أبحاث العدد:
المسار:
الموعود » اعداد المجلة » العدد ١٢ / ذو الحجة / ١٤٤٢ هـ
لتصفح المجلة بـ Flsh
لتحميل المجلة كـ Pdf
العدد 12 / ذو الحجة / 1442 هـ

الآيات النازلة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من سورة الزخرف عند الفريقين

الآيات النازلة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من سورة الزخرف عند الفريقين

الباحث: السيد عبد الله علي آصلان البرزنجي
الأستاذ المشرف: الدكتور السيد جواد حسيني تبار

مقدمة:
من القضايا القطعية، هي قطعية ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) العالمية وظهور منقذ البشرية والمصلح الأعظم، إنه الوعد الإلهي الأكيد لشعوب العالم بأن يُسلّم زمام الحكم في مقطع زماني حساس إلى النخبة من العباد الصالحين، وبها يتم بسط العدالة، الرفاه، العلم، الصحة، الإعمار، التوحيد، الإحسان على وجه الأرض الوسيعة، إذ كثُرت الروايات الدالة على وجوده المبارك والوعد بدولته المباركة، وفي القرآن الكريم توجد أكثر من 100 آية تتعلق بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وحكومته، والدليل أن عدداً من الكبار العلماء قد ألَّفوا كتباً بهذا الخصوص منها كتاب (المحجة فيما نزل في القائم الحجة (عجّل الله فرجه)) المشتمل على 120 آية، وفي هذا البحث الذي جاء بعنوان (الآيات النازلة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من سورة الزخرف عند الفريقين) نسلط الضوء من خلاله على الأقوال حول الآيات في هذه السورة وتفسيرها به (عجّل الله فرجه)، وهما آيتان:
1 - قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الزخرف: 28).
2 - قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ (الزخرف: 61).
وتوصل البحث إلى عدة نتائج، أهمها: أن الآية الثامنة والعشرين من سورة الزخرف نزلت في أولاد علي من صلب ابنه الحسين (عليهم السلام)، جعل الله فيهم الإمامة إلى يوم القيامة، وأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الكلمة الباقية، وأن الآية الحادية والستين من سورة الزخرف تؤكد على العقيدة المهدوية وتعتبر مجيء الإمام الموعود أمراً مؤكداً.
أهداف الموضوع:
الحاجة العلمية لمعرفة آراء المسلمين حول قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وذلك من خلال العرض والخوض في تفاسير علماء المسلمين لمختلف المذاهب الإسلامية، ويترتب على ذلك فوائد، منها التقريب بين المسلمين لاتفاقهم على أصل القضية وإن وجد اختلاف في الأمور الجزئية.
المبحث الأول: الآيات النازلة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند الشيعة في سورة الزخرف:
الآية الأولى: ﴿
وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الزخرف: 28):
أقوال المفسرين:
في تفسير القمي:
﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، يعني: فإنهم يرجعون، يعني الأئمة إلى الدنيا(1).
ونقل صاحب تفسير الكوفي رواية في تفسير هذه الآية عن أبي خالد، قال: كنا عند زيد بن علي (عليهما السلام)، فجاءه أبو الخطاب يكلمه... إلى أن قال له زيد: أفترون أن رجالنا ليس مثل نساءنا إلّا أنا أهل البيت ليس يخلو أن يكون فينا مأمور على الكتاب والسنة لأن الله تعالى قال: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، فإذا ضل الناس لم يكن الهادي [المهدي](2) إلّا منا، علمنا علماً جهله من هو دوننا...(3).
ويقول الطبرسي في مجمع البيان: الكلمة الباقية في عقبه هي الإمامة إلى يوم الدين عن أبي عبد الله (عليه السلام)، واختلف في عقبه من هم؟ فقيل: ذريته وولده عن ابن عباس ومجاهد، وقيل ولده إلى يوم القيامة عن الحسن، وقيل هم آل محمد عن السدي(4).
وروى السيد البحراني في البرهان، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله (عزَّ وجلَّ)، من اتَّبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي أذكركم في أهل بيتي - ثلاث مرات -»، فقلت لأبي هريرة: فمن أهل بيته، نساؤه؟ قال: «لا، أهل بيته أصله وعصبته وهم الأئمة الاثنا عشر الذين ذكرهم الله في قوله: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾»(5).
وفي تفسير نور الثقلين ينقل رواية عن كتاب الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل يقول فيه في خطبة الغدير: «معاشر الناس، القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنه مني وأنا منه، حيث يقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ وقلت: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما»(6).
ويقول الطباطبائي (رحمه الله) في تفسيره الميزان: والتأمل في الروايات يعطي أن بناءها على إرجاع الضمير في ﴿جَعَلَها﴾ إلى الهداية المفهومة من قوله: ﴿سَيَهْدِينِ﴾، وقد تقدم في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً﴾، أن الإمام وظيفته هداية الناس في ملكوت أعمالهم، بمعنى سوقهم إلى الله سبحانه بإرشادهم وإيرادهم درجات القرب من الله سبحانه وإنزال كل ذي عمل منزلة الذي يستدعيه عمله، وحقيقة الهداية من الله سبحانه، وتنسب إليه بالتبع أو بالعرض.
وفعلية الهداية النازلة من الله إلى الناس تشمله أولاً، ثم تفيض عنه إلى غيره، فله أتم الهداية، ولغيره ما هي دونها، وما ذكره إبراهيم (عليه السلام) في قوله: ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ هداية مطلقة تقبل الانطباق على أتم مراتب الهداية التي هي حظ الإمام منها، فهي الإمامة، وجعلها كلمة باقية في عقبه، جعل الإمامة كذلك(7).
الروايات الواردة في الآية:
روى الكليني (رحمه الله) في حديث الحسين بن ثوير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبداً، إنما جرت من علي بن الحسين، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَأُولُوا الْأَرحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ﴾ [الأنفال: ٧٥؛ الأحزاب: 6]، فلا تكون بعد علي بن الحسين (عليه السلام) إلّا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب»(8).
بتقريب: أن كونها في أعقاب الأعقاب يشير إلى ما ورد في الآية على ما يأتي في الروايات التالية:
وروى الصدوق (رحمه الله) عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟
قال: «لا، إنما هي جارية في عقب الحسين (عليه السلام)، كما قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾، ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة»(9).
وروى عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أنه قال: «فينا نزلت هذه الآية: ﴿وَأُولُوا الْأَرحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ﴾ [الأنفال: 75]، وفينا نزلت هذه الآية: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى يوم القيامة، فإن للغائب للقائم (عليه السلام) منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى، أمّا الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، وأمّا الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضينا وسلَّم لنا أهل البيت»(10).
وروى أيضاً عن ابن أبي بصير عن جعفر الصادق (عليه السلام)، في قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾: «إنها في الحسين (عليه السلام) ينتقل من ولد إلى ولد، ولا ترجع إلى أخ ولا عم»(11).
وعنه أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال المفضل: فقلت: يا بن رسول الله فأخبرني عن قول الله (عزَّ وجلَّ) ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾، قال: «يعني بذلك الإمامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة». قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن (عليهما السلام)، وهما جميعاً ولدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال (عليه السلام): «إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وأخوين، فجعل الله (عزَّ وجلَّ) النبوة في صلب هارون دون صلب موسى (عليهما السلام)، ولم يكن لأحد أن يقول: لِـم فعل الله ذلك، وأن الإمامة خلافة الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه وليس لأحد أن يقول لِـم جعله (جعلها) الله في صلب الحسين دون صلب الحسن (عليهما السلام)، لأن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله ﴿لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ‏﴾ [الأنبياء: 23]»(12).
وفي الغيبة للطوسي (رحمه الله)، عن الجريري، عن الفُضَيل بن الزبير، قال: سمعت زيد بن علي (عليه السلام) يقول: المنتظَر من ولد الحسين بن علي، فِي ذريةِ الحسين وفِي عقب الحسين، وهو المظْلوم الذي قال الله: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ﴾ [الإسراء: 33] قال: وليه رجل من ذريته من عقبه، ثُم قرأ: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ [الزخرف: 28](13).
والنتيجة:
دلت الروايات وأقوال المفسرين المتقدمة على أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الكلمة الباقية.
الآية الثانية: ﴿
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ (الزخرف: 61):
تنقسم أقوال المفسرين الشيعة في ضمير الهاء الذي في قوله ﴿
وَإِنَّهُ﴾ إلى فئتين:
1 - رجوعها إلى عيسى (عليه السلام):
في تفسير التبيان: الضمير في قوله ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾ يحتمل أن يكون راجعاً إلى عيسى (عليه السلام) لأن ظهوره يعلم به مجيء الساعة، لأنه من أشراطها(14).
وفي مجمع البيان: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾ يعني أن نزول عيسى (عليه السلام) من أشراط الساعة يعلم بها قربها(15).
وفي تفسيره الصافي: في تفسير الآية: (يعني نزول عيسى بن مريم (عليه السلام) من أشراط الساعة يعلم به قربها فلا تمترن بها)(16).
وفي الميزان: قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ ضمير ﴿وَإِنَّهُ﴾ لعيسى (عليه السلام)، والمراد بالعلم ما يعلم به، والمعنى: وأن عيسى يعلم به الساعة في خلقه من غير أب وإحيائه الموتى فيعلم به أن الساعة ممكنة فلا تشكوا في الساعة ولا ترتابوا فيها البتة(17).
وفي تفسير الأمثل في تفسير هذه الآية: (والآية إشارة إلى خصيصة أخرى من خصائص المسيح (عليه السلام) فتقول: إن عيسى سبب العلم بالساعة ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾ أما أن ولادته من غير أب دليل على قدرة الله اللامتناهية، فتحل على ضوئها مسألة الحياة بعد الموت، أو من جهة نزول المسيح (عليه السلام) من السماء في آخر الزمان طبقاً لروايات عديدة، ونزوله هذا دليل على اقتراب قيام الساعة)(18).
2 - رجوعها إلى القرآن:
في تفسير التبيان: (وقال قوم: إن الضمير يعود إلى القرآن يعلمكم بقيامها ويخبركم عنها وعن أحوالها)(19).
وفي مجمع البيان: (إن الهاء في قوله ﴿وَإِنَّهُ﴾ يعود إلى القرآن ومعناه أن القرآن لدلالة على قيام الساعة والبعث يعلم به ذلك عن الحسن، وقيل معناه: إن القرآن لدليل الساعة لأنه آخر الكتب أنزل على آخر الأنبياء)(20).
ويقول فتح الله الكاشاني في تفسيره زبدة التفاسير ومحمد رضا القمي في تفسيره كنز الدقائق عن الحسن: الضمير للقرآن، فإنّ فيه الإعلام بالساعة والدلالة عليها(21).
وفي تفسير الكاشف: (﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾، ضمير ﴿وَإِنَّهُ﴾ يعود إلى القرآن، والمعنى أن القرآن يعلم الناس بيوم القيامة ويخبرهم عن حقيقته، ويحذرهم من أهواله، ولا يجوز الشك فيه... و﴿هذا﴾ إشارة إلى القرآن أيضاً وأنه صراط الله المستقيم، قال تعالى: ﴿إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9]، والـ﴿أَقْوَمُ﴾ هو الصراط المستقيم)(22).
وفي الميزان: (قيل: الضمير للقرآن وكونه علماً للساعة كونه آخر الكتب المنزلة من السماء)(23).
وفي تفسير الأمثل: (واحتمل أيضاً أن يعود الضمير في ﴿وَإِنَّهُ﴾ على القرآن، وعلى هذا يكون معنى الآية: أن نزول القرآن الذي هو آخر الكتب السماوية، دليل على اقتراب الساعة، ويخبر عن قيام القيامة)(24).
أمّا الروايات الدالة على أن عيسى (عليه السلام) يقتدي بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فمنها:
في تفسير القمي: ... إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلّا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي، قال: ويحك، أنى لك هذا ومن أين جئت به؟ فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فقال: جئت بها والله من عين صافية)(25).
وفي تفسيره الصافي: عن الإمام الباقر (عليه السلام): «القائم منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله (عزَّ وجلَّ) به دينه ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عُمِّر، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلي خلفه...»(26).
وفي تفسير نور الثقلين: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: «ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أُمراء تكرمة من الله لهذه الأمة»(27).
وفي كمال الدين نقلاً عن بحار الأنوار: عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : «القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله (عزَّ وجلَّ) به دينه ولو كره المشركون، فلا يبقي في الأرض خراب إلّا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) فيصلي خلفه»(28).
وفي كمال الدين: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: «والذي بعثني بالحق نبياً، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه...»(29).
وفي كمال الدين أيضاً: ذكر الإمام الباقر (عليه السلام) أسماء الخلفاء الاثني عشر (عليهم السلام) الذين نصبهم النبي أعلاماً لأمته، ولما بلغ آخرهم قال (عليه السلام): «الثاني عشر الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم»(30).
وروى الطبرسي في الاحتجاج عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصي عن الحسن بن علي (عليهما السلام) أنه قال: «ما منا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلّا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى بن مريم...»(31).
وفي غاية المرام: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إن خلفائي وأوصيائي الاثني عشر أولهم أخي، وآخرهم: ولدي»، قيل: يا رسول الله من أخوك؟ قال: «علي بن أبي طالب»، قيل من ولدك؟ قال: «المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحق بشيراً، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل عيسى بن مريم، فيصلي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب»(32).
وفي منتخب الأثر: عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه ذكر خروج الدجال والقرية التي يخرج منها وبعض أوصافه وأنه يدعي الألوهية وأنه في أول يوم من خروجه يتبعه سبعون ألفاً من اليهود وأولاد الزنا والمدمنين بالخمر والمغنين وأصحاب اللهو والأعراب والنساء وقال (عليه السلام): «فيبيح الزنا واللواط وسائر المناهي حتى يباشر الرجال النساء والغلمان في أطراف الشوارع عراة وعلانية ويفرط أصحابه في أكل لحم الخنزير وشرب الخمور وارتكاب أنواع الفسق والفجور ويسخر آفاق الأرض إلّا (مكة) و(المدينة) ومراقد الأئمة (عليهم السلام)، فإذا بلغ في طغيانه وملأ الأرض من جوره وجور أعوانه يقتله من يصلي خلفه عيسى بن مريم وهو الإمام المهدي»(33).
الخلاصة:
انقسمت الروايات وأقوال المفسرين الشيعة في تأويل الضمير الراجع في كلمة ﴿وَإِنَّهُ﴾ إلى فئتين، منهم من قال راجع إلى عيسى (عليه السلام)، ومنهم من قال راجع إلى القرآن.
وكذلك عرضنا روايات من الشيعة في أن عيسى (عليه السلام) يقتدي بالمهدي (عجّل الله فرجه).
المبحث الثاني: الآيات النازلة في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند أهل السنة في سورة الزخرف:
الآية الأولى: ﴿
وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الزخرف: 28).
أقوال المفسرين السنة في تأويل ﴿
كَلِمَةً باقِيَةً﴾ إلى ثلاث فئات:
1 - التوحيد والإخلاص:
ففي الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ قال: الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ قال: يتوبون أو يذكرون(34).
وفي تفسير مقاتل بن سليمان: (وجعلها كلمة باقية لا تزال ببقاء التوحيد في عقبه)(35).
وفي معاني القرآن وإعرابه: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ يعني بها كلمة التوحيد وهي لا إله إلّا الله باقية في عقب إبراهيم(36).
وفي تفسير الطبري: وقوله: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ يقول تعالى ذكره: وجعل قوله: ﴿إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ (الزخرف: 26-27)، وهو قول: لا إله إلّا الله(37).
وفي التفسير الكبير: ﴿وَجَعَلَها﴾ أي وجعل إبراهيم كلمة التوحيد التي تكلم بها وهي قوله ﴿إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾ جارياً مجرى ﴿لا إله﴾، وقوله ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ جارياً مجرى قوله ﴿إلّا الله﴾ فكان مجموع قوله ﴿إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ جارياً مجرى قوله لا إله إلّا الله(38).
وكذلك في تفاسير أخرى ذكرت هذا المعنى(39).
2 - الإسلام:
ففي جامع البيان: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ فقرأ ﴿إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ‏﴾ (البقرة: 131)، قال: جعل هذه باقية في عقبه، قال: الإسلام(40).
وفي تفسير العز بن عبد السلام: ﴿كَلِمَةً باقِيَةً﴾ لا إله إلّا الله لم يزل في ذريته من يقولها أو أن لا يعبدوا الله، أو الإسلام(41).
وفي تفسير ابن كثير: وقال ابن زيد: كلمة الإسلام وهو يرجع إلى ما قاله الجماعة(42).
وفي الدر المنثور: أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ قال: في الإسلام أوصى بها ولده(43).
وكذلك في تفاسير أخرى ذكرت هذا المعنى(44).
أمّا الروايات الواردة في تفسيرها فقد دلت على أنها الإمامة، ومنها:
روى القندوزي في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: «فينا نزلت هذه الآية، وجعل الله الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة، وأن للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى، فلا يثبت على إمامته إلّا من قوى يقينه وصحت معرفته»(45).
عن أبي هريرة قال: (سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ قال: جعل الإمامة في عقب الحسين (عليه السلام)، يخرج من صلبه تسعة من الأئمة، ومنهم مهدي هذه الأمة، ثم قال (عليه السلام): لو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغض لأهل بیتي دخل النار)(46).
وعن أبي هريرة أيضاً قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله (عزَّ وجلَّ)، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»، - قالها ثلاث مرات - فقلت لأبي هريرة: فمن أهل بينه نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته أصله وعصبته، وهم الأئمة الاثنا عشر الذين ذكرهم الله في قوله: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾)(47).
ومثله عن زيد بن أرقم وفي آخره: فقلنا: مَن أهل بيته؟ نساؤه؟
قال: لا، - نساؤه ليسوا من أهل بيته - وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته(48).
أقوال المفسرين السنة في تأويل ﴿عَقِبِهِ﴾:
1 - ذريته وولده:
في تفسير مقاتل بن سليمان: (في عقبه يعني ذريته يعني ذرية إبراهيم)(49).
وفي تفسير الطبري: (عن ابن شهاب أنه كان يقول: العقب: الولد، وولد الولد)(50).
وفي تفسيره الكشاف: كلمة باقية في عقبه في ذريته، فلا يزال فيهم من يوحد الله ويدعو إلى توحيده(51).
وفي الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد عن عبيدة، قال: قلت لإبراهيم: ما العقب قال: ولده الذكر(52).
وكذلك في تفاسير أخرى ذكرى في هذا المعنى(53).
2 - من خلفه:
في تفسير الطبري: عن ابن عباس، قوله: ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ قال: يعني من خلفه(54).
وفي البحر المحيط يقول: وقرئ: في عاقبه، أي من عقبه، أي خلفه(55).
3 - آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
في تفسير الطبري: حدثني محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي ﴿فِي عَقِبِهِ﴾ قال: في عقب إبراهيم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(56).
وفي تفسير الماوردي: وقال السدي: في عقب إبراهيم: آل محمد(57) وكذلك في الهداية.
وفي تفسير العز بن عبد السلام: ﴿عَقِبِهِ﴾ نسله، أو آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(58).
الخلاصة:
1 - انقسمت الروايات وأقوال المفسرين من السنة في تأويل ﴿كَلِمَةً بَاقِيَةً﴾ إلى ثلاث فئات، منهم من قال بالتوحيد والإخلاص، ومنهم من قال الإسلام، ومنهم من قال الإمامة.
2 - انقسمت الروايات وأقوال المفسرين من السنة في تأويل الضمير الراجع في كلمة ﴿عَقِبِهِ﴾ إلى ثلاث فئات، منهم من قال راجع إلى ذريته وولده، ومنهم من قال راجع إلى من خلفه، ومنهم من قال راجع إلى آل محمد.
الآية الثانية ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ (الزخرف: 61):
أقوال المفسرين السنة في ضمير الهاء التي في قوله ﴿
وَإِنَّهُ﴾:
1 - رجوعها إلى عيسى (عليه السلام):
في الدر المنثور: عن قتادة، ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾ قال: نزول عيسى علم للساعة(59).
وفي تفسير الماوردي: إن خروج عيسى علم الساعة، لأنه من علامة القيامة وشروط الساعة، قاله ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، والسدي: وروى خالد عن الحسن قال: قال رسول الله [(صلّى الله عليه وآله وسلّم)]: «الأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد، أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، إنه ليس بيني وبينه نبي، وإنه أول نازل، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقاتل الناس على الإسلام»(60).
وفي الجامع الأحكام القرآن: قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة أيضاً: إنه خروج عيسى (عليه السلام)، وذلك من أعلام الساعة، لأن الله ينزله من السماء قبيل قيام الساعة، كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة(61).
وكذلك في تفاسير أخرى ذكرت هذا المعنى(62).
2 - رجوعها إلى القرآن:
في الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد عن شيبان، قال: كان الحسن يقول ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾، قال: هذا القرآن(63).
وفي تفسير الطبري: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: كان ناس يقولون: القرآن علم للساعة(64).
وفي تفسير الثعلبي: وقال قوم: الهاء في قوله: وإنه كناية عن القرآن، ومعنى الآية وأن القرآن لعلم للساعة يعلمكم قيامها ويخبركم بأحوالها وأهوالها، وإليه ذهب الحسن(65).
وفي الجامع لأحكام القرآن: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ﴾، قال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير: يريد القرآن، لأنه يدل على قرب مجيء الساعة، أو به تعلم الساعة وأهوالها وأحوالها(66).
وكذلك في تفاسير أخرى ذكرت هذا المعنى(67).
الروايات من السنة على أن عيسى (عليه السلام) يقتدي بالمهدي (عجّل الله فرجه):
كثير من علماء أهل السنة يذكرون هذه الرواية في تفسير هذه الآية: أن عيسى (عليه السلام) ينزل على ثنية بالأرض المقدسة: يقال لها أفيق وعليه ممصرتان، وشعر رأسه دهين، وبيده حربة، وبها يقتل الدجال، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم، فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلى خلفه على شريعة محمد عليه الصلاة والسلام، ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب، ويخرب البيع والكنائس، ويقتل النصارى إلّا من آمن به(68).
يقول ابن عربي في تفسير هذه الآية: والإمام الذي يتأخر هو (المهدي) وإنما يتأخر مع كونه قطب الوقت مراعاة لأدب صاحب الولاية مع صاحب النبوة وتقديم عيسى إياه لعلمه بتقدمه في نفس الأمر لمكان قطبيته وصلاته خلفه على الشريعة المحمدية اقتداؤه به تحقيقاً لاستفاضة منه ظاهراً وباطناً(69).
وكذلك كثير من علماء أهل السنة يذكرون هذه الرواية، قال الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم»(70).
ويقول الآلوسي في تفسيره روح المعاني: المشهور نزوله (عليه السلام) بدمشق والناس في صلاة الصبح، فيتأخر الإمام وهو المهدي فيقدمه عيسى (عليه السلام) ويصلي خلفه فيقول: إنما أقيمت لك(71).
وكذلك يذكر السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوى: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلقه»(72).
ويذكر أيضاً عن عبد الله بن عمر قال: (المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلى خلفه عيسى)(73).
ويقول القندوزي في كتابه ينابيع المودة في الآية ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾: إنها نزلت في المهدي(74).
وأخرج الطبراني (مرفوعاً): يلتفت المهدي وقد نزل عيسى كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي تقدم فصلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي(75).
ويقول ابن الحجر الهيتمي (نقلاً عن مقاتل وأتباعه): إن الآية الشريفة ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾ نزلت في المهدي؛ أي أن ظهور المهدي علامة أو علم ليوم القيامة(76).
ويقول أيضاً: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة روايتها على المصطفى بخروجه وأنه من أهل بيته وأنه يملأ الأرض عدلاً وأنه يخرج مع عيسى، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه(77).
ويقول محمد صديق البخاري أيضاً في كتابه الإذاعة: (وإن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلواته)(78).
وهناك العديد من روايات أهل السنة أن عيسى ينزل في زمن المهدي الموعود (عجّل الله فرجه) ويصلي خلفه(79)، بل ادّعى أبو الحسين الأبري تواتر الروايات في هذا الأمر(80).
الخلاصة:
انقسمت الروايات وأقوال المفسرين من السنة في تأويل الضمير الراجع في كلمة ﴿وَإِنَّهُ﴾ إلى فئتين، منهم من قال راجع إلى عيسى (عليه السلام)، ومنهم من قال راجع إلى القرآن.
وكذلك عرضنا روايات وأقوال المفسرين من السنة في أن عيسى (عليه السلام) يقتدي بالمهدي (عجّل الله فرجه).
مناقشة آراء الفريقين في الآية الأولى:
ذهب أكثر المفسرين إلى أن الكلمة الباقية في عقب إبراهيم (عليه السلام) هي كلمة التوحيد، إذ براءته مما يعبد قومه، واتجاهه نحو الذي فطره، هو عين معنى كلمة التوحيد (لا إله إلّا الله)(81).
إذن، فقد جعل الله تعالى التوحيد باقياً في ذرية إبراهيم (عليه السلام) وعقبه، ولا تخلو ذريته من الموحدين، وأن جميع المعاصي نوع، بل مرتبة من مراتب الشرك بالله تعالى، والتوحيد الذي جعله الله تعالى باقياً في عقب إبراهيم (عليه السلام) لابد أن يكون حاوياً على التوحيد الحقيقي، الذي لا يشوبه شيء من الشرك أبداً، ليستحق الإشادة به في القرآن الكريم، وإلّا فلا يمكن أن يريد به التوحيد الذي وصفه الله سبحانه بقوله: ﴿وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْـرِكُونَ‏﴾ (يوسف: 106)(82).
يقول الشيخ مكارم في تفسيره الأمثل: (إن مسألة الإمامة مندرجة في كلمة التوحيد، لأن للتوحيد فروعاً أحدها التوحيد في الحاكمية والولاية والقيادة، ونحن نعلم أن الأئمة يأخذون ولايتهم وزعامتهم من الله سبحانه، لا أنهم مستقلون بأنفسهم، وبهذا فإن هذه الروايات تعتبر من قبيل بيان مصداق وفرع من المعنى العام لـ﴿وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً﴾)(83).
ويتضح مما سبق بقاء الإمامة التي جعلها الله تبارك وتعالى لخليله إبراهيم (عليه السلام)، ببقاء تلك الكلمة المباركة في عقبه وذريته(84).
وظاهر الآية رجوع ضمير (عقبه) إلى نبي الله إبراهيم الخليل (عليه السلام) ولكن لا مانع من أن يكون في تأويل الآية، رجوع الضمير إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، فمادام للقرآن ظهر وبطن، ولبطنه بطن، وهكذا. ومادام ثبت بمتواتر الأحاديث أن الظاهر والباطن مرادان لله تعالى، ومادام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو أعلم الناس بالقرآن، تنزيلاً وتأويلاً؛ لقول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فيما رواه عنه أنس: «علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون»(85)،(86).
بعد هذا كله، تكون النتيجة أن هذه الآية نزلت في أولاد علي (عليه السلام) من صلب ابنه الحسين (عليه السلام)، جعل الله تعالى فيهم الإمامة إلى يوم القيامة.
مناقشة آراء الفريقين في الآية الثانية:
التحقيق أن الضمير في قوله: ﴿وَإِنَّهُ﴾ راجع إلى عيسى (عليه السلام) لا إلى القرآن.
وإطلاق علم الساعة على نفس عيسى (عليه السلام) - جاز على أمرين:
الأول: أن نزول عيسى (عليه السلام) المذكور لما كان علامة لقربها، كانت تلك العلامة سبباً لعلم قربها، فأطلق في الآية المسبب وأريد السبب.
وإطلاق المسبب وإرادة السبب - أسلوب عربي معروف في القرآن وفي كلام العرب.
ومن أمثلته في القرآن قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً﴾.
فالرزق مسبب عن المطر، والمطر سببه، فأطلق المسبب الذي هو الرزق وأريد سببه الذي هو المطر، للملابسة القوية التي بين السبب والمسبب(87).
الثاني: أن غاية ما في ذلك أن الكلام على حذف مضاف، والتقدير: (وأنه لذو علم للساعة)، أي وأنه لصاحب أعلام الناس بقرب مجيئها، لكونه علامة لذلك، وحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه كثير في القرآن وفي كلام العرب(88).
ويؤيد هذا الكلام أمران:
الأول: في قراءة ابن عباس وقتادة والضحاك وأنه لعلم بفتح العين واللام أي علامة، في هذه الحالة معنى الآية أن نزول عيسى (عليه السلام) هو علامة على القيامة(89).
الثاني: سياق الآيات التي قبلها وبعدها تعزز من رجوع الضمير إلى عيسى (عليه السلام).
وبهذا فيكون معنى الآية هو أن (نزول عيسى (عليه السلام)) هو علم أو علامة يعرف بها مجيء يوم القيامة.
ومن خلال عرض روايات وأقوال مفسري الفريقين اتَّضح أن الروايات وأقوال مفسري السنة مثلهم مثل روايات وأقوال مفسري الشيعة.
وبهذا يتبيَّن أن عيسى (عليه السلام) ينزل من السماء في زمن المهدي (عجّل الله فرجه) ويصلي خلف المهدي (عجّل الله فرجه) ويساعده في هلاك الكفّار.
وهذا يدل على أفضلية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عيسى (عليه السلام) لأنه إذا كان عيسى (عليه السلام) أفضل من الإمام فلا يتقدمه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الصلاة؛ وهناك روايات أخرى تدل على أفضلية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عيسى (عليه السلام)، نذكرها باختصار:
1 - يذكر نعيم بن حماد في كتابه الفتن قول عيسى (عليه السلام) إلى المهدي: إنما بعثت وزيراً ولم أبعث أميراً(90)، ولا شك أن الأمير فوق الوزير.
2 - ويذكر نعيم أيضاً في نفس الكتاب يقول: حدثنا يحيى، عن السري بن يحيى، عن ابن سيرين قيل له: المهدي خير أو أبو بكر وعمر؟ قال: هو خير منهما ويعدل بنبي(91).
ويتضح مما سبق في مناقشة الآراء والروايات التي تدل على أفضلية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عيسى (عليه السلام) أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الشخص الذي يصلي خلفه عيسى المسيح (عليه السلام) وهو أفضل من بعض الأنبياء، وهذه الآية الكريمة - الآية 61 من سورة الزخرف - تؤكد عقيدة المهدوية وتعتبر مجيء الإمام الموعود أمراً مؤكداً.
النتائج:
أهم النتائج التي توصلت إليها:
1 - الآية ثمان وعشرون من سورة الزخرف نزلت في أولاد علي (عليه السلام) من صلب ابنه الحسين (عليه السلام)، جعل الله تعالى فيهم الإمامة إلى يوم القيامة.
2 - الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الكلمة الباقية.
3 - الآية إحدى وستون من سورة الزخرف تؤكد العقيدة المهدوية ويعتبر مجيء الإمام الموعود أمراً مؤكداً.
4 - الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من أحد مصاديق علم الساعة.
5 - إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الشخص الذي يصلي خلفه عيسى المسيح (عليه السلام).

الهوامش:

(1) القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي: ج2، ص282.
(2) نسخة أخرى.
(3) الكوفي، فرات بن إبراهيم، تفسير الكوفي: ص402.
(4) الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان: ج9، ص69.
(5) البحراني، السيد هاشم، تفسير البرهان: ج4، ص138.
(6) الحويزي، عبد علي العروسي، تفسير نور الثقلين: ج4، ص597.
(7) الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن: ج18، ص96.
(8) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج1، ص285-286.
(9) الصدوق، محمد بن علي بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة: ص445.
(10) الصدوق، محمد بن علي بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة: ص351-352.
(11) المصدر نفسه: ص443؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج25، ص253.
(12) المصدر السابق: ص387.
(13) الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة: ص188.
(14) الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان: ج9، ص211.
(15) الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان: ج9، ص91.
(16) الفيض الكاشاني، تفسير الصافي: ج4، ص398.
(17) الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن: ج18، ص118.
(18) الشيرازي، ناصر مكارم، تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل: ج16، ص82.
(19) الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان: ج9، ص211.
(20) الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان: ج9، ص91.
(21) الكاشاني، فتح الله بن شكر الله، زبدة التفاسير: ج6، ص264؛ القمي المشهدي، محمد رضا، كنز الدقائق وبحر الغرائب:ج12، ص89.
(22) مغنية، محمد جواد، الكاشف: ج6، ص556.
(23) الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن: ج18، ص118.
(24) الشيرازي، ناصر مكارم، تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل: ج16، ص82.
(25) القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي: ج1، ص158.
(26) الفيض الكاشاني، تفسير الصافي: ج2، ص339.
(27) الحويزي، عبد علي العروسي، تفسير نور الثقلين: ج4، ص611.
(28) المجلسي، بحار الأنوار: ج52، ص192.
(29) الصدوق، محمد بن علي بن بابويه القمي، كمال الدين وتمام النعمة: ص280.
(30) الصدوق، محمد بن علي بن بابويه القمي، كمال الدين وتمام النعمة: ص360.
(31) الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج عل أهل اللجاج: ج2، ص68؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج51، ص279.
(32) البحراني، السيد هاشم، غاية المرام: ج3، ص109.
(33) الصافي الكلبايكاني، لطف الله، منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر: ص480.
(34) السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج7، ص373.
(35) البلخي، مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان: ج3، ص793.
(36) الزجاج، إبراهيم بن السري، معاني القرآن وإعرابه: ج4، ص409.
(37) الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن: ج21، ص589.
(38) الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، ج 27،ص 626.
(39) ابن أبي زمنين، محمد بن عبد الله، تفسير القرآن العزيز: ج4، ص182؛ الثعلبي، أحمد أبو إسحاق، الكشف والبيان عن تفسير القران (تفسير الثعلبي): ج8، ص332؛ السمرقندي، نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، بحر العلوم (تفسير السمرقندي): ج3، ص255؛ ابن كثير، إسماعيل بن كثير القرشي، تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير): ج7، ص207؛ السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج7، ص373؛ الثوري، سفيان بن سعيد بن مسروق، تفسير سفيان الثوري: ج1، ص270؛ الصنعاني، عبد الرزاق بن همام، تفسير عبد الرزاق: ج3، ص167.
(40) الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن:، ج21، ص590.
(41) السلمي، العز بن عبد السلام، تفسير العز بن عبد السلام: ج3، ص153.
(42) ابن كثير، إسماعيل بن كثير القرشي، تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير): ج7، ص207.
(43) السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج7، ص373.
(44) الخطيب، عبد الكريم، تفسير القرآني للقرآن: ج13، ص125؛ الماوردي، علي بن محمد بن حبيب البصري، النكت والعيون (تفسير الماوردي): ج5، ص222.
(45) القندوزي، سليمان، ينابيع المودة: ص427.
(46) القمي الرازي، محمد بن علي الخزاز، كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: ص158.
(47) القمي الرازي، محمد بن علي الخزاز، كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: ص159.
(48) مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم: ج7، ص123؛ الطبراني، سليمان بن احمد، المعجم الكبير: ج5، ص182؛ ابن الجوزي، سبط، تذكرة الخواص: ص291 الباب 12 ذكر الأئمة.
(49) البلخي، مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل: ج3، ص793.
(50) المصدر نفسه.
(51) الزمخشري، محمود بن عمر بن محمد، تفسير الكشّاف: ج4، ص246.
(52) السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج7، ص373.
(53) المخزومي، مجاهد بن جبر، تفسير مجاهد: ج1، ص593؛ القرطبي، شمس الدين، جامع لأحكام القران (تفسير القرطبي): ج16، ص77.
(54) الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن: ج21، ص589.
(55) الغرناطي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط: ج9، ص368؛ السمين النحوي، أحمد بن يوسف بن محمد بن مسعود الحلبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: ج9، ص583.
(56) الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن: ج21، ص589.
(57) القيسي، مكي بن أبي طالب، الهداية إلى بلوغ النهاية: ج10، ص461؛ الماوردي، علي بن محمد بن حبيب البصري، النكت والعيون (تفسير الماوردي): ج5، ص222.
(58) السلمي، العز بن عبد السلام، تفسير العز بن عبد السلام: ج3، ص153.
(59) السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج7، ص386.
(60) الماوردي، علي بن محمد بن حبيب البصري، النكت والعيون (تفسير الماوردي): ج5، ص235.
(61) القرطبي، شمس الدين، جامع لأحكام القران (تفسير القرطبي): ج16، ص105.
(62) الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن: ج21، ص631؛ الزمخشري، محمود بن عمر، تفسير الكشاف: ج4، ص261؛ الغرناطي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط: ج9، ص386؛ ابن كثير، إسماعيل بن كثير القرشي، تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير): ج7، ص215.
(63) السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج7، ص386.
(64) الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن، ج21، ص631.
(65) الثعلبي، أحمد أبو إسحاق، الكشف والبيان عن تفسير القران (تفسير الثعلبي): ج8، ص341.
(66) القرطبي، شمس الدين، جامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): ج16، ص105.
(67) ابن عاشور، محمد الطاهر، تفسير التحرير والتنوير: ج25، ص242؛ النيسابوري، نظام الدين، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان (تفسير النيسابوري): ج6، ص97؛ الماوردي، علي بن محمد بن حبيب البصري، النكت والعيون (تفسير الماوردي): ج5، ص235.
(68) الزمخشري، محمود بن عمر، تفسير الكشاف: ج4، ص261؛ الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): ج27، ص640؛ البروسوي، إسماعيل بن حقي، روح البيان في تفسير القرآن: ج8، ص384؛ البيضاوي، ناصر الدين، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج5، ص94؛ وغيرها.
(69) ابن عربي، محيي الدين، تفسير ابن عربي: ج2، ص226-227.
(70) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج4، ص143؛ مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم: ج1، ص94؛ البغوي، الحسين بن مسعود، معالم التنزيل في تفسير لقرآن (تفسير البغوي): ج4، ص129؛ السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج2، ص735.
(71) الآلوسي، محمود بن عبد الله، تفسير روح المعاني: ج22، ص35.
(72) السيوطي، جلال الدين، الحاوي للفتاوى: ج2، ص222.
(73) المصدر السابق.
(74) القندوزي، سليمان، ينابيع المودة: ص470.
(75) الهيتمي، أحمد بن محمد بن حجر، الصواعق المحرقة: ص71.
(76) المصدر نفسه: ص68.
(77) المصدر نفسه: ص73.
(78) القنوجي، محمد صديق خان بن حسن بن علي، الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة: ص126.
(79) السفاريني، محمد، المسيح الدجال وأسرار الساعة: ص49؛ ابن القيم الجوزية، محمد بن أبي بكر بن أيوب، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، ص135؛ البرزنجي، محمد بن رسول، الإشاعة لأشراط الساعة: ص91؛ وغيرها.
(80) القرطبي، محمد بن أحمد، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة: ص641.
(81) الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان: ج9، ص193؛ الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف: ج4، ص246؛ الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): ج27، ص208؛ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن: ج18، ص96.
(82) الحسني، نذير، دفاع عن التشيع: ص19.
(83) الشيرازي، ناصر مكارم، تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل: ج16، ص40.
(84) الحيدري، كمال، العصمة: ص38.
(85) الحسكاني، الحاكم، شواهد التنزيل لقواعد التفصيل: ج1، ص29.
(86) الشيرازي، السيد صادق، علي (عليه السلام) في القرآن الكريم: ج2، ص111.
(87) الشنقيطي، محمد الأمين، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: ج7، ص128.
(88) المصدر السابق.
(89) الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان: ج9، ص91؛ الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان: ج9، ص211؛ ابن كثير، إسماعيل بن كثير القرشي، تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير): ج7، ص215؛ الغرناطي، أبو حيان، تفسير البحر المحيط: ج9، ص386.
(90) ابن حماد، نعيم، الفتن: ص381.
(91) ابن حماد، نعيم، الفتن: ص356.

العدد ١٢ / ذو الحجة / ١٤٤٢ هـ : ٢٠٢١/٠٨/١٥ : ٣.٨ K : ٠
: السيد عبد الله علي آصلان البرزنجي
التعليقات:
لا توجد تعليقات.

محتويات العدد: