الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٢٠/ محرم الحرام/١٤٣٢هـ » آداب العلاقة مع الإمام المهدي
العدد: ٢٠/ محرم الحرام/١٤٣٢ه

المقالات آداب العلاقة مع الإمام المهدي

القسم القسم: العدد: ٢٠/ محرم الحرام/١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: الشيخ علي دعموش التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/٠٩ المشاهدات المشاهدات: ٨٩٢١ التعليقات التعليقات: ٠

آداب العلاقة مع الإمام المهدي علیه السلام

الشيخ علي دعموشمركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

‏إن الارتباط بأئمة أهل البيت  علیه السلام ليس مجرد ارتباطٍ عاطفي أو وجداني يندرج في اطار الحب والمودة والتفاعل العاطفي أو النفسي. ولم يرد اللَّه لنا أن تكون علاقتنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بأئمة أهل البيت  علیه السلام مجرد علاقة حب ومودة بقدر ما هي علاقة فكرية وعقيدية وعملية تتصل بما جعله اللَّه لهم من موقع مقدس في الإسلام والعقيدة (إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) .

على أن الارتباط بالإمام الحجة المهدي  علیه السلام ليس مجرد ارتباط بفكرة عقيدية غيبية, بل بإنسان كامل حيٍّ جسداً وروحاً يعيش بيننا, يرانا ونراه,  يعرفنا ولا نعرفه,  يسددنا ويوجهنا إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمة وهو إمام الإنس والجن بل إمام الكون وقوامه، فلولا وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها، فهو أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء, كما ورد في الأحاديث المأثورة, وهذا يعني أن الإمام لو سحب ألطافه ولم يتدخل في بعض الشؤون، ولم يعمل على رعاية الأُمة وتسديدها في حركتها ومواقفها فاللَّه وحده يعلم كيف سيصبح حال المجتمع الإسلامي وإلى أية درجة من الانحطاط والضياع يمكن أن يصل.. فقد كتب الإمام  علیه السلام مخاطباً الشيخ المفيد ومن ورائه كل المؤمنين: (... أنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء  -أي الشدائد-  واصطلمكم الأعداء، فاتقوا اللَّه جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله).

وقد ورد في بعض الأحاديث أن أعمالنا تُعرض عليه علیه السلام فيحزن لسيّئها, ويفرح لما حسُن منها. ولذلك علينا أن نطهّر نفوسنا ونراقب أعمالنا لتكون بمستوى رضا اللَّه ورضا الإمام الحجة  علیه السلام.

 وعلينا أن ننظر في صحيفة أعمالنا قبل أن تصل إلى محضره علیه السلام.

وبعد النظر في صحيفة الأعمال ومن أجل أن يكون المؤمن بالمستوى اللائق في محضر الإمام  علیه السلام لا بد من مراعاة جملة من آداب العلاقة معه والارتباط به، هي تلك الآداب التي وردت في الأحاديث  عن أئمة أهل البيت  علیه السلام والتي نذكر منها هنا ما يلي:

  -مبايعته علیه السلام: فقد ورد في دعاء العهد: (اللهم إني أُجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً).

- إظهار الشوق لرؤيته علیه السلام: حيث ورد أن أمير المؤمنين  علیه السلام ذكر المهدي  علیه السلام من ولده فأومأ إلى صدره شوقاً إلى رؤيته.

وعن الإمام الصادق  علیه السلام أنه قال  وهو يتشوق لرؤيته : (... لو أدركته لخدمته أيام حياتي).

 وفي دعاء الندبة: (... وأره سيّده يا شديد القوى...) وفيه أيضاً: (.. هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى).

وورد في دعاء العمري عنده  علیه السلام: اللهم إني أسألك أن تريني وليَّ أمرك ظاهراً نافذ الأمر.

وورد في بعض الأدعية: (اللهم أرنا وجه وليّك الميمون في حياتنا وبعد المنون).

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رؤية الإمام  علیه السلام في زمن الغيبة الكبرى ممكنة بل وميسرة لخواص المؤمنين. وقد تشرَّف بعض علمائنا برؤيته صلى الله عليه وآله وسلم,  فقد نُقل عن السيد بحر العلوم أنه جاء إليه رجل وسأله عن إمكان رؤية الإمام الحجة  علیه السلام في زمن الغيبة الكبرى. فسكت السيد عن جوابه وطأطأ رأسه وخاطب نفسه.. ما أقول في جوابه؟ وقد ضمني صلوات اللَّه عليه إلى صدره كما جاء في (جنة المأوى)  ص٣١). 

كما ورد في وصية السيد ابن طاووس لولده: (والطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد اللَّه جلّ شأنه عنايته به وتمام إحسانه إليه كما  في (كشف المحجة لثمرة المهجة)  ص١٥٢).

أما الروايات التي تكذّب من ادعى الرؤية, التي  بمعنى النيابة الخاصة او السفارة  فهي تشير إلى  دعوى رؤيته بدعوى نيابته الخاصة من قبله  علیه السلام كنيابة  الحسين بن روح وغيره من النواب الأربعة).

-الثبات على ولايته علیه السلام: فعن الإمام الباقر  علیه السلام أنه قال:  (يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم. طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جلَّ جلاله فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدّقتم بغيبي فابشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي حقاً منكم أتقبّل وعنكم أعفو ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي).

- الاغتمام والبكاء على فراقه علیه السلام: فقد ورد في الكافي الشريف عن الإمام الصادق  علیه السلام أنه قال: (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح).

وعنه  علیه السلام أيضاً: (واللَّه ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي وادٍ سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين).

وروي في عيون الأخبار في خبر متعلق به  علیه السلام عن الإمام الرضا  علیه السلام أنه قال: (كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين. يعني الحجة  علیه السلام ).

- الدعاء له علیه السلام:  لا سيما دعاء: (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً..).

وورد عن الإمام الحسن العسكري علیه السلام  في دعائه له  علیه السلام: (اللهم أعذه من شر كل طاغٍ وباغٍ، ومن شر جميع خلقك واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله واحرسه وامنعه أن يصل إليه بسوء واحفظ فيه رسولك وآل رسولك وأظهر به العدل وأيّده بالنصر). 

وقد ورد التأكيد على الدعاء له بتعجيل الفرج, ففي التوقيع الشريف المروي عنه  علیه السلام: وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم).

 - زيارته علیه السلام: لا سيما زيارة آل ياسين الواردة عنه  علیه السلام حيث يعلمنا فيها كيف نشعر بحضوره فنقول: السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد.

- التوسل به علیه السلام  إلى اللَّه سبحانه:  سواء في أمور الحياة الدنيا.   أو في أمور الآخرة شفيعاً لنا كما في دعاء التوسل.

وقد ورد في بعض الروايات توسل بالإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام  منها: اللهم إني أسألك بحق وليك وحجتك صاحب الزمان إلا أعنتني به على جميع أُموري وكفيتني به مؤنة كل مؤذ وطاغ  وباغ وأعنتني به فقد بلغ مجهودي وكفيتني كل عدوّ وهمّ وغمّ ودين، وولدي وجميع أهلي وإخواني ومن يعنيني أمره وخاصتي، آمين رب العالمين.

- القيام عند ذكر اسمه علیه السلام:   لاسيما عند ذكر لفظ (القائم) علیه السلام.

 وروي عن الإمام الرضا علیه السلام  أنه قام في مجلسه بخراسان عند ذكر لفظة القائم ووضع يده على رأسه الشريف وقال: (اللهم عجل  فرجه وسهل مخرجه). 

وفي كتاب مشكاة الأنوار قال: لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الرضا علیه السلام  وذكره علیه السلام ، وضع الرضا علیه السلام  يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج.

-الصلاة عليه علیه السلام: فقد ورد استحباب الصلاة عليه في أكثر من مورد كما في دعاء الافتتاح. وكالصلاة الواردة عن الإمام العسكري علیه السلام : (اللهم صل على وليك وابن أوليائك ولي الأمر المنتظر الحجة بن الحسن علیه السلام، اللهم صل على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم..). 

 -التصدق عنه علیه السلام:  فقد ورد في دعاء التصدق حين السفر: اللهم إن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد علیه السلام، وصل عليه بين أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره).

التقييم التقييم:
  ١ / ١.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء