الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٧٧/ ذو القعدة/ ١٤٣٦هـ » الأفكار القيمة والآمال الكبيرة محفوظة في (الانتظار)
العدد: ٧٧/ ذو القعدة/ ١٤٣٦ه

المقالات الأفكار القيمة والآمال الكبيرة محفوظة في (الانتظار)

القسم القسم: العدد: ٧٧/ ذو القعدة/ ١٤٣٦هـ الشخص الكاتب: السيد مرتضى المجتهدي التاريخ التاريخ: ٢٠١٥/٠٨/٢٠ المشاهدات المشاهدات: ٤٣٤٥ التعليقات التعليقات: ٠

الأفكار القيمة والآمال الكبيرة محفوظة في (الانتظار)

السيد مرتضى المجتهدي السيستاني

لا شكّ ولا ريب في أنّ جميع العلماء والباحثين يرون أنّ أفكار الإنسان وعقائده تؤثر بشكل أساس وفعّال على مناحي وجوانب ومراحل حياته, ومن هذا المنطلق فإنّ الفكرة والعقيدة الإيجابيّـة والمنفتحة توجد وتصنع شخصية مبدعة وخلاّقة, يعود نفعها أوّلاً وأخيراً على الإنسان نفسه وكذا العكس.
بالإضافة إلى ما ذكرناه, فإنّ نفس الفكرة المحددة والضيقة من شأنها تحديد الإنسان وتأطيره في حدود الزمان والمكان, وتجعله يحوم في دائرتهما, وهذا بخلاف الفكرة الصحيحة والعقيدة السليمة الرصينة والحقّـة, فإنّها قادرة على التحليق فوق الحدود الزمانية والمكانية, ولهذا السبب فإننا نرى أن شعوب وبلدان كثيرة تتأثر بتلك الأفكار والعقائد وتفتح ذراعيها لاستقبالها والإيمان بها.
وهنا يأتي سؤال يقول: ما هي تلك الأفكار والعقائد والنظريات الكاملة التي تمكّن العالم والإنسانية من الوصول الى الكمال المنشود؟ وهل هناك أطروحة أو منهج أفضل من النظرية القائمة حول عصر الظهور؟.
مما لا شك فيـه انّ هناك الملايين من البشر يعيشون في هذا الكون الرحب, يحمل كل واحد منهم أفكاراً وأهدافاً وآراء يتعايش معها ويغذّيها, ويسعى دوماً إلى العمل لتطويرها وتقديمها نحو الأحسن, وعلى الرغم من سموّ هدفه وما يحمله بين جنبيه من طموحات متعالية, الا أنه يظل حائماً في هذه الأجواء, باعتباره كائناً حيّاً صغيراً إذا ما قارناه بسائر المخلوقات الأخرى في هذا الكون.
فهل يكون الشخص الذي يفكر في حدود نفسه وأهله -ولا يخرج عن أفكاره الضيقة ويعمل على ضوئها- قادراً على توسعة أفكاره ونشرها, وكذلك التطلع الى التطور وتقدم عالم الوجود؟!.
ولماذا يبتعد الإنسان عن الإرشادات والتعاليم الواردة عن أهل بيت الوحي والعصمة عليهم السلام, والتي تدعو الى التفكير حول نجاة هذا العالم وتكامل الإنسانية والبقاء بعيداً عن ذلك, والهرولة وراء تحقيق مصالحه وأغراضه؟!
وهل أن التفكير في إنقاذ شخص ما أو شعب يعيش في بقعة جغرافية صغيرة أفضل أو نجاة البشرية بأسرها!
يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (أبلغ ما تستدر به الرحمة أنْ تضمر لجميع الناس الرحمة) والأجدر بنا أن لا نطلب النجاة من الشر والسوء، لأنفسنا فقط أو لمجموعة صغيرة من البشر, أو لشعب واحد دون باقي الشعوب؛ بل الأحرى بنا نضع نصب أعيننا المصلحة التي تعم الجميع ولا تقتصر على فئة أو شعب معين, ولا شك في أنّ السبيل الوحيد لنجاة هذا العالم هو ظهور المصلح العالمي, وهو الإمام المهدي عليه السلام, وتحقق ذلك في ظلال دولته الكريمة المباركة.
في فكرة الظهور
إنّ نفس فكرة وعقيدة وصول اليوم العظيم والمبارك لحكومة أهل بيت الوحي والرسالة عليهم السلام _التي تضيء العالم والنفوس البشرية بالإشعاع والنور الساطع للولاية الإلهية, وتهدي الجميع من خلال النمو والطفرة الشمولية العامة الى الأفضل والأحسن-تمنح حياة جديدة معطاء.
ذلك اليوم الذي سيخلو من كل مظاهر الفقر والعوز, والظلم والتزوير للحقائق, وسيشهد اهتزاز راية العدل والعدالة الإنسانية في جميع ربوع العالم.
ذلك اليوم الذي يعم الفرح والسرور فيه جميع الناس, ولن ترى شخصاً مخالفاً لحكومته¨, ويبدي المجتمع الإنساني في ذلك العصر _بكل أطيافه وشعوبه_ تفاعلاً, مبتهجاً بكل مظاهر تلك الحكومة الإلهية العادلة لذلك الإمام الهمام, ويستمر في كمال الرضا بالحياة الجديدة والمتطورة التي تعم جميع أنحاء العالم في ذلك الزمان.
إن حجم السرور والبهجة في ظل الحكومة العالمية للإمام بقية الله الأعظم عليه السلام, تصل الى درجة تجعل الإنسان يعيش حالة من النشاط والحيوية, ونسيان ذكرياته المؤلمة ومرارة الحياة _ولو لمدّة قصيرة_ بمجرد الحديث عن ذلك العصر البهيج.
إنّ رسم الخطوط العريضة والتعرف على خصائص عصر الظهور العظيم, سيجذب القلوب الطاهرة والأفكار الإنسانية الأصيلة, بحيث تبقى تترقّب وتعدّ اللحظات من أجل وصوله, وتطلب من الله عزّوجل بقلب ملؤهُ المحبة والصفاء الإسراع في تحقق ذلك العصر المتألق.
لعلمها أنه ومن خلال تشكيل الحكومة الإلهية للإمام المهدي عليه السلام ووصول القدرة والقوى للحكومة الفاطمية, سيزول الغم والحزن عن كل بيت, ولن تدمع عين طفل محروم, وتكفكف دموع الأيتام, وتنعدم إراقة قطرة دم واحدة من دماء الأبرياء على الأرض, ولا يشاهد الأطفال الأبرياء أجساد آبائهم أمام أعينهم البريئة و ...
ولكن المجتمعات الإنسانية في هذا الزمان ونتيجة للتطور الحاصل في العلم والحضارة في بعد واحد, و انزواء القضايا الواقعية والمعنوية جلبت بيدها التعاسة والشقاوة, وبالتالي كانت النتيجة أنْ تسلط المستكبرون والمستعمرون على رقابهم وساقوهم -أي الشعوب- نحو النيران المحرقة, وسيفتح هذا الخطر الذي يشكله طغاة العالم آفاقاً مظلمة أمام البشرية جمعاء، لا تعد ولا تحصى.
ففي هذه المرحلة هل يتسنى لأحد من الناس العيش في رغد وراحة بال؟ وهل أحد منهم سينال نصيباً من السعادة والاطمئنان؟ وأي منهم يكون بعيداً عن قافلة الدموع وجبال الحزن والغم وصحراء الحسرة؟!.
نعم؛ ستكون قوانين الاستعباد ومن ورائها الدوافع والأغراض المشؤومة للأنظمة الطاغوتية, هي الحاكمة على الناس وسوف تقع المجازر البشعة، الواحدة بعد الأخرى، والقتل الجماعي, والتي لم تشهد البشرية نظيراً لهُ, ومع هذه الأوضاع سوف تمحى تباشير العدالة!.
والأنكأ من كل ذلك؛ أنّ الذين عايشوا هذه الأحداث البشعة قد ماتت قلوبهم وسلبت منهم السكينة, ولم يعد لهم أمل بالعودة الى الطريق الصحيح وسلوك طريق النجاة؛ ولكن في نهاية المطاف فإنّ لسان الغيب يدعو الجميع للحرية والثبات على طريق الحق.
وسيصل ذلك اليوم الذي سيصدح فيه صوت المصلح العالمي الكبير من أقدم معبد عرفه التاريخ ليصل صوته الرحيم والرؤوف الى جميع الانسانية, وتتكحّل نواظر المحرومين بنور الطلعة البهية والغرة الحميدة لآخر خلفاء الله سبحانه وتعالى على أرضه وسمائه.
وستزول في ذلك اليوم كل الأنظمة الطاغوتية, والتي عاشت فترات طويلة تتغذى على دماء الأبرياء, وستجف بحار الدم, وستحطم قلاع الحزن والآلام, وسيعم الفرح والسرور في ذلك العصر جميع البشرية, وهذه الحالة لا تمتد ضمن مساحة الأرض وسكانها فقط؛ وإنما تشمل بقية الأشخاص الذين يعيشون في بقية الكواكب الأخرى, فإنهم أيضاً سيفرحون وينشدون بوصول الحكومة العادلة للإمام بقية الله الأعظم عليه السلام.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء