الفتاوى السديدة للمرجعية الرشيدة
المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله)
في معرض إجابته، عن سؤال وجه إليه...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت في الآونة الأخيرة ادعاءات السفارة للإمام المهدي(عليه السلام)، بل يدّعي البعض أنه الإمام المنتظر، وقد استغل هؤلاء انعدام المعايير الصحيحة لدى البعض، نتيجة الجهل، والتجهيل المتعمد من قبل الظالمين، والفقر، وانفلات الوضع الأمني، الذي ابتليت به أمّة المسلمين عموماً وفي العراق بالخصوص.
وقد بان بطلان وفضيحة من ادعى ذلك، في زمن الغيبة الكبرى بعد السفير الرابع أبي الحسن عليّ بن محمّد السمري رضي الله عنه، وبقي بعضٌ لم يتبيّن للناس زيفه. وقد انهالت على مركزنا الأسئلة حول هذا الموضوع. ولما كانت المرجعية الدينية هي الحصن الحصين للمذهب ولأبنائه لذا كان من الواجب أن نتوجّه إلى سماحتكم ممثلين عموم الشعب المؤمن الموالي لأهل بيت النبوة(عليهم السلام)، آملين من سماحتكم بيان الرأي في ردع هذه الدعاوى، وبيان المعايير التي يصح فيها ادعاء مثل هذه المدعيات، حتى يتبين للمؤمن: كيفية التمييز؟ ومتى يصدّق؟ ومتى يكذّب؟ هذه الدعاوى.
أدام الله ظلكم الوارف على رؤوس الأنام ولا حرمنا من فيوضاتكم المباركة.
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي(عليه السلام)
بسمه تعالى
يجب أن نعلم أن الحجة المنتظر(عليه السلام)، أرواحنا لمقدمه الفداء، قد بيّن على لسان نوابه ـ خصوصاً الرابع أبي الحسن علي بن محمد السمري ـ وكذلك آبائه الأئمة الطاهرين خصوصياته ومشخصاته، وكذلك حددت على ألسنتهم الآيات والعلائم الحتمية التي يعقبها ظهوره وخروجه من حجاب الغيبة، ولم يتحقق شيء منها إلى الآن، وقد انقطعت السفارة الخاصة والمباشرة بينه(عليه السلام) وبين الشيعة، بموت السفير الرابع، فكل من يدعي السفارة فهو كذاب مفتر على لسانه(عليه السلام)، وكل من يدعي أنه الإمام المنتظر والخارج قبل تحقق العلائم ولايمتلك مشخصاته ودلائله فهو في حكم المرتد، لأنه يبتدع الدين، فعلى المؤمنين الانتباه فلا تفترسهم الذئاب وتستضلهم الشياطين، فاعلموا أنه من وراء هؤلاء الضالين المضلين طغاة العالم يمدونهم في طغيانهم يعمهون.
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا(صلى الله عليه وآله) وغيبة إمامنا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا، اللهم فصل على محمد وآله وأعنّا على ذلك بفتح تعجله وبضرِّ تكشفه ونصرٍ تعزه وسلطان حقِ تظهره، ورحمة منك تجللناها وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين.