صحيحة، وأين وجه التصحيف أو التحريف أو الإسقاط.
فإن مقتضى ذلك أن البلاذري روى الحديث عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري إمام زمانه، وأراد أن يؤكد على صفة أخرى له (عليه السلام) فنعته بـ(أبي السيد المحجوب) للدلالة والإشارة على أنه والد الإمام محمد المهدي (عجّل الله فرجه) الغائب عن الأنظار، المحجوب عن الناس، وهو اعتراف من البلاذري بوجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وولادته وتشخيصه في الجملة، وإقرار ضمني بذلك لكل من ذكر هذا الحديث المسلسل وأثبته بهذا الطريق.
فإن رواية البلاذري كانت عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كما رواها الشيخ الصدوق، وكان لقاء البلاذري في مكة بـ(والد السيد المحجوب) الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وكما ذكر الحاكم النيسابوري، ولكن جرى تصحيف على الرواية أو تحريف أو إسقاط، فرفعت كلمة (والد، أبي) من السند، وأصبحت كلمة (المحجوب) صفة للإمام العسكري (عليه السلام)، بل زحفت كلمة (المحجوب) في بعض الطرق إلى جد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وهذا لا يؤثر في أصل ما أثبتناه؛ لأن هذا من الاشتباه وغلط النساخ حتماً، إذ لا معنى له ولا مورد يصححه.
وحيث إن في هذا الحديث دلالة على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والاعتراف به وبولادته، ربما وقع التحريف والإسقاط المتعمد من بعض المتعصبين، لكي يوجب التشويش والإرباك في السند.
بل ربما يرد التساؤل أن الإمام العسكري (عليه السلام) كان تحت الإقامة الجبرية، ولم يسمح له بمغادرة سامراء، وأنظار السلطة آنذاك تحيطه، وقد ضُيِّق عليه وعلى شيعته أشد التضييق، فكيف لقيه البلاذري بمكة في سنة إحدى وخمسين ومائتين؟
أقول: قال الحميري في (روض الأقطار): (ومات المنتصر بسر من رأى في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين، وولي المستعين أحمد بن المعتصم، فأقام بسر من رأى سنتين وثمانية أشهر حتّى اضطربت أموره فانحدر إلى بغداد في المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين، فأقام يحارب أصحاب المعتز سنة كاملة، والمعتز بسر من رأى معه الأتراك وسائر الموالي، ثم خلع المستعين وولي المعتز...)(117).
هذا النص يوضِّح لنا ويدلل على اضطراب الوضع السياسي وارتباكه، وانشغال سلاطين بني العباس عن أمور الأُمَّة وشؤونها؛ بالصراع فيما بينهم للسيطرة على الحكم، بين جماعة المستعين بالله وأعوانه في بغداد، وجماعة المعتز بالله وأعوانه في سامراء، وقد ذهب بذلك قتلى كثيرون من الطرفين، فكان ذلك ظرفاً مناسباً للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لزيارة بيت الله الحرام وأداء المناسك، والتنقل بحرية، بعيداً عن أنظار أعوان السلطة وزبانيتها، فكان اللقاء بالبلاذري في مكة المكرمة، والله العالم.
هذا، ولا يلزم من إثبات هذا السند، الاتحاد مع السند الآخر المروي عن الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه)، فربما روي الحديث من طريق الأب الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)، وروي أيضاً من طريق الابن الإمام محمد المهدي (عجّل الله فرجه)، وكل راوٍ أخذه ودوَّنه بالطريق المعين الذي سمعه من شيخه، وأثبته كما سمعه، وليس ذلك بعزيز. والله العالم بحقائق الأمور.
الهوامش:
(1) الغيبة - الشيخ الطوسي ص186؛ سنن أبي داوود - السجستاني: ج2، ص310.
(2) الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي ص120؛ ينابيع المودة - القندوزي الحنفي ج3 ص386.
(3) الوافي - الفيض الكاشاني ج2 ص408.
(4) الغيبة - النعماني ص 176.
(5) الكافي - الشيخ الكليني ج1ص340.
(6) مناقب آل أبي طالب - ابن شهرآشوب ج3 ص 527.
(7) روضة الواعظين - الفتال النيسابوري ص 261.
(8) كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص 320.
(9) كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص 516.
(10) الكافي - الشيخ الكليني ج1 ص368.
(11) كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق ص 358.
(12) انظر: المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي - مركز الرسالة ص145- 146.
(13) أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم (ت430هـ) حافظ، مؤرخ، من الثقات في الحفظ والرواية، ولد ومات في أصبهان. من تصانيفه: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ومعرفة الصحابة، وطبقات المحدثين والرواة، ودلائل النبوة، وذكر أخبار أصبهان، وكتاب الشعراء. انظر: الأعلام - الزركلي ج1 ص157.
(14) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - الأصبهاني ج3 ص191- 192.
(15) انظر: التوحيد - الشيخ الصدوق ص25، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - الشيخ الصدوق ج2 ص145، روضة الواعظين - الفتال النيسابوري ص 43، مناقب آل أبي طالب - ابن شهرآشوب ج2 ص297.
(16) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - الشيخ الصدوق ج2 ص144- 145.
(17) هو محمد بن عبد الله بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني النيسابوري، الشهير بالحاكم، ويعرف بابن البيع، أبو عبد الله المتوفى سنة (405هـ) من أكابر حفاظ الحديث والمصنفين فيه. مولده ووفاته في نيسابور، رحل إلى العراق سنة (341هـ)، وحج، وجال في بلاد خراسان وما وراء النهر، وأخذ عن نحو ألفي شيخ. وولي قضاء نيسابور سنة (359هـ) ثم قلد قضاء جرجان فامتنع. وكان ينفذ في الرسائل إلى ملوك بني بويه، فيحسن السفارة بينهم وبين السامانيين. وهو من أعلم الناس بصحيح الحديث وتمييزه عن سقيمه. صنف كتباً كثيرة جداً، قال ابن عساكر: وقع من تصانيفه المسموعة في أيدي الناس ما يبلغ ألفاً وخمسمائة جزء. منها: تاريخ نيسابور، قال فيه السبكي: وهو عندي من أعود التواريخ على الفقهاء بفائدة ومن نظره عرف تفنن الرجل في العلوم جميعها، والمستدرك على الصحيحين، والإكليل، والمدخل في أصول الحديث، وتراجم الشيوخ، والصحيح في الحديث، ومعرفة أصول الحديث وعلومه وكتبه المطبوع باسم (معرفة علوم الحديث) وغيرها. انظر: الأعلام - الزركلي ج6 ص227.
(18) فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ج4ص641، الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ المالكي ج2 ص1003.
(19) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - الشيخ الصدوق ج 2ص143.
(20) كشف الغمة - الإربلي ج3 ص101، الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ المالكي ج2 ص1002-1003.
(21) الخصال - الشيخ الصدوق ص53، الأمالي - الشيخ الطوسي ص450.
(22) مناقب آل أبي طالب - ابن شهرآشوب ج3 ص431- 432.
(23) موسوعة الإمام العسكري (عليه السلام): ج1 ص 8- 9.
(24) هو محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي، أبو الفيض، الملقب بمرتضى المتوفى سنة (1205هـ): علامة باللغة والحديث والرجال والأنساب، من كبار المصنفين. أصله من (واسط) في العراق، ومولده بالهند في (بلجرام) ومنشأه في زبيد بـ(اليمن) رحل إلى الحجاز، وأقام بمصر، فاشتهر فضله وانهالت عليه الهدايا والتحف، وكاتبه ملوك الحجاز والهند واليمن والشام والعراق والمغرب الأقصى والترك والسودان والجزائر. وزاد اعتقاد الناس فيه حتّى كان في أهل المغرب كثيرون يزعمون أن من حج ولم يزر الزبيدي ويصله بشيء لم يكن حجه كاملاً!، وكان يحسن التركية والفارسية وبعضاً من لسن الكرج، توفى بالطاعون في مصر. من مصنفاته: تاج العروس في شرح القاموس، وإتحاف السادة المتقين في شرح إحياء العلوم للغزالي، وأسانيد الكتب الستة، وعقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة، ومعجم شيوخه، وألفية السند في الحديث (1500 بيت) وشرحها، والإسعاف بالحديث المسلسل بالأشراف، وغيرها. انظر: الأعلام - الزركلي ج7 ص70.
(25) إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين - المرتضى الزَبيدي ج3 ص234- 236.
وقد أخرج الزَبيديُ هذا الحديث فيه بسنده من طريق ابن الجزري، حيث قال: هذا الحديث وقع لي في مسلسلات شيخ شيوخنا أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي؛ فيما قرأته على شيخي الإمام رضي الدين عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي الحنفي بمدينة زبيد، في شهور سنة (1162هـ)؛ قال: حدثنا به أبو عبد الله المكي المذكور قراءة عليه، أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى المكي، أخبرنا محمد بن العلاء الحافظ، أخبرنا النور علي بن محمد بن عبد الرحمن، أخبرنا البدر الكرخي وحسن بن الجابي الحنفيان، أخبرنا الحافظ جلال الدين أبو الفضل السيوطي، أخبرنا الحافظ أبو النعيم رضوان بن محمد العقبي، أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري، أخبرنا الجمال محمد بن محمد بن محمد الجمالي، أخبرنا شيخ المحدثين ببلاد فارس سعيد الدين أبو محمد محمد بن مسعود بن محمد بن مسعود البلياني الكازروني من ولد الأستاذ أبي علي الدقاق، أخبرنا الظهير إسماعيل بن المظفر بن محمد الشيرازي، أخبرنا أبو طاهر عبد السلام بن أبي الربيع الحنفي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سابور القلانسي، أخبرنا أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور الآدمي، أخبرنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري، حدثنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري الحافظ، حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم، حدثني أبي علي بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى الكاظم، حدثني أبي جعفر الصادق، حدثني أبي محمد الباقر، حدثني أبي علي زين العابدين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، حدثني محمد بن عبد الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم)، حدثني جبريل سيد الملائكة (عليه السلام)؛ قال: قال الله سيد السادات جل وعلا: «إني أنا الله لا إله إلّا أنا، من أقرَّ لي بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أَمِنَ من عذابي».
(26) هو عبد العزيز بن محمود بن المبارك ابن الأخضر الجنابذي، ثم البغدادي الحنبلي البزار، أبو محمد، تقي الدين المتوفى سنة (611هـ) محدث العراق في عصره. أصله من جنابذ (قرية بنيسابور) ومولده ووفاته ببغداد. صنف مجموعات حسنة. وكان ثقة. يعد من محاسن البغداديين وظرفائهم. من مصنفاته: تنبيه اللبيب وتلقيح فهم المريب، وصية ابن شداد، في تحقيق أوهام الخطيب، والإصابة في ذكر الصحابة أبناء الصحابة، وكتاب في من روى عن الإمام أحمد، ومعالم العترة النبوية. انظر: الأعلام - الزركلي ج4 ص28.
(27) كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج 3- ص 198- 199.
(28) أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري المتوفى سنة (451هـ)، والبحيري: بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، قال عنه السمعاني في كتاب (الأنساب): كان شيخاً جليلاً ثقة صدوقاً من بيت التزكية، رحل إلى العراق والحجاز وأدرك الأسانيد العالية وعمَّر العمر الطويل حتّى حدث بالكثير وأملى، سمع بنيسابور أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي، وبمرو أبا الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، وببغداد أبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وبالكوفة أبا الفضل محمد بن الحسن بن أحمد بن جعفر بن حطيط الأسدي، وبمكة أبا الحسين أحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي وجماعة، روى لي عنه: أبو عبد الله الفراوي، وأبو محمد السيدي، وأبو المظفر بن القشيري، وأبو القاسم الشحامي، وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم اللسكي، ولم يحدثنا عنه سوى هؤلاء، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة أربع وستين وثلاثمائة بنيسابور، ووفاته في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. وهو حفيد أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح بن حيان بن المختار البحيري العدل من أهل نيسابور كان أحد العدول الإثبات ومن بيت التزكية والعدالة، له رحلة إلى العراق، وكان من مشايخ الحاكم أبو عبد الله الحافظ. انظر: الأنساب - السمعاني ج1 ص291- 292.
(29) انظر: الإتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين - الزَبيدي ج3 ص236.
(30) المسلسلات السعيدة، يعني بها: مسلسلات محمد بن مسعود الكازروني في الحديث، وهو أحد رجال سلسلة السند.
(31) أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - ابن الجزري ص87.
(32) هو محمد بن عبد الله أبي بكر بن محمد ابن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي، شمس الدين، الشهير بابن ناصر الدين المتوفى سنة (842هـ) حافظ للحديث، مؤرخ. أصله من حماة، ولد في دمشق، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية سنة (837هـ) وقتل شهيداً في إحدى قرى دمشق. من كتبه: افتتاح القاري لصحيح البخاري، وعقود الدرر في علوم الأثر، والرد الوافر في الانتصار لابن تيمية، وبرد الأكباد عن فقد الأولاد، والسراق والمتكلم فيهم من الرواة، وكشف القناع عن حال من ادَّعى الصحبة أو له أتباع، والإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام، والمولد النبوي، وسلوة الكئيب بوفاة الحبيب وغيرها. انظر: الأعلام - الزركلي ج6 ص237.
(33) نفحات الأخيار من مسلسلات الأخبار - ابن ناصر الدين الدمشقي ص176.
(34) تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي ج 9، ص 322، ح 1156.
(35) مسلسلات الكازروني (مخطوط ص65 النوع التاسع والعشرون) - سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني، من مخطوطات مكتبة د. محمد بن تركي التركي وأصلها في مكتبة الحرم المكي) وفيه: حدثنا شيخنا ظهير الدين إسماعيل بن المظفر بن محمد الشيرازي عالم وقته... بسنده إلى: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره، حدثنا أبي الحسن بن علي السيد محجوب حدثنا أبي علي بن موسى الرضا...
(36) انظر: أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - ابن الجزري ص 86- 87.
(37) الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة - الشيخ محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي، الحديث العاشر ص91، وفيه: أخبرنا فريد عصره الشيخ حسن بن علي العجمي... بسنده إلى: حدثنا أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره حدثنا الحسن بن علي المحجوب...
(38) الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين - ولي الله الدهلوي (الرسائل الثلاث) ص96- 97، علق عليها الشيخ محمد عاشق الهي لبيرني المدني وفيه: شافهني ابن عقيلة بإجازة جميع ما يجوز له روايته... بسنده إلى: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي المحجوب إمام عصره، حدّثنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جدّه، حدثنا أبي علي بن موسى الرضا...
(39) انظر: موقع الألوكة (المجلس العلمي) موضوع: الرجاء المساعدة في تخريج هذا السند) شبكة الأنترنت.
(40) الأنساب - السمعاني ج 1 ص423.
(41) اللباب في تهذيب الأنساب - ابن الأثير ج 1ص193.
(42) سير أعلام النبلاء - الذهبي ج16 ص36.
(43) تاريخ الإسلام - الذهبي ج25 ص169.
(44) تذكرة الحفاظ - الذهبي ج3 ص892.
(45) شذرات الذهب فيمن ذهب - ابن العماد الحنبلي ح2 ص349.
(46) تاج العروس - الزَبيدي ج6 ص114.
(47) معجم المؤلفين - عمر كحالة ج2ص61.
(48) هو إبراهيم بن محمد بن المؤيد أبي بكر بن محمد حمويه الجويني، صدر الدين، أبو المجامع المتوفى سنة (722هـ)، شيخ خراسان في وقته. من أهل(جوين). رحل في طلب الحديث فسمع بالعراق والشام والحجاز وتبريز وآمل طبرستان والقدس وكربلاء وقزوين وغيرها، وتوفي بالعراق. عرفه ابن حجر في (الدرر) بالشافعي الصوفي، وقال: خرج لنفسه تساعيات. وجعله الأمين العاملي من (أعيان الشيعة)، ولقبه بالحموئي نسبة إلى جده (حمويه) وقال: له: (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين). وقال الذهبي: شيخ خراسان، كان حاطب ليل - يعني في رواية الحديث - جمع أحاديث ثنائيات وثلاثيات ورباعيات من الأباطيل المكذوبة!. وعلى يده أسلم غازان (ملك التتار). انظر: الأعلام - الزركلي ج1 ص63.
وأمّا الذهبي في (تذكرة الحفاظ) فقال: سمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية قدم علينا طالب حديث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الإجزاء (الإجازة ظ)، حسن القراءة، مليح الشكل، مهيباً ديناً صالحاً، وعلى يده أسلم غازان الملك، مات سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة، وله ثمان وسبعون سنة (رحمه الله). انظر: تذكرة الحفاظ - الذهبي ج4 ص1505.
(49) فرائد السمطين - الشيخ إبراهيم الجويني، تحقيق وتعليق الشيخ محمد باقر المحمودي ج2 ص189.
(50) قال الجويني: أمّا نسب [الإمام] الرضا (عليه السلام) فهو [مذكور في] الحديث [المعروف بسلسلة الذهب الذي رواه الحاكم وغيره، قال الحاكم]: حدثنا أبو محمد...
قال المحقق الشيخ المحمودي في الهامش: ما بين المعقوفات زيادة منّا لتصحيح الكلام، غير أن جملتي (رواه الحاكم وغيره، قال الحاكم) غير قطعيتين.
(51) انظر: الأعلام - الزركلي ج7 ص96.
(52) خلاصة عبقات الأنوار- حامد النقوي ج1ص237، عن الدرر الكامنة ج4 ص255.
(53) خلاصة عبقات الأنوار - حامد النقوي ج1ص237- 238.
(54) خلاصة عبقات الأنوار - حامد النقوي ج1ص238.
(55) انظر: الأعلام - الزركلي ج7 ص46.
(56) المسلسلات السعيدة يعني بها مسلسلات محمد بن مسعود الكازروني في الحديث، وهو أحد رجال سلسلة السند.
(57) أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - ابن الجزري ص87.
(58) انظر: الأعلام - الزركلي ج 6ص13، هدية العارفين - البغدادي ج2 ص323.
(59) النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر - ولي الله الدهلوي ص208- 210.
(60) عجائب الآثار - الجبرتي ج2 ص355.
(61) أعيان الشيعة - السيّد محسن الأمين ج2ص70.
(62) الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة - ابن عقيلة، الحديث العاشر ص91.
(63) انظر: الأعلام - الزركلي ج1 ص149.
(64) الشيخ عبد العزيز بن ولي الله أحمد الدهلوي المتوفى سنة (1239هـ) صاحب (التحفة الاثني عشرية في الرد على الإمامية) وهذا الحديث المسلسل الشريف هو إحدى روايات الشيخ عبد العزيز الدهلوي، عن والده إجازة.
(65) انظر: أعيان الشيعة - السيّد محسن الأمين ج2ص70.
(66) انظر: الإمام الثاني عشر - محمد سعيد الموسوي ص 67.
(67) الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين - الدهلوي ص96- 97.
(68) مرت ترجمته سابقاً.
(69) الحديث المسلسل هو ما تتابع فيه رجال الإسناد على صفة أو حالة واحدة، أو هو ما كان رجال سنده على نسق واحد، ويشمل الحديث المعنعن.
(70) الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين - الدهلوي ص96- 97.
(71) مرت ترجمته سابقاً.
(72) الشيخ حسن بن علي بن يحيى بن عمر أبو البقاء العجيمي المكي الحنفي المتوفى (1113هـ). من العلماء بالحديث، يماني الأصل، مولده بمكة، ووفاته بالطائف. كان يجلس للدرس في الحرم المكي عند باب الوداع وباب أم هانئ تجاه الركن اليماني. من تصانيفه: خبايا الزوايا، ترجم به مشايخه ومن اجتمع بهم، وإهداء اللطائف من أخبار الطائف، وتاريخ مكة والمدينة وبيت المقدس، وحاشية على الأشباه والنظائر، وحاشية على الدر، وثبت، خرجه تلميذه وصاحبه تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم الدهان، وسماه: كفاية المتطلع لما ظهر وخفي من غالب مرويات الشيخ حسن بن علي العجيمي المكي الحنفي، ورسائل في الفلك، والفرائض والتصوف. وقال كمال الدين الغزي: جمع له الشيخ تاج الدين الدهان جزءاً كبيراً، ذكر فيه أشياخه ومسموعاته ومروياته. انظر: الأعلام - الزركلي ج2 ص 205.
وهو من مشايخ إجازة شاه ولي الله الدهلوي، الذي وصفه مع مشايخه الآخرين في رسالته (الإرشاد إلى مهمات الأسناد) - وأدرج هذه الرسالة ولده عبد العزيز الدهلوي في رسالة (أصول الحديث) لوالده - جاء فيها: قد اتصل سندي - والحمد لله - بسبعة من المشايخ الأجلة الكرام، الأئمة القادة الأعلام من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم بين الخافقين، الشيخ محمد ابن العلاء... والشيخ حسن العجيمي المكي).
(73) محمد بن علاء الدين علي القاهري، شمس الدين أبو عبد الله البابلي الأزهري الحافظ المحدث الشافعي المتوفى سنة (1077هـ)، فقيه شافعي، من علماء مصر، ولد ببابل من قرى مصر، ونشأ وتوفي في القاهرة. كان كثير الإفادة للطلاب، قليل العناية بالتأليف. له: كتاب الجهاد وفضائله، ألجئ إلى تأليفه - ألفه لأحمد باشا الفاضل -، وكتاب عقد الدر النظيم في فضل بسم الله الرحمن الرحيم، وكان ينهى عن التأليف إلّا في أحد أقسام سبعة: إمّا في شيء لم يسبق إليه المؤلف يخترعه، أو شيء ناقص يتممه، أو شيء مستغلق يشرحه، أو طويل يختصره على أن لا يخل بشيء من معانيه، أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مصنفه يبينه، أو شيء مفرق يجمعه. وعمي في منتصف عمره. ولتلميذه عيسى بن محمد المغربي المتوفى سنة (1077هـ) كتاب منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد، وهو فهرست لمرويات البابلي وشيوخه وسلسلاته. انظر: الأعلام - الزركلي ج6ص 270، هدية العارفين - البغدادي ج2ص290.
وقد أشار تاج الدين الدهان في (كفاية المتطلع) الذي جمع فيه مرويات الشيخ حسن العجيمي إلى روايته لكتاب أخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام المحدث أبي عبد الله محمد بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ (رحمه الله): أخبر به عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي عن محمد حجازي الشعراني...).
هذا وربما كان للرجل لقبين، وليس ذلك بعزيز، اشتهر بـ(شمس الدين) كما ذكره مَنْ ترجمه، و(جمال الدين) كما في المتن، إن لم يكن الأخير اشتباهاً، كما اشتبه البعض وأثبت لقبه بالباهلي، وليس البابلي، كما هو الصحيح؛ نسبة إلى قرية بابل من قرى مصر.
(74) الشيخ محمد حجازي بن محمد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي الشافعي الشعراني المتوفى سنة (1035هـ).له من التصانيف: إتحاف السائل بما لفاطمة ݣ من الفضائل، شرح الجامع الصغير للسيوطي، القول النفيع في الصلاة على النبي الشفيع وغيرها كثير. انظر: إيضاح المكنون - البغدادي ج1 ص364.
(75) هو الشيخ العارف أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي أبو محمد الشعراني الحنفي نسبة إلى محمد بن الحنفية، المتوفى سنة (973هـ). من علماء المتصوفين. ولد في قلقشندة بمصر ونشأ بساقية أبي شعرة من قرى المنوفية وإليها نسبته: الشعراني، ويقال: الشعراوي. وتوفي في القاهرة. له تصانيف كثيرة، منها: الأجوبة المرضية عن أئمة الفقهاء والصوفية، وأدب القضاة، وإرشاد الطالبين إلى مراتب العلماء العالمين، والأنوار القدسية في معرفة آداب العبودية، والبحر المورود في المواثيق والعهود، والبدر المنير في الحديث، ودرر الغواص من فتاوى الشيخ علي الخواص، وكشف الغمة عن جميع الأُمَّة، ولطائف المنن يعرف بالمنن الكبرى، ولواقح الأنوار في طبقات الأخيار، واليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر، وغيرها كثير. انظر: الأعلام - الزركلي ج4 ص180 - 181.
(76) الشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين المتوفى سنة (911هـ)، إمام حافظ مؤرخ أديب، له نحو (600) مصنف، منها الكتاب الكبير والرسالة الصغيرة. نشأ في القاهرة يتيماً، مات والده وعمره خمس سنوات، ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزوياً عن أصحابه جميعاً كأنه لا يعرف أحداً منهم، فألف أكثر كتبه. وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها. وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها. وبقي على ذلك إلى أن توفي. وقال الزركلي: قرأت في كتاب (المنح البادية - مخطوط): أنه كان يلقب بابن الكتب، لأن أباه طلب من أُمِّه أن تأتيه بكتاب، ففاجأها المخاض، فولدته وهي بين الكتب!. ومن كتبه: الإتقان في علوم القرآن، وتفسير الجلالين، والجامع الصغير في الحديث، والحاوي للفتاوي، والخصائص والمعجزات النبوية، والديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، والسبل الجلية في الآباء العلية، وطبقات الحفاظ، وطبقات المفسرين، واللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، ومسالك الحنفا في والدي المصطفى، والمنجم في المعجم ترجم به أشياخه، وغير ذلك. انظر: الأعلام - الزركلي ج3 ص301- 302.
(77) الشيخ رضوان بن محمد بن يوسف العقبي الشافعي المصري، أبو النعيم المتوفى سنة (852هـ)، من حفاظ الحديث - محدث -. مولده بمنية عقبة بالجيزة، وإليها نسبته. وتوفي بالقاهرة. له: الأربعون المتباينة في الحديث، والمنتقى من طبقات الفقها، وطبقات الحفاظ الشافعيين انتقاه من طبقات الفقهاء للأسنوي. انظر: الأعلام - الزركلي ج3 ص27.
(78) مرَّت ترجمته سابقاً.
(79) جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد النسائي الإمام المحدث الولي الزاهد الصالح، أبو محمد الجمالي، المتوفى سنة (784هـ).
وصفه السبكي في طبقات الشافعية ج4 ص90: حكى لي سيدنا الشيخ الإمام العلامة ولي الله جمال الدين عمدة المحققين محمد بن محمد بن محمد الجمالي حياه الله وبياه وأمتع ببقياه...
(80) الكازروني، مرَّت ترجمته سابقاً.
(81) أبو الفضائل ظهير الدين إسماعيل بن مظفر بن محمد الشيرازي المتوفى سنة (730هـ)، محدث، من تصانيفه: فضائل الصلاة. انظر: معجم المؤلفين - عمر كحالة ج2 ص297.
(82) عبد السلام بن أبي الربيع محمود بن محمد الحنفي، عماد الدين، أبو طاهر، المتوفى سنة (661هـ)، محدث. سافر إلى الأمصار وحصل الأسانيد وكتب الحديث، وتوفي في شعبان. من تصانيفه: صنوان الرواية وقنوان الدراية، الدرر المنثورة في السنن المأثورة، ذخيرة العباد ليوم المعاد، فضل الساجد وشرف المساجد، والوسائل لنيل الفضائل. انظر: معجم المؤلفين - عمر كحالة ج 5 ص231- 232.
(83) الإمام الواعظ أبى بكر عبد الله بن محمد بن سابور (بمهملة) القلانسي الشيرازي الحنفي المتوفى في حدود سنة (500هـ)، له كتاب: المرشد في المواعظ والحكم باللغة الفارسية. انظر: كشف الظنون - حاجي خليفة ج2 ص1654.
(84) ما بين المعقوفتين زيادة يقتضيها السياق، إذ ورد في الأصل: أخبرنا عبد العزيز قال حدثنا محمد الآدمي إمام أوانه. وفيه تداخل بين اسم الابن المحدث ووالده محمد الآدمي كمحدث ثاني، والصحيح أنهما اسمان لمحدث واحد وهو (عبد العزيز بن محمد الآدمي إمام أوانه) كما أثبتناه من مسلسلات الكازروني، ولو تعدد الراوي لكان وقع خلل في تسلسل الصفات للرواة كما هو حال هذا الحديث المسلسل بالصفات، والمفروض أن هذا لا يخفى على من خط سلسلة السند وكَتبه.
(85) أبو المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور الشيرازي الآدمي المقرئ، محدث، توفي في شهر رجب سنة (482هـ).
(86) الشيخ سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الأصبهاني، الملنجي، أبو مسعود، المتوفى سنة (486هـ) محدث، حافظ. ولد في رمضان، ورحل في طلب الحديث، وجمع، ونسخ، وصنف التصانيف، واستخرج على الصحيحين. انظر: معجم المؤلفين - عمر كحالة ج4 ص252.
(87) أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد النيسابوري الحافظ محدث وقته بخراسان، قال عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه: أبو صالح المؤذن الأمين المتقن المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته، ما رأينا مثله في حفظ القرآن وجمع الأحاديث، سمع الكثير وجمع الأبواب والشيوخ، وأَذَّنَ حِسبة سنين عدة، توفى في سابع رمضان سنة سبعين وأربع مائة. انظر: تذكرة الحفاظ - الذهبي ج3 ص1162- 1164.
(88) محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود الزيادي الشافعي النيسابوري الأديب أبو طاهر (مسند نيسابور) الفقيه العلامة القدوة، شيخ خراسان، كان يسكن بمحلة ميدان زياد بن عبد الرحمن، فنسب إليها... كان إماماً في المذهب، متبحراً في علم الشروط، له فيه مصنف، بصيراً بالعربية، كبير الشأن، وكان إمام أصحاب الحديث ومسندهم ومفتيهم، توفي في شعبان سنة عشر وأربع مئة. انظر: سير أعلام النبلاء - الذهبي ج17 ص276- 278.
(89) ما بين المعقوفتين ساقطة من السند، وأتممناه من طريق شمس الدين ابن الجزري في كتابه (أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - ابن الجزري ص86- 87)، ومسلسلات الكازروني (مخطوط) ص65.
(90) مرَّت ترجمته سابقاً.
(91) الإمام محمد المهدي ابن الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي الهادي النقي ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي بن موسى الرضا (عليهم السلام)، الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المولود في سامراء سنة (255هـ)، والغائب المحجوب عن الأنظار كغياب الخضر وعيسى (عليهما السلام) حتّى يأذن الله تعالى له بالخروج وإظهار كلمة الحق.
(92) المحجوب: والمقصود به هو إمام العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، وقد عبر عنه بالمحجوب أي الغائب عن الأنظار. هذا وإِنَّ غيابه غياب هوية لا يعرفه الناس ولا يشخصونه وهو يعيش بينهم، لا غياب شخصية كالجن والملائكة لا يرى.
(93) الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في سامراء سنة (260هـ).
(94) الإمام علي الهادي النقي (عليه السلام)، العاشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في سامراء سنة (254هـ).
(95) الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، التاسع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في بغداد سنة (220هـ).
(96) الإمام علي الرضا (عليه السلام)، الثامن من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في مشهد سنة (203هـ).
(97) الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، السابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في بغداد سنة (183هـ).
(98) الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، السادس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في المدينة المنورة سنة (148هـ).
(99) الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في المدينة المنورة سنة (114هـ).
(100) الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في المدينة المنورة سنة (95هـ).
(101) الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام)، الثالث من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المستشهد في كربلاء سنة (61هـ)، وأخيه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، الثاني من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في المدينة المنورة سنة (49هـ).
(102) الإمام علي بن أبي طالب المرتضى (عليه السلام)، الأول من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى في الكوفة سنة (40هـ)، وهؤلاء الذين أوصى بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: «إنّى تارك فيكم الثقلين، كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» [البحار: ج2، ص226].
(103) الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين - ولي الله الدهلوي ص96- 97.
(104) الأنساب - السمعاني ج 1 ص423.
(105) مسلسلات الكازروني (مخطوط ص65 النوع التاسع والعشرون) - محمد بن مسعود الكازروني، من مخطوطات مكتبة د. محمد بن تركي التركي وأصلها في مكتبة الحرم المكي).
(106) أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - ابن الجزري ص 86- 87.
(107) الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة - الشيخ محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي، تحقيق وتعليق د. محمد رضا القهوجي، الحديث العاشر ص91.
(108) الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين (الرسائل الثلاث) - ولي الله الدهلوي ص96- 97.
(109) النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر (الرسائل الثلاث) - ولي الله الدهلوي ص208- 209.
(110) النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر (الرسائل الثلاث) - ولي الله الدهلوي ص208- 209.
(111) الأنساب - السمعاني ج 1 ص423.
(112) فرائد السمطين - الشيخ إبراهيم الجويني الخراساني، تحقيق وتعليق محمد باقر المحمودي، ج2 ص189.
(113) كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج 3- ص 198- 199.
(114) نفحات الأخيار من مسلسلات الأخبار - ابن ناصر الدين الدمشقي ص176.
(115) إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين - المرتضى الزَبيدي ج3 ص234- 236.
(116) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - الشيخ الصدوق ج2ص144- 145.
(117) الروض المعطار في خبر الأقطار - الحميري ص178.