الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٥٢/ شهر رمضان/ ١٤٣٤هـ » شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثانية عشرة
العدد: ٥٢/ شهر رمضان/ ١٤٣٤ه

المقالات شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثانية عشرة

القسم القسم: العدد: ٥٢/ شهر رمضان/ ١٤٣٤هـ الشخص الكاتب: رابطة إحياء دعاء الندبة التاريخ التاريخ: ٢٠١٣/٠٧/١٥ المشاهدات المشاهدات: ٧٠٤٠ التعليقات التعليقات: ٠

شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثانية عشرة

رابطة إحياء دعاء الندبة

ما زال الحديث متواصلا وشرح فقرات هذا الدعاء الشريف، وقد وصل بنا الحديث الى الفقرة التالية:
(وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ).
وتتحدث هذه الفقرة عن الآثار التي أوجبها الله سبحانه وتعالى للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وما يترتب على تلك الآثار، فبعد أنْ جعل الله فيه صلى الله عليه وآله وسلم أعلى صفات الكمال ووضعه منه عزوجل بأقرب مراتب القرب، كان لهذه الصفات وهذا القرب آثار قهرية وآثار اختيارية وآثار آنيّة وآثار مستقبلية تحدث عن بعضها هذا المقطع المبارك من الدعاء وأجلى وجه الأثر الأبرز في كونه صلى الله عليه وآله وسلم قد أوطيء مشارق الكون ومغاربه وليس مشارق الأرض فقط او مغاربها وكونه كذلك صلى الله عليه وآله وسلم وإنْ لم يكن فعلياً، بمعنى أنّه مارس إرادته وسلطته الفعلية على المشارق والمغارب، إلا أنّ المقطع الآخر الذي يتحدث عن وعد الإظهار للدين يعطي تفسيراً لهذا المقطع فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد أنْ اثبت هذا المقطع له، هذه الحالة من الشمولية والسلطنة إلاّ أنّ الممارسة الفعلية ليست بالضرورة أنْ تكون في نفس وقت الايطاء، بل اقتضت الحكمة الإلهية أنْ تفعّل هذه الحالة على يد الإمام المهدي عليه السلام من خلال الوعد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد حالة الايطاء، إذ تبرز حالة الإظهار الفعلي، وهذا معناه أنّ السلطنة الفعلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولجميع ما في الكون، والمأذونة من قبل الله سبحانه وتعالى هي ابتداء له، وبالاصالة منحت إياه وتفرّعت منه إلى أوصيائه بمقتضى الحكم الإلهية، وكان الإبراز والإظهار من حصة آخرهم وهو الحجة بن الحسن عليه السلام.
ويتحدث المقطع عن آليات التسخير وعن آليات الايطاء وأدواته، ويضرب لنا مثالا لذلك وهو البراق، وهو وإنْ كان ابتداء يشير إلى حقيقة خارجية وأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم استخدمه في العروج إلى السماء إلاّ أنّه في نفس الوقت كناية عن سعة التسخير الإلهي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنّه عزوجل أعطى لحبيبه والمقرّب الأول إليه ما لم يعطه لغيره، وأراد عزوجل أنْ يبرز هذه الحالة خارجياً، فكان البراق مثالا لها، لكونه في ذلك الوقت بل وفي هذا الوقت حالة مستعصية إنْ لم نقل مستحيلة على البشر، ولعظم ذلك على عقول الناس كان هذا التسخير البراقي كاشفاً عن مدى القرب المحمدي للذات الإلهية.
ثم تحدّث المقطع عن جنبة من جنبات العروج وعبّر عنها بالعروج الروحي (على بعض النسخ)، مع أنّ الروايات الشريفة بيّنت أنّ العروج كان روحياً وبدنياً، ولكنْ لسمو منزلة الروح وقابليتها في القرب إلى الذات المقدسة تحدث المقطع الندبي عنها لاحتمال إرادة ذلك، وإنْ كنّا في الواقع لا ندرك حقيقة إبراز الروح وافرادها في العروج إلى السماء ولعل المقطع الذي يتلوها يكشف عن افرادها ولو احتمالاً، إذ يقول: (وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك) وبلا شك أنّ محل العلم خصوصا كهذا الذي اعطي للخاتم صلى الله عليه وآله وسلم هو الروح لا البدن لذلك عبر به وافرد.
ثم تحدّث المقطع عن كنه ذلك العلم وحقيقته وسعته وأنّه علم الهي اختصاصي سعي لا يناله إلاّ من اختصه الله سبحانه وتعالى به، فهو من الشمولية بحيث يشمل كل شيء، ومن الزمان والمكان فهو لا انقضاء له ولا توقف، وهذا يكشف عن ان حجية الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم هي الأول في الحجج وهي الآخر في الحجج وإنّ حجيته ثابتة منذ الخلق الأول ولا تنتهي إلى آخر الخلق، وكل حجة ما عداه إنّما هي متفرعة من حجيته وإمامته وسلطنته صلى الله عليه وآله وسلم وقد أشارت بعض الأحاديث إلى ذلك كما في حديث موسى عليه السلام على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم (والذي نفسي بيده لو أنّ موسى كان فيكم حياً ما وسعه إلاّ أنْ يتبعني).
فهذا الحديث بل وغيره من المقاطع خصوصاً الزيارات والأدعية الواردة عنهم عليهم السلام، تكشف لنا عن أنّ الحجية الأولى ومصدر الفيض الإلهي هو النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ثم من بعده أئمة أهل البيت عليهم السلام ثم الأنبياء عليهم السلام ابتداء وانتهاء.
وفي الحقيقة أنّ من يريد أنْ يتعرف على بعض صفات أهل البيت عليهم السلام ويتعرّف على شيء من تلك الحقائق النورانية الإلهية الملكوتية لا بدّ أنْ يطلع بشكل كبير على حديثهم مع الله سبحانه وتعالى الذي هو الحديث الوحيد الذي ليس فيه وسائط بينهم وبين الله تعالى فهم يتحدثون إليه بخلاف الأحاديث الأخرى التي تنقل ألينا عن طريق الرواة فإنّها لاتكشف لنا عن مكانتهم وحقيقتهم كما تكشف لنا الأدعية والزيارات التي تبرزهم لنا وتسلّط الضوء على وجوداتهم بشكل أوفى وأكبر.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء