خلاصة بحث: جدلية إظهار ولادة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وإخفائها
خلاصة بحث: جدلية إظهار ولادة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وإخفائها
د. عبير بدر عبد الستار
واجه الأئمة (عليهم السلام) وخصوصاً الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) تحدياً كبيراً في ولادة الإمام القائم (عجّل الله فرجه)، ففي الوقت الذي يتوجب عليهم إظهاره للأمة وتعريفها بإمامها الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، تعريفاً لا يبقي معه لملتبس حجة، كانت الخشية على حياته توجب عليهم إخفاء أمر ولادته عن أعدائه وعن السلطة التي تنمرت وتكالبت في مراقبة الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) وقبلهما الإمام الجواد (عليه السلام) بغية التضييق عليهم بعد اقتراب موعد الولادة الموعودة في محاولة يائسة لإطفاء نور الله تعالى، وهذا ما أطلقنا عليه (جدلية) يتجاذب طرفاها إخفاء الولادة المباركة خشية على المولود ووجوب إذاعتها بين الناس، ويعرفنا الوقوف المتلبث ما بذله الإمامان العسكريان (عليهما السلام) من جهد بغية ضمان سلامة المولود المنتظر وإعلام الموالين بحصول ولادته (عجّل الله فرجه) على وجه اليقين الثابت، فضلاً عن الاقتراب الموضوعي من تلك الآلية المذهلة والتعرف عليها وتحليلها لاستشفاف أبعادها التي أنجحت مساعي الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في هذه المهمة العظيمة التي أنيطت بهما.