أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » أصحاب الإمام المهدي عليه السلام » (١٠٧٢) ... ذاك الذي وجهه كالدينار، وأسنانه كالمنشار، وسيفه كحريق النار...

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 أصحاب الإمام المهدي عليه السلام

الأسئلة والأجوبة (١٠٧٢) ... ذاك الذي وجهه كالدينار، وأسنانه كالمنشار، وسيفه كحريق النار...

القسم القسم: أصحاب الإمام المهدي عليه السلام السائل السائل: الشيخ محمد علي الأسدي الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٨/٠٧ المشاهدات المشاهدات: ٢٧٤٨ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد في كتاب الغيبة للنعماني: ص٢٥٦، ب١٤، ح١، في رواية طويلة:
ثم التفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جعفر بن أبي طالب، فقال: يا جعفر، إلّا أبشرك؟ إلّا أخبرك؟ قال: بلى، يا رسول الله.
فقال: كان جبرئيل عندي آنفاً فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك أتدري من هو؟
قال: لا.
قال: ذاك الذي وجهه كالدينار، وأسنانه كالمنشار، وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرئيل وميكائيل.
من هو هذا الشخص الذي وصفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالوصف المذكور؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية نقلها الشيخ النعماني في كتاب الغيبة وهذا نصها: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، عن أبان بن عثمان قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): بينا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي (عليه السلام) فسأل عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقيل إنه بالبقيع، فأتاه علي (عليه السلام) فسلم عليه فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): اجلس فأجلسه عن يمينه، ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره، ثم جاء العباس فسأل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلّم عليه فأجلسه أمامه، ثم التفت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى علي (عليه السلام) فقال: ألا أبشرك؟ ألا اخبرك يا علي، فقال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل (عليه السلام) عندي آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في أخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً [كما ملئت ظلماً وجوراً] من ذريتك من ولد الحسين. فقال علي: يا رسول الله ما أصابنا خير قط من الله إلّا على يديك، ثم التفت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى جعفر بن أبي طالب فقال: يا جعفر ألا أبشرك؟ ألا أخبرك؟ قال: بلى يا رسول الله. فقال: كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها - أي الراية - إلى القائم هو من ذريتك، أتدري من هو؟ قال: لا، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرئيل وميكائيل، ثم التفت إلى العباس فقال: يا عم النبي ألا اخبرك بما أخبرني به جبرئيل (عليه السلام)؟ فقال: بلي يا رسول الله قال: قال لي جبرئيل: ويل لذريتك من ولد العباس، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ فقال له: قد فرغ الله مما هو كائن. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٥]
ملاحظات حول الرواية :
والرواية من حيث السند فهي ضعيفة لجهالة أحمد بن هوذة الباهلي وضعف النهاوندي من قبل الشيخ النجاشي والطوسي له حتى اتهموه في دينه، ومع أن ضعف السند قد ينجبر فيما لو توفرت فيها قرائن الصحة والوثوق كما هو رأي مشهور المتقدمين، ومع ذلك فإن ما ورد في متنها يخالف الثابت من التأريخ فإن جعفر الطيار (عليه السلام) استشهد في غزوة مؤتة في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢١، ص٥٥]، ولا يمكن والحال هذه أن يكون حاضراً مع العباس بن عبد المطلب في مجلس واحد مع أن الأخير لم يهاجر إلى المدينة إلّا بعد فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢١، ص١١١]
كما إن الرواية تتعارض مع الروايات التي نفت أن تكون لآل جعفر راية أو على أقل تقدير قللت من قيمتها، فقد روى محمد بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك، بلغنا أن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين، فهل انتهى إليك من علم ذلك شيء؟ قال: أما آل جعفر فليس بشيء ولا إلى شيء. [تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي: ج١، ص٣١٠]
فالتعبير عن راية آل جعفر (ليس بشيء ولا إلى شيء) لا ينسجم مع كون رايتهم ذات قيمة تستدعي أن يُبشر بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو يبشر بأهمية تسليمها للإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
كما أن القول باكتناف جبرئيل وميكائيل لصاحب راية آل جعفر يصعب تصوره في غير شخص الإمام المعصوم (عليه السلام) وهو ما ورد في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) دون غيره من أصحاب الرايات، كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في سياق حديثه عن الإمام القائم (عجّل الله فرجه): لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٢٠]
بل حتى ما ورد في لجوئه إلى الجبل وخروجه منه يمكن أن نجده هو ذات المعنى الذي وصفت به حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قبل ظهوره، فقد روى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها، فقال لي: ترى هذا الجبل؟ هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا، أما إن فيه كل شجرة مطعم، ونعم أمان للخائف مرتين أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين واحدة قصيرة والأخرى طويلة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص١٦٣]
فضلاً عن أن ذيل الرواية والتي جاء فيها (قد فرغ الله مما هو كائن) يتنافى مع عدة روايات لا تنسجم مع هذا المعنى تماماً، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا: قد فرغ من الأمر، وكذبوا، إنما شيء يحكم به الله في كل عام. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي:ج١، ص١٠٤]، وكذلك ما رواه الصدوق (رحمه الله) في كتاب التوحيد: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في قوله الله (عزَّ وجل): ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾: لم يعنوا أنه هكذا، ولكنهم قالوا: قد فرغ من الأمر، فلا يزيد ولا ينقص، فقال الله (جل جلاله) تكذيبا لقولهم: ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾، ألم تسمع الله (عزَّ وجل) يقول: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكتاب﴾ [التوحيد للشيخ الصدوق: ص١٦٧]، وكذلك ما رواه عن الإمام الرضا (عليه السلام) في مناظرته لسليمان المروزي والتي جاء فيها: قال سليمان: لأنه قد فرغ من الأمر فليس يزيد فيه شيئاً، قال الرضا (عليه السلام): هذا قول اليهود فكيف قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾؟ قال سليمان: إنما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد بما لا يفي به؟ فكيف قال: ﴿يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ﴾، وقال (عزَّ وجل): ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكتاب﴾، وقد فرغ من الامر؟ فلم يجر جواباً. [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج١، ص١٦٧]
وعلى كل حال فالرواية السابقة مبتلاة بعدة اشكالات بعضها يناقض الحقيقة التأريخية، وبعضها يتناقض مع الثابت العقائدي وبعضها الآخر إنما هي توصيفات ذُكرت للإمام (عليه السلام) ثم نسبت لصاحب هذه الراية.
والذي نستقربه ان الرواية تعاني من سقوط بعض العبارات أو الضمائر مضافاً إلى تداخلها مع رواية أخرى أجنبية عنها أدت إلى الخلل والاضطراب في متنها ودلالتها فلا يمكن الاعتماد عليها. والله العالم
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016