الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٤٧/ ربيع الثاني/ ١٤٣٤هـ » دولة سربداران عقيدة ومنجزات
العدد: ٤٧/ ربيع الثاني/ ١٤٣٤ه

المقالات دولة سربداران عقيدة ومنجزات

القسم القسم: العدد: ٤٧/ ربيع الثاني/ ١٤٣٤هـ التاريخ التاريخ: ٢٠١٣/٠٢/١٧ المشاهدات المشاهدات: ٧٨٠٦ التعليقات التعليقات: ٠

دولة سربداران عقيدة ومنجزات

انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان  عليه السلام.

اعداد: هيأة التحرير

أسباب النشوء:
في زمان تغلبت فيه العصبية، والقتل على الهوية، وصار سائداً فيه تحكّم الجهلة والمتعصبين برقاب المسلمين، فاستباحوا الحرمات وانتهكوا الاعراض، وتسلطوا على المقدرات، حيث انتشر الفقر والمرض والتخلف والانتهازية واقتراف المحرمات وارتكاب الكبائر ولم يبق في بلاد أهل الإسلام الطويلة العريضة إلاّ الأسماء بينما الواقع يحكي عن قادة وجنود يحتسون الخمر ويتسلطون على الرقاب وتنتهك حرمات المسلمين أمام أنظارهم.
وفي مثل من هذه الأمثلة السيئة والنماذج الدينية يوم من الايام الضالة العمياء دخل احد الجنود المغول الذين اعتادوا على النهب والسلب دار احد المشايخ ويدعى حسن الجوري وبدأ المغولي يأخذ ما يحلو له من تلك الدار بينما الشيخ ينظر اليه بصمت وحسرة ولا يفعل شيئاً حتّى وقعت عينا الجندي على زوجة الشيخ، فوضع يده عليها وأراد أنْ يأخذها مع الغنائم، فتوسل إليه الشيخ أن يأخذ كل ما يريد ويترك زوجته، لكنّ الجندي إصرّ وأبى إلاّ الزوجة، فما كان من الشيخ إلا أنْ يسحب سيفه ويقتل الجندي، وفي هذه الأثناء تجمّع رفقاء الشيخ حول بيته واكتشف الجند الحادثة وأرادوا الانتقام فانتصر جماعة الشيخ له فقتلوا الجنود وسيطروا على المنطقة وأقاموا لهم بعد ذلك حكومة كانت نواة لدولة شيعية إمامية اثني عشرية في مدينة خراسان استمرت حوالي خمسين عاماً، من سنة ٧٣٨ هـ إلى سنة ٧٨٨ هـ أو ٧٩٥هـ.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من آثار دولة سربداران

حكاية دولة:
بعد ان نهض جماعة خراسان للذبّ عن حرمهم وانتهى الأمر في تلك الحادثة بنصر (عبد الرزاق)، بدأت عند الجماعة فكرة إقامة الدولة وإنشائها، فاحتلّ (عبد الرزاق) مدينة سبزوار وأعلن الدولة السربدارية وحكم سنتين وعدة أشهر، إلاّ انه قُتل بعدها ليأتي بعده أخوه (وجيه الدين مسعود) وقاد حرباً ضد القائد المغولي (آرغون شاه) وانتصر فيها واضاف نيشابور الى حكومة السربداريين وكان ذلك في سنة ٧٣٩هـ، ولكن وفي سنة ٧٣٤ و٧٤٤ حدثت حالات من الاضطراب وقعت اثناء الحرب بين (آل كرت) وسربداران كان من ضحاياها (الشيخ حسن الجوري) ليحكم بعده الأمير مسعود وما أن مضت بضع شهور إلاّ وقتل الامير مسعود فتسلم الحكم (محمد آي تيمور) وبذل جهداً لإعادة ما فقدته الدولة السربدارية، وسعى الى تقوية النظام في الدولة وتأسيس مجموعة من القوانين إلاّ أنه قُتل في سنة ٧٤٧هـ، فتسلم الحكم (كبا أو كلو اسفنديار) وسعى إلى إيجاد توازن في البلاد التي كانت مقسّمة بين فرقتين تسمى احدهما شيخيان والثانية سربداران غير أنه ما لبث أنْ قتل في سنة ٤٨، فتسلم الحكم (لطف الله) وشخص آخر يسمى (أمير والي) وقد دلت بعض النصوص على أنّ الذي تسلم الحكم هو أخو وجيه الدين مسعود والمسمى بعلي شمس الدين إلاّ أنه عزل لعدم قدرته على ادارة الدولة فتسلم الحكم (خواجه تاج الدين علي) الذي بذل جهوداً مضنية لإيجاد التوازن والإصلاح في الدولة فاضحت الدولة أيام سلطانه من الدول المقتدرة التي يحسب لها حساب بين الدول المحيطة بها، اذ سعى لإصلاحات اقتصادية وفرض الضرائب وأعاد تشكيل قوات الجيش والشرطة ونظّم مجموعة من القوانين التشريعية لتنظيم أمر البلاد والعباد، ولكن في سنة ٧٥٢هـ قام أحد الضباط واسمه (حيدر قصاب) بقتل الأمير وبمساندة هذه الضابط وصل (يحيى كراوي) الذي قام بوضع مجموعة من الاصلاحات الدينية والاجتماعية واستعاد مدينة طوس من (أمير جاني قرباني) وقتل في زمنه الطاغية تيمور ولكنه _أي يحيى كراوي_ قتل أيضاً فتملك (ظاهر الدين) وبحماية حيدر القصاب ولكنه حكم أربعين يوماً فقط ولعدم قابليته للحكم تسلم زمام السلطة حيدر القصاب نفسه ولكنه سرعان ما قتل فتسلم الحكم (لطف الله بن مسعود) الذي كان ينتظر الإمارة منذ زمن بعيد لكنه ما لبث أن قتل بعد سنة ونيف فتسلم (حسن الدامغاني) الحكم واشترك حسن الدامغاني في مجموعة من الحروب خسرها جميعاً فاستفاد الخواجة (علي بن المؤيد بن مسعود) فاستلم الحكم وجعل وزيره الشيخ عزيز المجدي.
يعتبر علي المؤيد وهو آخر حكام السربداريين أكثر الحكام ثباتا ودواما وكان ذا دراية وشجاعة، فقد قام باستعادة المناطق التي سلبت من دولة سربداران، ولكنّه تعرض في منتصف حكمه إلى مؤامرة أدّت إلى عزله مؤقتاً وتسليم السلطة إلى شخص يدعى (ركن الدين) إلاّ أنّه تمكن من إخماد هذه المؤامرة واستعادة السلطة وتسلم الحكم مرة أخرى، ومن ابرز انجازاته انه نظم شؤون الدولة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وهدأت الأوضاع في زمانه حتى أنه قد ضربت العملة بأسماء الأئمة الإثني عشر سكة وعملة رسمية في البلاد، ويعتبر سك وضرب العملة في دولة ما دليلا قويا على الانتعاش الاقتصادي والسياسي والأمني، إلاّ انه ما لبث أن تعرض للقتل في ٧٨٨هـ فانقرضت الدولة بعد مقتله بحرب مع تيمور في الحويزة وقيل أنّ ذلك كان في سنة ٧٩٥هـ.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من آثار دولة سربداران

السربداريون عقيدة ومنجزات:
تعود أهمية دولة السربداران إلى أنّها قامت على قواعد وأسس إسلامية هدفها إرساء العدل بالبلاد متخذة من مذهب أهل البيت عليهم السلام طريقاً لتحقيق ذلك، إذ أنّ منطلقها ابتدأ من دفع حادثة ظالمة انتفض على إثرها أهل خراسان دفاعاً عن مظلوميتهم، ساعدهم على ذلك ايمانهم بأن فكر أهل البيت عليهم السلام يعدّ الإنسان ويهيئه لأنْ يكون ارضية لخروج الامام المهدي عليه السلام المنتظر، وكان قادة هذه الثورة يمارسون بعض الطقوس التي تؤكد هذه الحقيقة وهذا الإيمان إلى أنْ هيأت لهم الأسباب قيام هذه الدولة.
حيث كان شعارهم يقول أن من الرجولة أنْ نرى الرأس على المشنقة وهو أفضل من أن يقتل من غير رجولة وهو بالفارسية (سربه دار مي دهيم اما زير بار ننك نمي وريم) وبهذا عُرف أسم دولتهم بـ (سربداران) ومختصره رؤوس على المشانق.
١. عُرفت الدولة بالعدل والإحسان إلى الضعفاء خصوصاً في حكم علي بن المؤيد آخر أمرائهم.
٢. العناية بالشؤون الفكرية والعمرانية.
٣. الاهتمام بنشر التشيع لأهل البيت عليهم السلام وتعريف الولاء لهم عليهم السلام.
٤. التفاني في سبيل دين الإسلام الحنيف.
وقد ساعدت الظروف خصوصاً علي بن المؤيد أنْ يرسي هذه القواعد بشكل واضح ويؤسس لنظام اجتماعي واقتصادي وفكري قائم على ذلك الأساس.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من آثار دولة سربداران

الشيخ الشهيد الاول ودولة السربداران:
أرسل آخر أمراء الدولة السربدارية علي بن المؤيد رسالة إلى الشهيد الأول جمال الدين بن مكي العاملي كان نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم*سلام كنشر العنبر المتضوع*يخلف ريح المسك في كل موضع سلام يضاهي البدر في كل منزل*سلام يضاهي الشمس في كل مطلع على شمس دين الحق دام ظلاله*بجد سعيد في نعيم ممتع أدام الله تعالى مجلس المولى الهمام العالم العامل الفاضل الكامل السالك الناسك رضي الاخلاق وفي الاعراق علامة العالم مرشد الأمم قدوة العلماء الراسخين أسوة الفضلاء والمحققين مفتي الفرق الفارق بالحق حاوي (فنون) الفضائل والمعالي حائز قصب السبق في حلبة الأعاظم والأعالي وارث علوم الأنبياء والمرسلين محيي مراسم الأئمة الطاهرين سر الله في الأرضين مولانا شمس الملة (والحق) والدين مد الله اطناب ظلاله بمحمد وآله من دولة راسية الأوتاد ونعمة متصلة الامداد إلى يوم التناد.
وبعد فالمحب المشتاق، مشتاق إلى كريم لقائه غاية الاشتياق، وان يمن بعد البعد بقرب التلاق.
حرم الطرف من محياك لكن * قد حظي القلب من محياك ريا ينهي إلى ذلك الجناب لا زال مرجعا لأولي الألباب أن شيعة خراسان صانها الله عن الحدثان متعطشون إلى زلال وصاله والاغتراف من بحر فضائله وافضاله وأفاضل هذه الديار قد مزقت شملهم أيدي الأدوار ومزقت جلهم أو كلهم صروف الليل والنهار.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ثلمة الدين موت العلماء، وإنا لا نجد فينا من يوثق بعلمه في فتياه، يهتدي الناس برشده وهداه، فهم يسألون الله تعالى مشرف حضوره، والاستضاءة بأشعة نوره والاقتداء بعلومه الشريفة والاهتداء برسومه المنيفة، واليقين بكرمه العميم وفضله الجسيم أن لا يخيب رجاءهم ولا يرد دعاءهم، بل يسعف مسؤولهم وينجح مأمولهم إذا كان الدعاء لخير محض على أيدي الكريم فلا يرد (امتثالا لها) قال الله تعالى: (وَالَّذينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ).
ولا شك أولى الأرحام بصلة الرحم الاسلامية الروحانية، وأحرى القرابات بالرعاية القرابة الايمانية، ثم الجسمانية، مهما عقدتا لا تحملها الادوار والأطوار بل ستبقيان لا يهدمهما إعصار الأعصار.
ونحن نخاف غضب الله على هذه البلاد لفقدان الرشد وعدم الارشاد، والمأمول من العامة الهام والكرامة التام أن يتفضل علينا ويتوجه إلينا، متوكلا على الله القدير، غير متعلل بنوع من المعاذير، إن شاء الله تعالى. (فانا بحمد الله نعرف قدره ونستعظم امره إن شاء الله تعالى). والمتوقع من مكارم صفاته ومحاسن ذاته اسبال ذيل العفو على هذا الهفو والسلام على أهل الإسلام.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من آثار دولة سربداران

المحب المشتاق علي بن المؤيد

ولكن الشهيد الأول رفض هذا الطلب وألف بدلاً عن ذلك كتاباً فقهياً بأسم (اللمعة الدمشقية) أرسله الى الدولة السربدارية ليكون منهجاً ودستوراً يطبّق في تلك الدولة ويكون مرجعاً فقهياً لأفرادها المؤمنين والمتابعين لمذهب أهل البيت عليهم السلام.
وقد دلت بعض الترجمات على أن السبب وراء رفض الشيخ المجيء إليهم هو:
- انشغاله بالرد على فتنة اليالوش وهي فتنة صوفية أسسها بعض الأشخاص ترويجاً لفكرة باطلة وادعاء كاذب اذ ظهر في جبل عامل شخص يسمى محمد الجالوش او اليالوش _وكان سابقاً من تلامذة الشهيد ومن الشيعة_ وقام بالدعوة الى مذهب جديد مستغلاً الوضع السائد في ذلك الوقت للترويج لمذهبه من خلال تسريب عناصر مدعومة من قبل الدولة العثمانية لإحداث فجوة وانشقاق في المذهب، وكان يعتمد على نظريات باطلة، ورغم ذلك استطاع ان يجتذب مجموعة من الناس وأسس جيشاً واصطدم مع الدولة العثمانية في ذلك الوقت في النبطية، ولكنه قتل وانتقلت الدعوة بعده الى تقي الدين الجبلي او الخيامي وبعد وفاته انتقلت الزعامة الى شخص يسمى يوسف بن يحيى الذي كان سبباً في شهادة الشهيد الأول نفسه الوشاية عليه.
ورغم ندرة المصادر التي تحدثنا عن هذه الحركة الى ان الظاهر منها ومن اهتمام الشيخ بها انها حركة سرية ذات بعد تنظيمي صوفي تهدف من خلال بعض الادعاءات الباطلة الى ايجاد واقع لها مما رجح الشيخ اهمية التصدي لها على الذهاب الى دولة سربداران الشيعية وتولي زمام امر القضاء والافتاء هناك.
- وكذلك لانّه _أي الشيخ_ كان مراقباً وبشدة من الدولة العثمانية التي قتلته في ما بعد بسبب التعصب المذهبي المقيت لدى حكامها وانحيازهم إلى مذاهب العامة وإقصائهم مذهب أهل البيت عليهم السلام بشكل واضح.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من آثار دولة سربداران

تواريخ وحوادث
- سنة ٧٣٧ هـ قيام دولة السربداران غربي خراسان بقيادة عبد الرزاق الباشتيني.
- سنة ٧٣٩هـ مقتل عبد الرزاق الباشتيني مؤسس دولة السربداران وتغلب وجيه الدين ومعه الشيخ حسن الجوري على جيش ارغون المغولي والسيطرة على نيسابور وضمها إلى دولة سربداران.
- سنة ٧٤٠هـ القي القبض على الشيخ حسن الجوري مرشد السربداران واودع السجن من قبل القائد المغولي آرغون شاه.
- سنة ٧٤١هـ تحرير الشيخ حسن الجوري من سجن المغول بمعونة وجيه الدين مسعود. وحدوث معركة بين وجيه الدين وطغمى تيمور المغولي.
- ٧٤٢هـ هزيمة جيش المغول ومقتل قائد جيشهم أمام السربداران.
- ٧٤٣هـ خسارة السربداران في زاوة أمام آل كرت، وفي نفس السنة قتل الشيخ حسن الجوري في ثاني ايام معركة زاوة وكذلك فيها هجوم الشيخ مسعود الاربداري على آمل وقتل الكثير من شخصيات طبرستان.
- سنة ٧٤٧هـ مقتل الامير مسعود السربداري من قبل رستم دار بعد معركة شعبية.
- سنة ٧٤٨هـ مقتل اكلوسفنديار من قادة السربدارية وتسلم شمس الدين علي السلطة.
- سنة ٧٥٤هـ اغتيال ملك المغول طغمى تيمور على يد السربداريين.
- سنة ٧٥٩هـ تسلم حسن الدامغاني سلطة السربداريين بعد مقتل الامير بن مسعود.
- سنة ٧٦٣هـ مقتل حسن الدامغاني أمير الدولة السربدارية وسيطرة علي المؤيد آخر امرائهم.
- سنة ٧٨٨هـ انقراض الدولة السربدارانية بعد قتل علي المؤيد في الحويزة مع تيمور.

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من آثار دولة سربداران

التقييم التقييم:
  ٤ / ٢.٥
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء